الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأجل حلول استثنائية لواقع استثنائي .2.

مهند البراك

2019 / 12 / 30
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


انتفاضة كوّنت قطباً شعبياً واسعا ضم الشباب و الشابات و كل الاعمار، و صار صوته اعلى من الدستور الذي انتهكته و تنتهكه الكتل الحاكمة منذ جلوسها على مقاعد الحكم، و تتستر به و تتعلّق بقشور مواعيده و تسلسل سيره، بل و تهدد بكذبة (الفراغ الدستوري) التي صنعتها هي في السابق و تخطّتها بعد ان اعتبرتها خرقاً فقط من الخروقات التي تحصل اعتيادياً و يجري عبوره، مادامت تحافظ على ثرواتها و على تسلّط رؤساء الكتل، الذين اعتبروه ( رزقاً دائماً من رب العالمين) ، التسلط الذي كما وصفه اكثر من نائب علناً على انواع الفضائيات العراقية و العربية.
قطباً شعبياً هزّ و مزّق وحدة الكتل الحاكمة و زاد من النفاق المؤسف لأعضائها بكلام ليل يمحوه النهار، على صخرة تضارب مصالح قادتها و افرادها الانانية الضيقة . . مقدّماً اكثر من 700 شهيداً و 27 الف جريح و معوّق بينهم من افراد القوات الحكومية التي حمت التظاهرات، وفق احصاءات مستقلة . . مطالباً بـ :
الاستقلال و انهاء انواع الاحتلال و التدخل الخارجي بشؤون حكم البلاد، " وطن " كاوطان عالم اليوم التي تعيش الحياة الانسانية، معاقبة قتلة شهداء التظاهرات و القائمين على الاختطافات و الاغتيالات و الكواتم في المحاولات الجارية لتصفية وجوه و نشطاء الانتفاضة الباسلة، الغاء ميليشيات الطرف الثالث الوقحة !! تقديم كبار الفاسدين للعدالة علناً، تعديل الدستور و الغاء المحاصصة الطائفية و الاثنية، قانون انتخابات افضل من المعدّل الاخير، قانون منصف للاحزاب . .
قطباً حصل على تأييد اوسع الاوساط العراقية بالوان طيفها و اجناسها، حتى صار الشعب و المرجعية و النقابات و الاتحادات المهنية و الطلابية معه و مشاركة به، بل و سحب كتلاً برلمانية له صارت تدعو للتغيير و صارت تعبّر عنها الصراعات داخل البرلمان الحالي و تصريحات نواب يؤيدون التغيير و يطالبون بمعاقبة قتلة المتظاهرين، و الفاسدين علنا . .
و مما تقدّم، اثبتت الانتفاضة انها على صواب، و ان معادلة الحكم و المحاصصة لم تعد فاعلة كالسابق، فيما تصرّ كتل حاكمة اساسية على الحفاظ على الوضع السابق اللادستوري بحجج (الدستور) و تلوّح بارهاب ميليشياتها و باطراف اقليمية الى تحويل البلاد الى ساحة حرب اهلية، وسط صمت دولي او تضامن اممي لايرقى الى مستوى الاحداث و التضحيات و الآفاق . .
و ترى اوساط واسعة ان لاحل الاّ باجراء انتخابات مبكرة، تهئ لها و تقوم بها حكومة انتقالية على الاسس الدستورية الجديدة، تلغي ميليشيات الطرف الثالث التخريبية مهما كانت واجهاتها و تقديم من خاضوا بدماء شباب البلاد الى القضاء، الميليشيات التي انتفت لها الحاجة الان، بوجود قوات عراقية نظامية مسلحة اثبتت قدراتها بالانتصار على داعش . .
من اجل اصلاح العملية السياسية بحالة اكثر تطوراً من بداياتها حين جرى التصويت على الدستور لأول مرة على اساس برنامج الحكم الانتقالي آنذاك، و الان بوجود دستور معدّل و وجود رقابة شعبية فاعلة تتكون من : ممثلية ثوار اكتوبر و النقابات و الشخصيات الوطنية المستقلة المشهود لها بحب الوطن و الاستقامة و الكفاءة، و ممثلي القوى الوطنية التي ناضلت ضد الدكتاتورية و بقيت بعيدة عن الفساد . .
و يؤكد مراقبون و خبيرون بأن ذلك لايمكن انجاز و لو جزء منه دون الضمان الفعلي لإستقلال البلاد باي وسيلة كانت في عالم اليوم المتعدد القطبية، و دون تحريم نشاط (ميليشيات الطرف الثالث) التي تنتحل اسم الحشد الشعبي و تتحرك بأوامر من الخارج، بلا قدرة للحكومة العراقية على ضبطها كما بينت مواقفها من اعتداءاتها الوحشية على المتظاهرين السلميين منذ البداية.
و فيما يستنكر كثيرون القصف الاميركي على منشئات عراقية دون اذن من حكومة البلاد، فانهم ينبهون الى تصرفات ميليشيات الطرف الثالث التي لايردعها قانون عراقي، الميليشيات التي اثارت و تثير وحدات الحشد الشعبي الميدانية البطلة ضدها، منذ فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي، بسلوكياتها اللامنضبطة خلال عمليات مكافحة داعش الارهابية و اطلقت عليها تسميات : الميليشيات اللامنضبطة، الوقحة، المنفلتة . . و غيرها.
و يتساءل عديدون، الا يَحذَرون من انفلات الاوضاع في بلادنا الجريحة في صراع عسكري امريكي ـ ايراني تابعي، على ارض العراق، بوجود ميليشيات الطرف الثالث المنفلتة و قوات امريكية مستعدة للمغامرة، في ظروف البلاد المؤسفة التي هيمنت فيها المحاصصة و الفساد اللتان اسقطتا الموصل بيد داعش الاجرامية حينها و التي تؤدي الى تمدد داعش مجدداً الان . .
يصف قسم آخر السلوك المنفلت لتلك الميليشيات و التصريح به علناً نهاراً جهاراً، بانهم سينهون التظاهرات بذبح المتظاهرين، و مارسوا و يمارسون انواع عمليات القتل و الاختطاف و التعذيب و اخيراً بالكواتم، التي لم تزد الانتفاضة الاّ عنفواناً اكبر . . و يتساءلون في وقت يمر فيه العراق باصعب و ادق مراحل دولته و شعبه، هل تسعى تلك الميليشيات باستفزازاتها المتكررة لمواقع التحالف الدولي لمكافحة الارهاب و داعش، لجر الصراع العسكري الايراني ـ الاميركي الى ارض العراق بعد فشلها في اخماد الانتفاضة، لإنهاء الانتفاضة ؟؟
في وقت تنتظر فيه البلاد ثمار الانتفاضة البطولية التي قدّمت و تقدّم جحافل الشهداء و آيات التضحيات . . و الاّ كيف يمكن للبلاد مواجهة كل تلك المخاطر دون (عمق ستراتيجي) كما يدعوه اصحاب القرار، اليس العمق الستراتيجي هو التأييد الجماهيري و عيش الشعب بأمن و عدل ؟؟ كيف تواجه البلاد تلك المخاطر دون دولة مزدهرة بمفاصل و مؤسسات تكافح الفساد ؟؟ و كيف ستستطيع البلاد استرداد حقوقها من كبار السراق على اساس (ان الشعب هو مالك الثروات)، كي يستطيع العراقي باطيافه ان يعيش كإنسان . . ليستطيع مواجهة صراع المحتلين ؟؟ (انتهى)

30 / 12 / 2019 ، مهند البراك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج