الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولايات المتحدة كدولة احتلال

باتر محمد علي وردم

2003 / 4 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


 

كاتب أردني

 

لم تستح وزارة الخارجية الأميركية، ومضت قدما في نشر تقريرها السنوي الخاص الذي تدعي فيه تقييم حالة "حقوق الإنسان في العالم"، وقامت وزارة خارجية دولة الاحتلال الثانية في العالم، بعد إسرائيل بتقسيم الدول الأخرى ذات السيادة والتي لم تعتد على دول أخرى كما اعتدت الولايات المتحدة على العراق إلى دول تحترم حقوق الإنسان ودول لا تحترمها، وفق المعايير الأميركية في مفارقة سخيفة لا يمكن أن تمر على شخص يملك قليلا من العقل.

في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأميركي كولن باول، والذي يصر بعض الإعلاميين والسياسيين العرب على اعتباره رجلا حكيما ومتعقلا ومختلفا عن بقية عصبة الصقور في البيت الأبيض، في الوقت الذي كان فيه يتحدث عن الديمقراطية واحترام حق الحياة وتحسين ظروف المعيشة وحرية الصحافة، كان جيشه القذر يقوم بقتل سبعة مدنيين منهم نساء وأطفال في سيارة مدنية في النجف بدعوى عدم امتثالهم لأمر بالتوقف عند حاجز عسكري، نصبه جيش محتل وغازي في أرض لا يملكها ولا يحق له نصب أي حاجز فيها ناهيك عن مجرد التواجد فيها أصلا.

كولن باول وغيره لا يعتقدون بأن هذا يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان، ويعتقدون بأن الولايات المتحدة هي الوصية على حقوق الإنسان في العالم، مع أنها الدولة الأكثر انتهاكا لهذه الحقوق لا في الخارج فقد بل حتى في سياساتها الداخلية، كما يظهر من تقييد حرية الصحافة الأميركية وتحويل الإعلام إلى جهاز دعاية رخيصة للسياسة الأميركية الرسمية، ووصف كل من يعارض الحرب العدوانية على العراق بعدم الوطنية.

الولايات المتحدة أصبحت دولة احتلال بكل معنى الكلمة، فقتل المدنيين في العراق وترويعهم وإذلالهم واعتقالهم وتدمير البنية التحتية ومستودعات المؤن والقصف بالصواريخ وسرقة الموارد العراقية من خلال الشركات الأميركية في عملية غزو وسطو مسلح لدولة أخرى ذات سيادة يعني كل أنواع وسلوكيات الاحتلال. والصور التي نراها لسلوكيات الجيش الأميركي في العراق لا تختلف أبدا عن سلوك الجيش الإسرائيلي في فلسطين، بل أنه حتى لم يحدث أن أطلق جنود إسرائيليون النار على سيارة مدنية تحمل نساء وأطفالا، وعلى ما يبدو فإن قوات الغزو الأميركي سوف تحصل على المركز الأول في قائمة جرائم الاحتلال في العالم قريبا جدا.

كل هذا واضح للعيان، ولكن ما هو مثير للإشمئزاز أن الكثير ممن يسمون أنفسهم محللين سياسيين وكتاب ومثقفين عرب لا يزالون يدافعون عن الغزو الأميركي، أو يبررونه أو يتجاهلون جرائمه في سلوك وقح لا يمكن تفسيره إلا بالعمالة والخيانة التامة. ومن الواضح أن على وسائل الإعلام العربية فورا أن تحدد موقفها في هذه الحرب، فإما أن تكون في طرف الشعب العراقي والأمة العربية الرافضة كليا للغزو الأميركي وهذا يعني منع كل أولئك الخونة من الظهور على الشاشات العربية، وتغيير لهجة التغطية الإخبارية بل حتى الامتناع عن بث الرسائل الإخبارية للمراسلين المرتحلين مع قوات الغزو لأنها رسائل مريبة مليئة بالكذب والدعاية الرخيصة.

الولايات المتحدة دولة احتلال خارجة عن القانون الدولي، احتلت أرض وموارد بلد عربي بقوة السلاح وبدون اية شرعية دولية وترتكب المجازر والجرائم ضد الشعب العراقي يوميا وهذه هي الحقيقة الوحيدة في هذه المرحلة، وكل من يبررها أو يتجاهلها أو يغطي عليها أو يدعي الحياد المهني ليس إلا مشاركا فعليا في هذه الجرائم، فلا مكان للحياد في هذه الحالة، فإما أن نكون ضد الغزو الأميركي أو نكون معه ونؤيد احتلالا وحشيا وقذرا لدولة عربية، فهذا الاحتلال والغزو مخطط له مسبقا ويتجاوز بكثير قضية صدام حسين والنظام العراقي الذي سيذهب غير مأسوف عليه، ولكن هل يمكن قبول الاحتلال كبديل؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً