الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حميد برادة والعداء الدفين لليسار

عبد الإله إصباح

2019 / 12 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



يبدو أن الشهيد المهدي بن بركة لا زال يخيف أعداءه إلى الآن حتى بعد مرور كل هذه السنوات على اختطافه واغتياله. وهذا هو ما يفسر سعيهم الدائم إلى النيل منه وتشويه صورته عملائهم المدسوسين في الجسم الإعلامي. و ما أقدم عليه المدعو حميد برادة يندرج في هذا الإطار. ادعى في عرض له أنه يريد إلا الحقيقة، وهكذا راح ينسج من خياله حكايات عن مؤامرات استهدفت النظام في الستينيات من طرف قيادات ورموز الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وعلى راسهم الشهيد المهدي بن بركة. وخلاصة ما سرده أن النظام بريء تماما من كل ما ألصق به من جرائم الاغتيالات والاختطافات، وأن ما قام به ليس إلا دفاعا عن النفس بعد اكتشافه مؤامرات استهدافه في كل مرة وحين. وطبعا مع هذا السرد المغرض تغيب الحقائق المرتبطة بطبيعة النظام اللاشعبية واللاديمقراطية، تغيب حقيقته الاستبدادية وسعيه إلى التفرد بالسلطة ونهج سياسات طبقية معادية للجماهير. النظام الذي لم يكن يخفي ارتباطاته بالدوائر الامبريالية يصبح في عرض حميد برادة ضحية وما قام به ليس إلا رد فعل طبيعي اقتضته ضرورة حماية الذات من المتآمرين.
وقد قيل أن حميد برادة دمعت عيناه، وبدا متأثرا وهو يردد أن ما يريده هو قول الحقيقة أمام التاريخ، وها نحن نكتشف أن هذه الحقيقة مطابقة بالصدفة لرواية النطام حول هذه الحقبة من تاريخ المغرب،. بل يتطوع ويزيد من خياله أن الشهيد المهدي بن بركة كان على موعد مع جلاده أفقير، وقد تأكد برادة من ذلك لمجرد أنه التقى الابراهيمي في باريس وأخبره أن الشهيد سيلتقي الجنرال واستنتج من ذلك أن الجينوال المقصود هو أفقير وليس الرئيس الفرنسي الجينرال دكول علما بأن أفقير في ذلك الوقت لم يكن جنيرالا، ولم ينل هذه الرتبة إلا بعد اختطافه واغتياله للشهيد.
وحميد برادة طبعا يقدم نفسه كشاهد من قلب الحركة الاتحادية، ومن تم فهو يريد أن تحوز روايته كل المصطاقية المطلوبة. علما بأن هذه الحركة كانت مستهدفة بالاختراق من طرف أجهزة الاستحيارات، ولطالما تم اكتشاف العديد من العملاء والمندسين داخلها كأي حركة تقدمية تخوض صراعا مريرا ضد الحكم الفردي المطلق. واكيد أن حميد برادة كان واحدا من هؤلاء، وإلا ماذا كان دوره بين المناضلين إن لم يكن مقتنعا بمشروعهم؟ لقد استحلى طويلا صفته كصحفي مقرب من دوائر اليسار، والواقع أنه كان دوما مقربا من دوائر السلطة وكان يقدم خدماته لها متخفيا في قلب اليسار، وإلا كيف نفسر أنه الصحفي المغربي الوحيد والأخير الذي أجرى حوارا مع الحسن الثاني
وإنه لأمر طبيعي جدا أن يكون الشخص المتمخزن عدوا لليسار، وعدوا للشهيد المهدي بن بركة، فاليسار هو النقيض المطلق للمخزن. وبرادة في شهادته المزعومة لم يكشف إلا عن عدائه الصميمي. والدفين لليسار باعتباره كان ولا يزال أحد خدام المخزن الأوفياء. سأله ذات مرة صحفي هل كان الحسن الثاني دكتاتورا؟ أجاب : لا لم يكن ديكتاتورا، أردنا ضربه فضربنا. هكذا إذن يتم تبييض صفحة النظام واختزال الصراع السياسي ضد الاستبداد إلى مجرد ضرب وجرح متبادل.
والواقع أن برادة بهذه الشهادة المغرضة يستأنف الصراع المتواصل ضد اليسار من طرف المخزن، وهو صراع يروم استهداف الذاكرة ، لأن ميدانه في هذه الشهادة يطال مجال التاريخ بتحريف الحقائق وتشويهها قصد تكريس رواية تخدم رغبة السلطة في تبرئة ذمتها من جرائم سنوات الرصاص. إن السلطة تريد تاريخا مغايرا لما وقع وحدث بالضبط، إذ هي تراهن على تغييب الحقيقة بخلق حقيقة أخرى موازية يتم إنجازها بمراكمة الأكاذيب حتى تنطمس الحقيقة كما حدثت وتسود رواية وحيدة هي الرواية المخزنية كما صاغها ويصوغها عملاؤها المندسون.، تم بعدها تعمل على الترويج لها من طرف المواقع التابعة لها ومن طرف كل من يكن عداء وحقدا متأصلا لليسار. وبذلك تكون الخلاصة التي تترسخ في أذهان الأجيال الصاعدة هي أن اليسار ظالم ومفتري والنظام بريء وضحية لم يقم إلا بصد هجمات خصوم هم مجرد متعطشين للسلطة.
يستطيع أعداء الشهيد أن يتمادوا في اختلاق الأكاذيب وتزييف الوقائع والأحداث، غير أنهم لن يفلحوا أبدا في النيل من صورته كرمز من رموز حركات التحرر الوطني، وقائد يساري فذ، استطاع أن يكرس صورته كبطل من أبطال التحرير ومناهضة الطغيان والاستبداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حميد برادة
بلبل ( 2019 / 12 / 30 - 19:52 )
كما يقول المغاربة كل واحد كيدافع على عرامو لكن ما قاله حميد برادة هو عين العقل لان اهل مكة ادرى بشعابها فهو قد عايش هؤلاء الانقلابيين الذين بمجرد ما خرجت فرنسا ارادو ان يستخلفوها فكل واحد منهم كان يستهدف النظام ليستبد بالحكم فكلهم كانوا مجرد ذئاب تنتظر الفرصة للانقضاض على الحكم برادة ليس له اي هدف لا سياسي ولا مادي خاصة انه في اخر عمره ليكذب او يختلق بل هو وحده من يعرف حقيقة هؤلا الذئاب عن قرب فلا تحاولوا يا تجار المبادئ ان تسيؤوا للرجل فهو افضل منكم ومن بين ما تتجاجرون به اليوم هو الطالب ايت الجيد الذي تشترون بموته ثمنا بخصا تجعلون منه بطلا وهوالمسكين مجرد طالب عادي مات في شجار مع طالب اخر ولو ان ايت الجيد هذا يعود الى الدنيا ويرى ما تفعلون به لقام بمتابعتكم بكل الوسائل المتاحة انتم من حولتموه الى اغنية تسترزقون بها والى كلمات لا محل لها من الاعراب يا اعداء الوطن اما حميد برادة فهو بريئ مما تحاولون الصاقه به وهواكبر بكثير من طرهاتكم

اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا