الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا جمدت اسرائيل ضرباتها الجوية في العراق وأيُ حرب تتحدث عنها المليشيات؟

طلال الحريري
سياسي عراقي

(Tallal Alhariri)

2019 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي تقترب فيه الثورة العراقية من النجاح يتصاعد خطاب المليشيات الارهابية حول استهداف وتهديد اسرائيلي سيُقابل بالمواجهة والرد واصبح الاعلام التابع لهذه المليشيات يروج لهذا التصعيد من جانب ومن جانب اخر يتحدث كُتاب بأقلام صفراء ونوايا خبيثة تحركها عقول الممانعة عن محاولة اسرائيلية لاحتواء الثورة الوطنية عبر تهديد المليشيات وتنفيذ ضربات في العمق العراقي لخلط الاوراق وانهاء الثورة والإبقاء على النظام الطائفي كونه اهم اهداف المشروع الاسرائيلي في العراق!
الحقيقة ان خطاب المليشيات التصعيدي والرؤى التي تتحدث عن معاداة الثورة لا تمثل سوى اوهام واجراءات فارغة تقف ورائها عقول عصابات ايران ووكلائها للتأثير على الرأي العام العراقي وإشغال المجتمع الثائر وترهيبه.ان الحقيقة التي يدلس عليها الاسلاميين وتتجاهلها وسائل الاعلام تتمثل بالموقف الاسرائيلي الصريح الداعم للثورة سياسيا ومعنويا بخطاب انساني متحضر.اسرائيل التي تريد انهاء الثورة العراقية كما يزعم الاسلاميين هي التي اوقفت وجمدت الضربات الجوية التي تستهدف المليشيات الارهابية في العراق احتراما للثورة المدنية ومجتمعها المدني ومشاعر العراقيين وآمالهم على الرغم من التحديات الامنية التي تواجهها.بل ان اسرائيل لم تكتف بهذا القدر من المسؤولية الانسانية حيث ذهبت بعيدا في تعاملها مع ملف العراق وقضايا حقوق الانسان والانتهاكات التي تمارسها المليشيات الايرانية بحق الثورة وشبابها المسالمين فتبنت تل ابيب مواقف سياسية صريحة وبأعلى مستويات القرار كالخارجية ورئاسة الوزراء اكدت فيها بضرورة دعم المجتمع الدولي للثورة وايقاف الانتهاكات والارهاب واكدت على حق الشعب العراقي بتقرير مصيره واختيار مستقبله الذي يناسبه.ولم تقف المواقف وتنتهي عند المؤسسات الرسمية للدولة بل تحولت قضية حقوق الانسان والانتهاكات الى حمله اجتماعية لم تشمل يهود العراق فحسب بل شملت كل اتجاهات واطياف الشعب الاسرائيلي تحت شعار( متضامن مع العراق, وانقذوا الشعب العراقي) وهذه المواقف ماتزال رائجة في وسائل التواصل الاجتماعي ومازال العراقيين يتفاعلون معها بمشاعر الحب والسلام التي احدثت صدمة مدوية للإسلاميين ومشاريعهم الارهابية الفاسدة.لم تبقى وسيلة بيد الاسلام السياسي والحرس الثوري المحتل إلا واستخدموها لتفتيت الثورة وانهائها فكان ومازال الارهاب هو الوسيلة الاقوى في تجاربهم وممارساتهم الفاشية التي راح ضحيتها اكثر من عشرين الف شاب مدني بين شهيد وجريح ومفقود منذ انطلاق الثورة والى يومنا هذا.ومع كل هذا الارهاب وحملات التصفية والابادة الوحشية ماتزال الثورة ثابتة في مكانها وحققت مكاسب سياسية واجتماعية وادخلت الاسلاميين في حالة رعب وعدم استقرار وخوف وتخبط وصراع لا محدود.وبعد ان فشلت محاولاتهم وادركوا قرب انتصار المدنية على الارهاب التجئوا الى الازمة الخارجية كمحاولة اخيرة لخلط الاوراق ومصادرة الثورة وتحريف اهدافها الوطنية.وهنا جاء دور العدو الازلي الذي صنعته الفاشية الاسلامية واصبحوا يتحدثون عن استهداف وتهديد اسرائيلي لتوظيفه في اعلامهم الفاسد الذي يدعوا لتوحيد العراقيين تحت مظلة الوصاية الايرانية ومحور الممانعة الارهابي بذريعة مواجهة العدوان الاسرائيلي في حين يتناسون الموقف المدني والشعبي الرافض لمشروع الأسلمة والممانعة والوجود الايراني!.تناسوا بأن احد اسباب الثورة واهم اهدافها انهاء الوجود الايراني والاسلام السياسي ومليشياته الارهابية.يتجاهلون تحول اغلبية الرأي العام عامةً والمجتمع المدني خاصةً الى تبني رؤية السلام والحداثة وعدم الايمان بالصراعات والحروب الاسلامية والقومية. المجتمع المدني العراقي لا يرى في اسرائيل مشكلة بل على العكس تماما استطلاعات الرأي المتكررة والمواقف الصريحة اثبتت ميول العراقيين وشغفهم بعودة يهود العراق واعلان التطبيع مع اسرائيل كخطوة مهمة لبناء العراق الجديد وتحقيق السلام والازدهار عبر تبادل الخبرات وبرامج التنمية الاقتصادية والثقافية وقيم المشاركة والتكامل الحضاري. وفي الختام نقول بأن الرد والحرب التي يتحدثون عنها اصبحت هوية للمليشيات الارهابية ومحور الممانعة ولم تعد لها قيمة ولا مبدأ ولا ادنى درجات القبول في وجدان الشعب العراقي الذي قدم العقل على الأسلمة وواجه الارهاب بالمدنية وقيم السلام.ِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها