الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة القادمة للتيار الصدري

عدنان جواد

2020 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


التيار الصدري هو تيار سياسي ديني يتزعمه السيد مقتدى الصدر، استمد شعبيته من جلباب ابيه وخاصة في المناطق الشعبية في بغداد والمحافظات الجنوبية، وهي المخزن الكبير في الانتخابات، اسس زعيمه السيد مقتدى الصدر جيش المهدي الذي خاض مواجهات مع القوات الامريكية من 2004 الى 2008، وفي عام 2009 شكل لواء اليوم الموعود، ويتخذ من معقلة من سكان مدينة الثورة التي سميت باسم الصدر، المدينة ذات عدد النفوس الكبير والمؤثر في نتيجة الانتخابات في بغداد، فهو صار وفي الانتخابات السابقة عامل توازن سياسي حاسم، وبعد تشريع القانون الانتخابي الجديد، الذي قسم المحافظات الى دوائر انتخابية متعددة على اساس الاقضية، ولكل قضاء 100 الف نسمة، واذا كان اقل يمكن دمج قضاءين معا، ويأخذ اعلى الاصوات، وهو قانون يضعف الاحزاب التقليدية التي حكمت العراق منذ اول انتخابات اجريت منذ عام 2005، ويقوي حضوض الاحزاب التي تنتشر في المناطق الفقيرة، فغرد الصدر بانه انتصار لإرادة المتظاهرين ، ونهاية للفاسدين، كما صاحبها ترحيب نواب سائرون وهم يهللون ويرفعون شارة النصر، وايضا احتفال في ساحات التظاهر.
فلماذا هذا الفرح والسعادة من قبل زعيم التيار الصدري واتباعه؟، تعلم الاحزاب السياسية قوة ونفوذ التيار الصدري في المناطق ذات الكثافة السكانية في الوسط والجنوب، والخوف كل الخوف من المواجهات العسكرية بين الطرفين خلال هذه الفترة ، وقد حدث بعضها في المحافظات الجنوبية، خاصة وان هناك اموال تدفع وقنوات فضائية تبث التفرقة وتشعل فتيل الفتنة وان انصاره غالبا ما يحصلون على اعلى الاصوات في بغداد وخاصة في مناطق مدينة الصدر والشعلة والحسينية، ولا احد يستطيع منافستهم، ، فهم يمتلكون التأثير الكامل بل يتحكمون بالتصويت والدعاية فتمزق صور منافسيهم وتبقى صور مرشحيهم، واليوم في التظاهرات تحرق جميع مقرات الاحزاب باستثناء مقراتهم وتمزق صور جميع القادة السياسيين وحتى الدينين ولا احد يمس صور سيد مقتدى ولا صورة والده السيد محمد صادق الصدر رحمه الله، يمتلك قوات عسكرية متمثلة بسريا السلام، له علاقات واسعة مع الدول العربية كالسعودية وقطر والامارات، ان اكثر من نصف المتظاهرين من اتباعه، وان علاقته بإيران تبدو غير جيده في الظاهر وان اتباعه غالبا ما يهتفون بإيران برا برا، لكن هو متواجد في ايران للدراسة، بعض المحللين يقولون انه يلعب دور مزدوج والدول تبحث عن مصالحها، وايران لا تمانع ان امتثل السيد مقتدى لشروطها للسماح له بحكم العراق .
وما يهمنا الخلاص من الفساد وعدم وجود طبقة او حزب اقوى من القانون ولا يحدث هذا الا باختيار رئيس وزراء قوي يطبق ما يريده الشعب خلال الفترة الانتقالية قبل الانتخابات المبكرة، واذا استحال اختياره من الاحزاب لابأس ان يكون معاونه من اختيار المتظاهرين وعبر البرلمان، وبعد التصويت على قانون الانتخابات ، فلابد من اجرائها بصورة شفافة ومفوضية مستقلة واشراف اممي، ويتم اصلاح القضاء وتقويته بقوة خاصة به تستطيع اعتقال اي شخص متهم مهما كانت مكانته الحزبية، وحسم ملفات الفساد الرئيسية بالاستعانة بالخبرات الدولية في هذا المجال واعلام الشعب بكل ما يحدث اول بأول، تفعيل قانون الخدمة الاتحادي، واعتماد سلم رواتب منصف وموحد ويحقق العدالة الاجتماعية لجميع ابناء الشعب، واعتماد معايير الكفاءة والمهنية والنزاهة والتدرج الوظيفي والتخصص وتكافؤ الفرص في اختيار المرشحين للمناصب الحكومية، ووضع جداول حاسمة وحازمة لحصر السلاح بيد الدولة وانهاء اي وجود للسلاح خارج اطار مؤسسات الدولة، فالبلد بحاجة الى طفرة اقتصادية وخدمات وعدلا في تقاسم الثروات، ولا يحدث هذا الا بجلب شركات عالمية لبناء وحدات سكنية، ويفضل اشراك عمالنا وفنينا بالعمل معها، ومن المهم الاستمرار باتفاقية العراق مع الصين بالعمل في العراق واعماره مقابل النفط، واستخدام المواد من المصانع العراقية، فهل يقوم التيار الصدري بهذا العمل، وهو ما يصرح به نوابه وقادته بالأعلام، ام سيستمر النهج القديم في تقاسم المغانم وتبقى المدراس مهدمة، والبطالة والعشوائيات والفرهود هي السائدة، فتصدق مقولة ان جميع الاحزاب الاسلامية فاشلة في ادارة الدولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات