الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناء في قلب مصر 2019

هويدا احمد الملاخ

2019 / 12 / 31
الارهاب, الحرب والسلام


إن الإطماع في سيناء لم تنته ، والتهديدات وان تغيرت طبيعتها فان خطورتها لم تقل ، وهذا ما تم تداركه من قبل القيادة المصرية في السنوات الأخيرة ؛ وتحديدا الخمس سنوات الماضية ، حيث تبنت مصر خيار التنمية الشاملة المستدامة، باعتباره الطريق نحو المستقبل اللائق بشعب مصر ، بعد أن عانت ارض الفيروز من الإهمال التنموي والتعمير على مدار الثلاثة عقود الماضية .

لحماية سيناء واسترداها امنيا وتنمويا لقلب مصر اتجهت القيادة المصرية نحو تحقيق هدفين على ارض الواقع بالتزامن :

الهدف الأول : مواجهة العمليات الإرهابية فى شمال سيناء والتى وان كانت على فترات غير متقاربة، لكنها كانت تشير إلى استمرار وجود بعض الجماعات الإرهابية فى هذه المنطقة واستمرار الدعم الذى يصل إليهم ، لذلك بدأت القوات المسلحة والشرطة المصرية بحملة عسكرية واسعة فى فبراير 2018 م ، ورفعت حالة التأهب للدرجة القصوى لتنفيذ عملية شاملة على الاتجاهات الإستراتيجية في إطار مهمة القضاء على العناصر الإرهابية.
استهدفت العملية الشاملة قيادات التنظيم الإرهابى فى شمال ووسط سيناء، وتدمير كافة البؤر الإرهابية المكتشفة، والقبض على أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية والمطلوبة جنائية وتدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية، بالإضافة لاكتشاف وضبط أعداد كبيرة من الأسلحة والعتاد ، كما اكتشفت ودمرت العملية الشاملة عدد كبير من الأنفاق بهذه المنطقة للحد من الأضرار التى لحقت بالقوات المسلحة والأمن القومي المصري بسبب استخدام العناصر الإرهابية للأنفاق على الشريط الحدودي، للانتقال أو تهريب أسلحة وذخائر .
ونجحت العملية العسكرية الشاملة فى إعادة الحياة إلى طبيعتها فى محافظة شمال سيناء، خاصة مناطق المواجهة مع الجماعات المتطرفة فى العريش وغيرها، بفضل جهود رجال القوات المسلحة والشرطة وأهالي سيناء ، وتم إحباط مخطط توطين جزء من الفلسطينيين فى شبه جزيرة سيناء المصرية فى إطار مشروع «دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة» ، وكانت أبرز مظاهر الاستقرار عودة الحياة الطبيعية لمعظم المناطق والقرى بشمال سيناء، وانتظام الدراسة وإعادة فتح الطريق الساحلي وتحرر السكان من شبح الإرهاب .

الهدف الثانى : بدأت الدولة المصرية فى وضع مخطط تنموي قومى متكامل لتعمير سيناء منذ عام 2014 - 2022 م ، و يشمل مخطط التنمية مختلف أنحاء سيناء التي تبلغ مساحتها 60 ألف كيلومتر مربع، أي نحو 6% من مساحة مصر، مع الوضع في الاعتبار أنها توازي المساحة المأهولة والمعمورة من مصر تقريبا ، كما تهدف الخطة القومية إلى تحسين مختلف نواحى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وإقامة مجتمعات زراعية وصناعية وعمرانية تجذب المواطنين من وادي النيل القديم للإقامة والعمل فيها من خلال استقطاب ثلاث مليون مواطن شمال وجنوب سيناء ، واستغلال كل ما تزخر به سيناء من كنوز وخيرات وثروات وإمكانيات تنموية، إلى جانب تنفيذ شبكة طرق كبري، تزيد من ربط شبه جزيرة سيناء بالمحافظات ، ويصل إجمالى عدد المشروعات المُنفذة والمُستهدفة خلال السنوات الست إلى 994 مشروعا، بتكلفة تقديرية 795 مليار جنيه ، وقد تم إعداد استراتيجية تنمية سيناء بالرجوع للمخطط الاستراتيجي للتنمية العمرانية 2052، واستراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030، وجميع الدراسات التى تمت لتنمية سيناء، منذ تحريرها . وكان المشروع على رأس أولويات المشروعات التنموية التى اتجهت الحكومة لتنفيذها بمراحلها المختلفة ،
وقد شجعت النجاحات المتوالية لعملية (سيناء 2018) الشاملة ضد عناصر الإرهاب ، ان تستعد سيناء بموقعها المميز ومواردها الاقتصادية الهائلة لانطلاقة جديدة على طريق التنمية الشاملة، تتمثل أهداف تنمية سيناء في تعزيز دمجها فى النسيج القومي المصري وإدخالها في مجال اهتمام المستثمرين، وزيادة جاذبيتها للاستثمار الوطني والأجنبى من خلال وضع خريطة للاستثمارات المتكاملة ، وتعتبر مشروعات أنفاق السويس عبور تاريخى جديد ، ومعجزة مصرية صنعها المصريين أسفل قناة السويس، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبسواعد مصرية .
إن الأهمية الإستراتيجية للإنفاق تكمن في كونها تربط شرق الإسماعيلية بغربها والعكس، وتستغرق مدة العبور بالأنفاق الجديدة ما بين 15 و20 دقيقة، كما أن السرعة داخل الأنفاق 60 كيلومترًا تحت رقابة الرادار، فيما تمر الأنفاق أسفل سطح الأرض والمجرى الملاحى لقناة السويس بعمقى 70 و53 مترًا، ويبلغ طول أنفاق قناة السويس 5 آلاف و820 مترًا.

والآن ونحن فى الساعات الأخيرة من عام 2019 م وعلى مشارف بداية عام 2020 م نرى سيناء فى قلب مصر ، بعد أن أصبحت في قبضة الجيش المصري الذي وصل حتى الحدود الدولية ، ونرى مشروعات التنمية تجرى على قدم وساق على طول ساحل خليج العقبة والسويس وشمال سيناء ، بالإضافة إلى ظهور جامعات حكومية وخاصة في وسط سيناء والعريش وشرم الشيخ ، وشعور بالثقة والأمان ، ومدى قدرة المصريين في تغيير الواقع مهما كانت الظروف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص