الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياسمين على جبين ياسين الحاج صالح

محمد علاء الدين عبد المولى

2006 / 5 / 29
الادب والفن


ياسين
والسجن الحزينْ
إني على كفيك أقرأ آيةً من ياسمينْ
فارفع نشيدكَ مثل نافذةٍ بقلب الليلِ
واسجد خلف أمّ الحالمينْ
ياسين
والحزنِ العتيق كأنه الصفصافُ في روح السجينْ
إني رأيتكَ في الضبابْ
قمرا جميلاً أنفقَ الظلماتِ في صحراء تدمرْ
الحزنُ يكبرْ
والأرضُ تكبرُ في يديكَ
إليكَ هذا القلبَ
رقّصهُ على صوتِ الحمامةِ وهي تعطيك الأمانَ
وأنت في زنزانةِ الشبهاتِ منفيّ
وتتلو سورة العطر المبينْ
ياسين
والوطنِ القتيلِ بأهله
خذ وردة المعنى الجميلة من يد الأطفالِ
واهجر سافلين وبائعين ومخبرينَ ممثلينْ
لكَ يا صدى الأجراس مروحةٌ صباح العيدِ
عيّد تحت داليةِ الأميرةِ
ضمّها بيديكَ
كم ضمّت يداكَ القيدَ
كمْ شمّت رؤاك الكوكبَ المسكين يمضي نحو هاوية
الطوائف والحروب الهامشية ؟؟؟
ضُمّ طفلاً كان يرقص في القصيدة
كاد ينسى الأبجديّة
ضمّ سيّدةَ الفصول اللؤلؤيةْ
لا تنسَ موعظةَ العبير مع الصباح:
الأرض أختكَ وحدها
والآخرون دماملٌ في جلدِ حزبٍ سوّست أخشابُه
خذْ باليمين كتابكَ الورديّ
حمّمْ كلّ عذراءٍ بينبوعٍ عتيقٍ
هذه مدنُ الظلامِ المرّ تكسر بابها القدسيّ
ترمي عن مفاتنها العناكبْ
وتضيء... يا أشهى مناراتٍ تنادمها الكواكب
عبر إيقاع السنينْ
ياسين
والقلب الجريحْ
خذ تينةً من سفحِ قلبي واسترحْ
ما زال يحكمنا الضريحْ
ما زال يحكمنا الضريحْ
أنا شاعرٌ تلفت أصابعهُ بحفر الوهمِ
بحثاً عن وترْ
أنا شارعٌ ضجرٌ من الخطواتِ يبحث عن ممرْ
فاعبر صديقي تحت قوسِ الروحِ
أنت مغرّدُ الأشباحِ في ليل الضجرْ
أنتَ امتلاءُ الجرّة الشقراءِ بالزيتِ المباركِ
في قرى سهرتْ على أعراسها الأولى...
وأنتَ حديقةٌ كبرتْ مقاعدها بجيلِ اليأس والعشاقِ
خذ معنى اليتامى البائسينْ
ياسين
واذهبْ في الكتابةِ رقصةً وحشيةً
واصلْ تفتّحَ وعيكَ الشفافِ مثل النبعِ
في عرس الإناث الساحراتْ
واصلْ معاقرة الحياةْ
لكَ في كؤوس الطيبينَ ثمالةٌ
لكَ في وسائدهم دموعٌ حيث كنتَ مع العصافير الأسيرةِ
تلعبون بساعةِ الطاغوتِ سراً أو علانيةً
لكَ الشعرُ النبيلُ يخضّ عرشَ الساقطينْ
أنتَ الذي جمّعتَ من أسطورةِ الأسلافِ نفسكْ
لا تشبهُ الماضي،
ولكن تنتقي من شعلة الأولمبِ شمسكْ
فاركض بعيداً عن حثالتهم
ودعهمْ واقفينَ على شفا عفنِ الجثثْ
هم – أنتَ تعرفهم وأكثر – ليس أكثرَ من جدثْ
فاحفر لنفسكَ طاقةً خضراءَ خلفَ الليلِ
وارفع نجمةَ القدحَ الجديدَ وأنتَ تنظرُ في الجبلْ
كنْ ظلّه – أو مثلَه
طفْ حوله – خذ شكله
وازرعْ عليه سندياناً أو... أقلّ
واركض بعيداً في صراخ الروح عاليةً
سيتبعكَ الجميلون الذين إذا أقاموا خيمةً في الحلم ؛
زارتهم دمشقُ جميلةً كخرافةٍ أخرى .../
أما أبصرتَ في المرآةِ (سوريا) اليتيمةَ حول عينيك
استدارت مثل خارطةٍ أتتْ من لحظة منسيةٍ...؟
خذها وهدهدها فتلك بلادنا من دون ريبٍ...
أخفِها عنهم بكمّ قميصكَ الحنّانِ
كم غطّاكَ في سجنٍ بنوها
شاركوكَ هواجسَ المعنى
وعكّاز الأملْ
كم جاعَ في الظلموتِ قلبكَ
كم تلهّى ظلّك الحيرانُ فوق الحائط الملعونِ
كم كنتمْ هناكَ مؤجّلينَ وواثقين من الأغاني
كم كنتَ تكتبُ في الهواء حكايةً وتزيدُ ...
حتى شهرزادُ تضاءلتْ في ليلكم
والشهريارُ اللصّ لم تغفلْ يداه عن السياطْ
يا رقصةَ اليأس الأخيرْ
يا فتنةَ الجسدِ الأسيرْ
يا وردة الصحراءِ في ذكرى الأساطير العجوزْ
ماذا يجوز ولا يجوزْ ؟
في حضرة الحرية الزرقاء كلّ العشق مسموحٌ
وفي عرس الخروج من الرمالِ
جميعُ أهل الأرض مدعوّون للصلواتِ
في محراب أنثى لا تحدّ سماؤها
في حضرةِ الجسدِ الضعيفِ
جميعُ أوتارِ الكمانِ تشدّ من أزرِ الحنينْ
ياسين
والجسد الأمينْ
تابع رحيلك في النقاءِ
لكَ هذه الحريةُ انتظرت سحابتها
ألستَ بدايةً أخرى لفصل الريحِ ؟
لا تسمعْ إلى ما ينبح الكلبُ الهزيلُ
فتلكَ آخر صيحة لهمُ...
ستمضي بالقوافلِ نحو شرقٍ أخضرٍ
يمشي عريساً مثل موكب ياسمينْ
(ياسينُ) اسمكَ أم نسيتَ (الميمَ) في ماءِ الجمالِ ؟
إذاً تريّثْ تحتَ ظلّ الياسمينْ
وانشر حكايتك الجديدةَ في منازلنا
ودمْ أعلى وأغلى
يا عاليَ الورد الأنيقِ!
هنا
هنا،
بالضبط في هذا المكانِ من المجرّةِ
سمّ باسمِ الفجرِ واتبعْ صوتكَ المسموع
حين تعودُ طفلا
العشبُ؛ حتى العشبُ أصبحَ من شذى قدميكَ فلاّ
ياسينُ... لولا أنهم في الكون؛ كان الكونُ أحلى...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح