الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشرينيون ,انموذج جديد ,أم حركه قلقه

ليث الجادر

2019 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


(سلميه ) و(تبقى سلميه ) .. اما كونها سلميه فقد عرفناها وخبرنا نتائجها , لكن و( تبقى سلميه ) فهذا تأكيد يحتاج الى التوقف
مليا عنده .. (سلميه ) هو التكنيك الذي تتبناه التظاهره والتي تعبر من خلالها عن احتجاج او مطلب محدد بعينه , لكن عندنا استخدم في غير هذا الموضع تماما , استخدمت عنوانا رئيسيا للاحتجاج الذي هو نشاط لاحق يمارس حال الانفعال الجمعي للمتظاهرين بسبب استنفاذ قدره التظاهر الايجابيه وعدم جدواها في تحقيق المطلب , اذن نحن الان امام اما نموذج جديد او تنفيذ قلق ومرتبك ..في سيناريو التوظيف السياسي لامكانيات الاحتجاج الشعبي والمأسوره بسبب غياب وتلاشي امكانياتها في التنظيم العصامي خصوصا بعد احتجاجات عامي 2015-2016 والتي حاولت فيها القوى المدنيه من شيوعيين وعلمانيين من ان تتجاوزفيها شروط السياسيه العليا لذاك الغياب ,لكنهم وبسبب ترددهم ومراوحة خطاهم في مجرى ضروره تطوير شكل الاحتجاج والارتقاء به الى مرحله اخرى جعلهم يسقطون في حلف مسخ مع اكثر التيارات رجعيه والمندمج والمشارك في النظام والسلطه وسلم زمام قياده التظاهر والاعتراض الذي مر زمنا طويلا عليه وهو يراوح الى افضح مقاول سياسي (مستثمر) ليناط له امر الانتقال الى مرحلة الاحتجاج وهو الموؤسس الخبيث لمعنى ( تبقى سلميه ) , فمع فعالية الاحتجاج التي كانت قاب قوسين او ادنى من ان تسجل كانتفاضه ظافره شعبيه فريده من نوعها استطاعت فيها الجماهير من ان تسقط جلاديها وان تنصب وبأيديها البديل .. كان لهذا المقاول دورا مدروس بعنايه , ورصيد انتهازيته وابتزازه قد اكتمل حال اقتحام المحتجين حصن البرلمان وبدم اول شهيد جيرت له الصكوك الكفيله بالتوقف الى هذا الحد ..وهو بهذا أجهز والى موعد غير معلوم على امكانيات اندلاع احتجاجات شعبيه تحوز على شرط محتم في ضروره الاستناد على كتف سياسي منظم لها يكون على الاقل دليلا لها وهي تتجاوز دهاليز السياسه الملغومه بشتى الالغام ذات المناشء المختلفه ..نحن الان نقف امام مشهد ثوري تجاوز ثوره كروميل الانجليزي (1653) والثوره الفرنسيه (1789 ) ويكاد ان يتشابه مع (كمونة باريس 1870) وهناك اجنه خفيه تتحرك في
احشاء حركة الاحتجاج وكأنها تسربت عبر الزمن من دماء ثوار كومونة الباريس , لكن المفارقه هي ان الاحتجاج لايكتفي بتجاوز الثوره الروسيه العظمى (1917) بل يناصبها الخصام بشان التنظيم الضروره !! هناك مسحة ما من الاناركيه وهي اناركيه خاصه اذا ما ثبت في النهايه رفضها المشخصن لاقطاب النظام السياسي ولا تتعداه , وبالمناسبه فان الاناركيون متواجدون في قلب الاحتجاج ! هم جماعة (الجوكر ) ومقرهم في مدرسه ملاصقه للكنيسه المطله على ساحة التحرير ..ويتمركزون في النفق !! وذكري لهذا لايعني قطعا الالتقاء مع من يسميهم بالمندسين , لانني ممن سيكونون اكثر اطمئنان واكثر ايجابيه اتجاه الاحتجاج لو ان عدد هؤلاء (المندسين ) كان اكثر وفعالياتهم كانت اوضح ,حينها لهتفت مثلما هتف الحجاج بن يوسف الثقفي وهو يخاطب فرسه ( هذا اوان الشد فتشددي يا زيم ) , كما انني لست طائفيا حتى اعتبر من هو يميل الى الطرح البعثي باعتباره مندس , فهو عراقي ومن شانه ان يشارك في هذا الحراك الشعبي العراقي , والانتفاضه حتى تكون حائزه على اسباب ظفرها لابد وان تكون اطارا واسع لاستيعاب المطالب الفئويه , لتبدأ بعد هذا التنوع خطاها نحو تحديد عنوانها الرئيسي ..لكن هذا التنوع الفئوي للتشرين العراقي هو تنوع تشوبه غبره طائفيه ؟ الاحتجاج رغم انه عابر للطائفيه بحد ذاته الا انه بقى محاصرا واقعيا وسياسيا في الثكنه الطائفيه ! وهو ايضا محاصر في الثكنه القوميه وهو عابر للقومويه ! هذين الحصاريين غير ارادويين وغير واقعيين الا بكونهما سياسييان ,باستثاء ان الاحتجاج يميل بدرجه كبيره الى المناطقيه واخر مؤشر على ذلك هو صد ناشطي ساحه التحرير لمحتجين المحافظات الاخرى من الالتحاق بهم ! وهذا ما يشكل نوعا ما من التوجس ! اذن نحن في هذا السياق امام مشهد احتجاجي استثنائي بالمقاربه مع الانتفاضات الثوريه , وانتهجنا هذا السياق كي لانبدوا او نحس باننا قديمون ومؤدلجون بمقاسات تاريخيه جامده , لكن يبقى سؤلنا ملح ..كيف تبقى سلميه ؟ هل هذا مجرد ادعاء اعلامي ؟ هل هو تكتيك اعلامي ؟ , الوقائع لحد الان تؤكد نفي هذين الجوابين , وتشير الى ان المحتجين يمارسون الاستفزاز بمهاجمتهم لدوائر الدوله وهو امر لابد منه ثم يتراجعون او يضعونه في خانة مندسين !..ومع الخسائر التي يمنون بها ومع كل التضحيات والصعاب فان كل ما تحقق لهم كان بفعل استجابة تكتيكيه من قبل النظام , لنكن اكثر صدقا مع انفسنا في هذه المحاكمه ونسال انفسنا ..بماذا يضغط المحتجين على السلطه ؟ ما هي ادوات وامكانيات ضغطهم ؟ هل اغلقت الاسواق ابوابها لتحدث تداعيات خطيره في مستوى الواقع المعاشي للكل ؟ هل اغلقت المعامل ( ويا مكثرها ؟) والمصانع وشل حركه الانتاج ويا له من انتاج ؟ كيف يمكن ان تظفر حركه احتجاجيه تؤكد على انها سلميه الى النفس الاخير وهي مفلسه تماما من سلاح الضغط على السلطه ؟ وأي سلطه ؟ سلطه تامرت على ارتكاب المجازر وسببت المذابح وشردت جزء من الشعب مهجرا داخل وطنه ..سرقت كل ما في البلد وهربته الى الخارج ...انها سطوه عصابات ماليه لها امتدادات دوليه عتيده ...أما لا هذا ولا ذاك , بل هم مستعدون لان تطاح برؤوسهم الى ان تتحرك قوى خارجيه وتناصرهم ..أو انهم متأكدون من ان مشروعهم سيفضي الى تغيير متوؤم مع ما يعرف بالثورات المخمليه او الملونه ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة