الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستبدال الدين بالتكنلوجيا

حمزة الكرعاوي

2020 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في اليوم الاول من عام 2020 ، خطرت على بالي فكرة إستبدال الدين بالتكنلوجيا ، بعد أن إستمعت إلى برنامج يستعرض التكنلوجيا الجديدة التي ستحل محل الجيل القديم والحالي منها ، وهي عملية تحديث مذهلة رائعة جدا ، تتسابق فيها جيوش المبدعين من الأمم والشعوب لتقديم الجديد للناس ، إبتداء من الطاقة النظيفة البديلة للنفط ، وصداقتها مع البيئة ، سيارات كهربائية ، صممت لها بطاريات شخن تمكنها من قطع 700 كم ، وتشحن مرة أخرى بأقل من نصف ساعة ، ومرورا بالجيل الخامس من الانترينت ، التي تمكن الاطباء من إجراء عمليات جراحية في أقصى الشرق أو الغرب وهم في أماكنهم ، وإنتهاء بخدمات رهيبة ، ستدخل بيوت الناس ، طاولات فيها كل ما يحتاجه الانسان ، والسباق مستمر حتى يتم تحديث كل شيء لصالح الانسان ، ولم يعد النفط ومصادر الطاقة القديمة لها قيمة في العالم .
إذن أمم وشعوب تتقدم ، وترتقي وتتسابق في صناعة وتحديث متطلبات الحياة ، وأمم لازالت متمسكة بخيار ثقافة المقبرة ، التي هي الاديان والمذاهب ، ولا أقصد في ذلك الاديان السماوية ، لانها إما معتقلة أو مشوهة ومحرفة ، أو وظفت لخدمة الطغاة ، ولسجن الفقراء في سجون رجال الدين .
سؤال طرحته ، ولازلت أطرحه : ماهي فائدة الدين في حياة الناس ، وأنا منهم ، وفرعه سؤال آخر : ماهي فائدة رجل الدين في حياة الناس وأنا منهم ، عدا التجهيل والخرافة ، والقتل والسطو على ثروات الفقراء ، والتصفيات الجسدية ؟.
هل من المعقول في هذا الزمان ( التكنلوجيا ) نبقى في الشرق المتخلف أسرى لخرافات وأديان حتى ولو كانت سليمة ، فهي لا تصلح لزماننا هذا ؟.
هل من المعقول أن نعتقل من قبل رجال دين ، يدعوننا إلى الله والعقيدة ، وهم يخالفون ما دعونا إليه ، ويتنعمون بكل شيء ، ونحرم نحن ونقتل ؟.
هناك فرق بين الجيل القديم الذي لايستطيع أن يتخلص من الترسبات الدينية التي تعتقله ، وتعطل عقله وفكره ، وتمنعه من التحرر والتقدم ، وهو يتمسك بالموروث والمحمول الديني والعشائري القديم ( طبعا منه يعيش في الغرب الذي أعطاه الحياة والانسانية والكرامة والحقوق ولازال يتمسك بخيار هرب منه ) ، وبين الجيل الجديد الذي تربى وعاش مع التكنلوجيا ، والذي لعبت في صناعته وتحديث عقله مواقع التواصل الاجتماعي .
الخطاب الديني والاعلامي المشوه ، حاول ويحاول أن يصور لنا ، أن لاحل لمشكلتنا في الشرق الاوسط والعراق خصوصا ، وليس لنا إلا الدين ورجالاته ، ويسوق الادلة والبراهين من الماضي على صحة ما يذهب إليه ( إنا الله لايغير ما بقوم حتى .... ) والموضوع لاعلاقة له بالله .
لكن المعجزة حدثت ، وهي صناعة ثورة من قبل شباب لم تتجاوز أعمارهم العشرين سنة ، فقدموا لنا إنسانا آخر ، غير الذي صوره لنا رجل الدين ، إنسان مشوه ، تابع ذليل ، شباب قدموا لنا ثورة مذهلة ، والسبب يعود إلى أن هذا الجيل الذي سكن مواقع التواصل والانترينت ، خرج عن عباءة رجل الدين ، والاخير لاخيار له في مواجهة التقدم والتكنلوجيا ، فهو يفقد أوداته التي تديم مملكته التي عمادها الجهل والتخلف ، فهو أي رجل الدين ، يعيش حالة صدمة وذهول من التغيير الذي أحدثته التكنلوجيا ، والذي جعله في حالة إفلاس شعبي غير مسبوق .
وليس فقط رجل الدين في حال لايحسد عليه ، بل القوى الدولية التي وظفته وعقيدته لصالح مشاريعها المشبوهة ، هي الاخرى وقفت في حيرة أمام جيل جيد في العراق ، لايعرف إلا الحياة والجمال ، والقفز من مركب رجل الدين ومغادرة ثقافة المقبرة .
ودعوتي هذه ( إستبدال الدين بالتكنلوجيا ) ليست أمنيات لعابث ، بل هي الواقع بعينه ، الذي لايريد رجال الدين ومن يستخدمهم من القوى الدولية ، أن يروه ، ويعترفوا به ، وهو تغيير حتمي يرتقي إلى المعجزة التي لم يتوقعها أحد .
إستبدال الدين بالتطور والحداثة ، تحصيل حاصل ، وعجلة التكنلوجيا تتطور وتتسارع بشكل مذهل ، ولم تفلح دعوات رجال الدين التي تصور أن الذي يشتغل على تطوير التكنلوجيا لايؤمن بالله ، وذهب هو الاخر ، ليستخدم ما يقدمه ذلك الملحد الذي يشتمه ليل نهار .
العالم اليوم يتقدم بسرعة مذهلة ، والعراق لازال معتقلا في سجون رجال الدين ، الذين يستقوون باليمين الغربي المتطرف الذي خرج بعد سقوط سلطة الدين في أوربا ، وعاد متلبسا بعناوين وهمية ( نشر الديمقراطية ) وعنوانه الحقيقي هو الشركات العابرة للقارات التي تنهب ثروات الشعوب ، وعنوان آخر أخطر وهو صندوق النقد الدولي .
التعويل هو على شبابنا الجيل الجديد ، الذي سيتخلص من رجال الدين ، ونتعايش كبشر بعدهم ، خياراتنا الانسانية والوطنية ، وعيب ما بعده عيب عندما تغادر شعوب الارض إلى خيار الانسانية ، ونحن نبقى في مستنقع الطائفية والقومية ، هذا يريد ( حق تقرير المصير ، وذاك يريد أن يحكم المذهب ، وثالث يريد دولة الخلافة ) ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24