الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب العراقي كشف المستور ، من فساد الإسلام السياسي وقبائح الأمور

محمد علي العامري

2019 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


وعاصفة شباب التحرير نفضت الغبار إنتفاضة المتراكم على الدولة العراقية منذ سنين طويلة وبان كل شيء بعد إن تعرّت القوى الإسلامية وكتلها وأحزابها وما بينها من تسميات دينية ومذهبية وطائفية وعشائرية .
حزب الدعوة وبقية الأحزاب الإسلامية الأخرى التي جيء بها الى كراسي الحكم في العراق ،لم تهتم كثيراً بكيفية إدارة الدولة العراقية ، أو بالأحرى هي غير كفوءة ولا مؤهلة لإستلام السلطة ، فأصبح جُـلّ إهتمامها بالسرقات وتكديس الأموال في البنوك الخارجية ، كعصابات أو مافيات مستقوية بميليشيات مسلحة زرعوها بين الأحياء السكنية تحسباً لأي طارئ .
وإستقوت أيضاً وبشكل خطير باللعبة الطائفية ، ونجحت الى حد كبير في كسب الناس البسطاء بدغدعة عواطفهم وتحريك مشاعرهم طائفياً ، لأن وتر الطائفية أشد فاعلية لتفكيك المجتمع وسهولة السيطرة عليه والتحكم بمقدراته .
وإستقوت هذه الأحزاب الإسلامية الطائفية بالعامل الخارجي كإيران والسعودية وتركيا وغيرها الى أن وصل هذا الإستقواء الى مديات بعيدة وخطيرة تمس وحدة العراق ونسيجه الإجتماعي ينذر بخطورة نشوب صراعات وإحترابات أهلية لا تحمد عقباها .
لكن الشعب العراقي إنتبه - ولو بشكل متأخر - الى خطورة نهج ومشروع هذه الأحزاب الطائفية على مستقبله ومستقبل أبنائه ، فأخذ بالعد التنازلي لولائه لها ولرموزها التي إستعملت العمائم والتدين الزائف للمكر والخداع والشعوذة ، وشرعنة النهب والقتل والخراب والفقر .
والطامة الكبرى " أنهم نظروا للحكم كمكسب وليس كمسؤولية ، وأندفعوا نحو كراسي الحكم كما تندفع عصابات من السارقين نحو أحد البنوك لنهبه وسرقة ما فيه من أموال " وفسّروا هذا السلوك الشائن تفسيراً دينياً شرعياً ، بأن " أموال الدولة لا مالك لها " و " ملكيتها هي ملكية آلهية " حسب تحليل الشهيد محمد باقر الصدر في كتابه ( إقتصادنا ) . وعليه ، فأحزاب السلطة الإسلامية تعتبر نفسها هي من يستحقها وهم الأولى بها من غيرهم ، بخديعة كبرى بأنهم سيسلمّون هذه الأموال الى ( الإمام الغائب المهدي المنتظر ) أثناء ظهوره الى الدنيا بعد إنتهاء فترة غيبته .
فكشفت إنتفاضة التحرير زيف إدّعاء القوى الإسلامية الطائفية ووضعتها في عزلة وقطيعة تامة مع الشعب العراقي وخاصة مع أبناء الطوائف الذين كانوا يراهنون عليهم منذ سنين ، وأصبحت مكروهة ومرفوضة إجتماعياً ، ممّا أدى بها الى تغيير أسمائها من الدينية الى أسماء مدنية ، ظنّـاً منها أن تنطلي هذه اللعبة على العراقيين ، ولكن دون جدوى لم يجنوا منها سوى الخيبة والفشل ومزيداً من العزلة .
والمفاجأة الكبرى التي صُـدِمت بها الأحزاب الإسلامية هي إنتفاضة الشعب العراقي وثورته ضدها ، ولكن الصدمة أو الصفعة الأقوى قد وُجّـهت الى ولاية الفقيه في إيران الإسلامية التي تعتبر العراق إمتداداً لها وعمقها السياسي والإقتصادي ، فشعرت بالخطر الجدي بأن الأمور في العراق ستخرج عن سيطرتها في حال نجح الشعب العراقي بتغيير جذري وإلغاء نظام المحاصصة الطائفية ، وكنس كل الأحزاب الإسلامية الطائفية وتوابعها التي حكمت العراق منذ 16 عاماً ، والإتيان بالبديل المدني الديمقراطي العلماني .
ولهذا شعرت أيران بأن مصالحها الإستراتيجية في العراق لا تتضرر فحسب بل ستنتهي بالكالمل ، فجاءت الأوامر سريعة من الولي الفقيه بسحق إنتفاضة الشعب العراقي بالقوة وبوحشية لا مثيل لها ، لكن صمود ووعي الجماهير المنتفضة وخاصة الشباب قد قوّض كل المخططات والأساليب القمعية الإجرامية ، وأفشل كل المؤامرات التي حيكت لإجهاض ووأد ثورته المتنصرة حتماً .
وبما أن الجماهير العراقية ترفض أي مبادرة تقوم بها السلطة وأحزابها الطائفية لحلحلة الأمور التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم ، وضغط الشارع المنتفض يشد الخناق عليها بقوة ، وبما أن هذه الأحزاب قد إقتنعت بأنها أحزاب فاشلة سياسياً وإجتماعياً ومعرفتها برفض الشارع العراقي لها والذي يلح ويضغط عليها أن تترك السلطة وأن تمتثل للقضاء والمحاكم ، بدأت بالتراجع ولكن بغباء مطلق وتخبط ملحوظ بمحاولتها وإصرارها على إعادة الفشل وتدوير الوجوه الكالحة الفاسدة بطريقة مضحكة ومخجلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي