الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصيحة لليسار التونسي خصوصا ولليسار عموما

الأسعد بنرحومة

2020 / 1 / 1
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


اليسار في تونس تجمّع سياسي متعدد ومتنوع ، اجتمع جزء منه في الجبهة الشعبية وجزء آخر خيّر العمل امّا في تكتل سياسي غير الجبهة ، أو بقي كأفراد مستقلين . ومنذ 2011 جاءت على اليسار فرصا عديدة ومحطات ليجسّد على أرض الواقع ما حمله من شعارات وما حلم به من طموح ، فكانت انتخابات أكتوبر 2011 ثم انتخابات 2014 الرئاسية والتشريعية ، وأخيرا انتخابات 2019 أيضا ، ولكن وان كان له مكانا في البرلمان او في الحكم قبل 2019 ، فكانت الجبهة الشعبية في البرلمان وكان سمير بالطيب في حكومة يوسف الشاهد ، لكنه خسر هذا التموقع مع انتخابات 2019 ولولا حظّ منجي الرحوي بمقعد يتيم لكان المشهد السياسي لما بعد 2019 خالي من اليسار .
اليسار التونسي الذي ظلّ متمسّكا بنفس الخطاب واقامة برنامجه فقط على معاداة حركة النهضة ، والاكتفاء بشعارات زئبقية هلامية عن الامبريالية وعن العدالة لم يتفطّن الى اهتراء هذا النوع من الخطاب والى فقدانه كلّ مصداقية لدي الشعب ، ولم يعتر اهتماما الى ما يحدثه في الناس من تقزّز واشمئزاز عند تهجّمه على مقدّسات معينة او سخريته منها ، وغفلته هذه جعلته يفقد الكثير من مواقع حتى صار مهدّدا في وجوده ..وتحوّل الى عزلة كبيرة تشبه عزلة جماعة تحت السور في العشرينات من القرن الماضي .
فهل أدرك - جماعة تحت السور- قصدي جماعة الجبهة الشعبية خصوصا واليسار عموما ، وما شاكلهم ودار في فلكهم من بعض المتزلفين والانتهازيين من أشباه السياسيين والحقوقيين والاعلاميين أن العزف على سنفونية الجهاز السري لحركة النهضة والتشبث الكاذب بدم شكري بلعيد والبراهمي والاصرار على اتهام الحركة بالاغتيال ، كل ذلك لا يصلح أن يكون برنامجا انتخابيا ولا هو مشروعا للحكم .
وهل تعلم الدرس أمثال أحمد الصديق وحمة والهمامي وعمروسية والاخضر والعيوني والرحوي وطبعا من هم على جنسهم من هواة الاقصاء وزرع الفتنة ونشر الأكاذيب والفاحشة بين الناس من أمثال العماري وبوغلاب وبن خليفة وبن عثمان والكسوري وغيرهم ، فأدركوا أن الاقتصار على سبّ حركة النهضة والاكتفاء بمضاددتها والتهجم على مقدسات شعب أو حتى الاستهزاء بها ليس مشروع دولة ولا برنامج حكم ولا مشروع وطن ، بل انّ اصرارهم على هذا النوع من الخطاب لا يزيد الناس الّا تقزّزا منهم وابتعادا عنهم.
اليسار التونسي عموما والجبهة الشعبية خصوصا حصرت خطابها في السبّ وبنته على الاقصاء فأقصاهم الجمهور في الانتخابات ، وان كان هذه المرة قد تحصل الرحوي على مقعد في البرلمان بشق الأنفس ، فانه وان بقي هذا خطابهم ففي المرة القادمة سيُكنسون من البرلمان كنسا وجميعا وليس حمة وصحبه فقط.
وهل استفاق جماعة اليسار على مرحلة من التاريخ تمّ استعمالهم فيها دوما ليكونوا حصان طروادة لتنفيذ أجندات غيرهم مثل فعل بهم الباجي قايد السبسي وحزبه نداء تونس في 2013 عندما سخّرهم في جبهة الانقاذ لاسقاط حكومة حركة النهضة ، وعندما تمّ له ذلك استبعدهم وانقلب عليهم ليتحالف مع نفس خصم الأمس في انتخابات 2014 باسم التوافق .
نصيحة مجانية لهؤلاء لأني أرفض خطاب الكره والعداوة ، وأمقت الخطاب المبني على الكذب والزور والتضليل : أنقذوا أنفسكم وأرحموا عقولكم بالله عليكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة