الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة البطة المستاءة والنظافة

عبدالله دعيس

2020 / 1 / 2
الادب والفن


عبدالله دعيس:
صدرت قصّة الأطفال"البطّة المستاءة" للأديبة نزهة أبو غوش عام 2019. تقع القصّة التي تزيّنها رسومات منار الهرم نعيرات والصادرة عام 2019 عن دار الهدى للطباعة والنّشر كريم م.ض. في كفر قرع في 24 صفحة من الحجم الكبير، مفروزة الألوان وبغلاف مقوّى.
ضمن سلسلة (حيوانات في الحديقة) تحمل الكاتبة نزهة أبو غوش الأطفال في رحلة خياليّة ممتعة إلى حديقة الحيوان؛ لتجعل من سلوك الحيوانات فيها مثالا حيّا لسلوك النّاس، وتركّز على بعض القيم الإيجابيّة، وترهّب من السلوك السلبيّ غير السويّ. وفي هذه القصة تتناول موضوعا غاية في الأهميّة، وهو نظافة المكان الذي نعيش فيه، والحفاظ على البيئة من إفسادها بإلقاء القاذورات فيها.
وتكمن أهمية هذا الموضوع من كونه أحد أنماط السلوك الشائن الأكثر شيوعا في مجتمعنا، حيث يلقي الكبار والصّغار النفايات في الشّوارع والحدائق والأسواق، دون أن يشعر معظمهم بوخزة ضمير أو أدنى شعور من الحرج لما يقوم به من عمل مستقبح. فيكفي أن ننظر إلى ساحة إحدى المدارس بعد فراغ الطلبة من فسحة الطعام، أو نراقب مجموعة من الكبار والصغار وهم يغادرون إحدى الحافلات، أو يخرجون من المسجد حتّى نرى مقدار القذارة التي ألفها الكثير منهم حتّى عادت جزءا من حياتهم وسلوكهم اليوميّ. ولا يستطيع الإنسان القويم سويّ الأخلاق أن ينكر على هؤلاء فعلتهم، ربما لأنّ هذا السلوك أصبح جزءا من ثقافة المجتمع!
تحاول الكاتبة في هذه القصّة الموجّه للأطفال، أن تلفت النظر إلى شناعة هذا السلوك وتأثيره السلبيّ على كلّ من يعيش في البيئة الملوّثة بالقاذورات وأكياس البلاستيك، فتجعل القرد سعدو يمثّل أولئك الأشخاص الذين يصدر عنهم هذا السلوك النابي، أمّا البطّة بطبوطة وأبناؤها فهم الضّحيّة، فقد كادت إحدى البطّات الصغار تفقد حياتها بسبب الكيس الذي ألقاه سعدو في البركة. وكم منّا فقد حياته، وفقد صحّته، وفقد متعته بجمال الطبيعة، نتيجة سلوك الأشخاص الذي يشابه سلوك سعدو. ويبدو القرد سعدو في النّهاية محرجا خجلا يتوارى من بقيّة الحيوانات آسفا لما قام به. أمّا في مجتمعنا، فأولئك الذين يلوّثون شوارعنا وملاعبنا وحدائقنا ومدارسنا، لا تحمرّ وجوههم خجلا ولا يدركون عظم ما قاموا به من سلوك.
وتجتمع الحيوانات وتتعاون وتتكاتف من أجل مساعدة البطّة فيفي التي وقعت في محنة، وتستطيع بتعاونها أن تنقذ البطّة. وهذه قيمة أخرى تحاول الكاتبة أن توصلها للأطفال، فلا نجاح دون تعاون، ولا أنجاز دون أن يقف الجميع يدا واحدة في وجه المعتدي.
وفي القصّة محتوى تعليمي مهم، بالإضافة إلى الدروس والعبر، فالكاتبة تذكر أسماء عدد من الحيوانات، وتركّز بشكل لافت على الألوان وتكرّرها، وكذلك على نمط حياة بعض الحيوانات: فالبطّة تسبح وصغارها في الماء، والضفدع يعيش في الماء وخارجه، وله لسان طويل، والقرد يتسلّق الأشجار ويتنقّل بينها.
وتنهي الكاتبة قصّتها بالدعوة إلى الاحتكام إلى القانون والاتزام بأحكامه، وتقول: "يحيا يحيا القانون." لكنّ القانون وحسب لا يمكن أن يكون رادعا لمن ينحرف سلوكه ويسوء عمله، بلّ لا بدّ من وازع داخليّ يمنع الشخص من الاقتراب من هذا السلوك، فبدون تقوى ووازع ضمير لن يستقيم الأفراد. فحبّذا لو ركّزت الكاتبة أكثر على غرس القيم الفضلى في نفس الطفل بالإضافة إلى الإشارة إلى أهمية الالتزام بالقيم والأخلاق والقوانين في البيت والمدرسة وفي أيّ مكان يرتضي الإنسان أن يعيش فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع