الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرياح الصحراوية...

حمدي حمودي

2019 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


نعرف جيدا معنى الرياح، نفهم اكثر من غيرنا مدلول العاصفة، وكنه اذرع حركة الهواء السريعة المستمرة والمترددة.

لا تستريح ولا تتعب ولا تمل ولا تهدأ الا لتضج...

ليس هناك في العالم من يرى يد الهواء وهي تخطف حبات الرمل وتلفح بها الوجوه كل لحظة غيرنا، من يغمض عينيه آلاف المرات كي لا تعمى بسبب حفنات الطين المغبرة غيرنا ؟

الهبوب السريع وضربات الرياح ربما هي التي جعلتنا نلبس تلك الملابس الفضفاضة ونلوي الرؤوس مرات ومرات بتلك الاقمشة لتحول الصفعات المتوقعة والمفاجئة الى هدهدة وتربيت.
اتجاه الخيم وشكلها وحبالها القوية واوتادها المغروسة بهندسة رفيعة كانت تكسر تلك القوة بسهولة ويسر وتتركها تمر بسلاسة.
نعم عرف الاجداد ان الرياح قوة وتعاملوا مع تلك القوة الغير المرئية الا من خلال تأثيراتها بحكمة ورزانة.
تعلمنا من كثير مما تعلمنا من ذلك الكائن الذي يعيش معنا كيف نتعايش معه وكيف نستفيد منه، وتعلمنا أن نغير انفسنا وسلوكنا لنغير تأثير مزاجه علينا دون ان نبدله هو.
ومنذ الصغر عرفنا ان صوت الرياح خارج الخيمة لا يخيف بل قد يساعد على النوم، تعلمنا ان لا نخشى ابدا من اي قوة خارجنا، وان الخوف ينبع من الداخل لذلك كنا نربي ابناءنا على الشجاعة في انفسهم وأن القوة الحقيقية هي عند الله وحده، وغيره هي مظاهر مثل الرياح نستطيع ان نصرعها مهما كانت حيلتها وحجمها وزمجرتها وغبارها وفحيحها وغضبها وتكتيكاتها وألاعيبها.
تلك المعركة المستمرة بل الحرب الضروس مع الطبيعة في اقسى مظاهرها، تلك المقاومة المستمرة تلك الشجاعة وقوة المراس هي جزء فقط من تركيبة الانسان الصحراوي العجيبة.
وهي التي جعلت 2419 مشاركا في المؤتمر 15 للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب من كل تواجدات شعبنا تُجْمِع وتقرر انها ستعود الى احد مظاهر القوة وهو السلاح الذي لا يهم نوعه بل اليد التي تحمله والقلب الشجاع الذي يحرك تلك اليد.
ان الرياح الصحراوية علمتنا ان لا نمل ولا نستريح ولا نهدأ الا لنضج
وعلمتنا ان الاصوات خارج الخيمة الصحراوية، مجرد هواء وان زمجر وصخب وانها ظواهر هوائية فقط.
علمتنا انها عندما تعصف تغير مظهر الارض وان رهان العدو على بقاء الحال لا يسري مع ارض تهب بها الرياح الصحراوية.
علمتنا ان لا نتوقف عن الكفاح ابدا، فتلك صفة لصيقة طبيعية من طبيعة ارضنا وجونا وعلمنا ذلك الهواء المتحرك الذي نتنفسه اننا نستطيع ان نهزم اي كان وان القوة لله وحده والعزيمة والاقدام ملكة وميراث وسننتصر دائما ما دمنا ثابتين على الحق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف