الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرجعية الدينية ...آفاق وطموح .

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2020 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لا يحتاج دور المرجعية الدينية في الحياة العامة والاجتماعية ، وإرشاد وتوعيه وتوجيه المجتمع نحو الطريق الصواب ، لا يحتاج إلى تفسير أو تأويل ، أو دفاع ، فقد كانت الحريصة أشد الحرص على الدين ومصالح المسلمين في أصقاع البلاد الإسلامية والمواقف كثيرة وكبيره بدءً من القضية الأساسية والكبيرة للامه الإسلامية " فلسطين " إلى بقيه قضايا آلامه الإسلامية ،
ولم تدخر جهدا في الدفاع عن الحقوق المسلوبة للشعوب المضطهدة ،والاحتلال على مر ألازمنه ، وخير مثال على ذلك كيف وقفت أمام جبروت البعث الصدامي المتعجرف ، واستطاعت من الحفاظ على وحده الدين والشعب العراقي الذي ذاق الويلات على يد ماكينة البعث الإجرامية .
بعد سقوط النظام البعثي ، سعت المرجعية الدينية إلى توحيد السياسيين وجهودهم المبذولة في بناء العملية السياسية ، إذ لا تنظر إلى الطائفة أو القومية أو العرق ، بل كانت تنظر ابعد من ذلك ، إلى المشروع الوطني وبناء وأعمار العراق من جديد ، وتعويض الشعب المسحوق من سنوات الذل والحرمان التي عاشها عقدين من الزمن .
حملات التسقيط والتشهير والإساءات ضد المرجعية الدينية المباركة لم تتوقف يوما، وفقط يمكن أن نلاحظ أنها تتصاعد في بعض الأحيان، وتنخفض في أحيان أخرى، ربما لأسباب محسوبة، او بصورة تلقائية ،ويقع في خطأ كبير من يتصور انه بسقوط النظام الصدامي الديكتاتوري لم يعد هناك من يستهدف المرجعية الدينية، ولا يوجه أسلحته المختلفة (الإعلامية والسياسية والمخابراتية) إليها، وإنما على العكس من ذلك وجدنا انه بعد سقوط ذلك النظام انفتحت الأبواب أمام جهات عديدة، داخلية وخارجية، للنيل من المرجعية الدينية وتشويه صورتها الناصعة، واختلطت الأجندات والمشاريع السيئة مع التصورات والآراء السطحية الساذجة، فبقايا حزب البعث الصدامي ومخابراته، والجهات صاحبة الفكر التكفيري، والعديد من دوائر المخابرات الإقليمية والدولية، كلها جندت الكثير من إمكانياتها وقدراتها لتسقيط المرجعية، لاسيما شخص المرجع الديني الكبير أية الله العظمى السيد علي السيستاني، كجزء من الحرب المفتوحة ضد مذهب أهل البيت عليهم السلام ،وأتباع ذلك المذهب.
كما أن مواقف المرجعية الدينية لم ترق للحكومة ،فسعت إلى محاوله الوقوف والتصدي للمرجعية من خلال طرق خبيثة ، منها صناعه مرجعيه ، او استيراد مرجع أو تمويل شخوص محسوبين على الدين ، وغيرها من وسائل حاقدة على المرجعية ودورها الأبوي للشعب العراقي الجريح .
وعلى امتداد الأعوام العشر الماضية ، هناك مصاديق وشواهد واضحة وجلية على تلك الحرب المفتوحة، فما تنشره وتقوله وتعرضه وسائل الإعلام من قنوات فضائية وصحف ومواقع الكترونية، وما يقال عبر منابر دينية متطرفة هنا وهناك، وغيره الكثير يمثل جزءا وليس كل المصاديق والشواهد المشار إليها.
وقد يسأل شخص ما .. ولماذا كل تلك الحملات والهجمات والمؤامرات على المرجعية الدينية؟..
الجواب هنا واضح وهو ..لان المرجعية الدينية تمثل صوت الأمة الحقيقي، ولأنها واجهة الدفاع الأولى عن القيم والمعتقدات والثوابت الدينية الصحيحة، ولأنها صمام الأمان الحقيقي لكل العراقيين، والتجارب أثبتت ذلك، وشهد الأعداء قبل الأصدقاء بهذا، ولأنها فوق الانتماءات والعناوين الفئوية الضيقة، وخارج دائرة الأجندات والمشاريع السياسية المحصورة بمصالح حزبية لاتلتقي مع مصالح الوطن والشعب، ولأنها لم تنساق ولم ينجح السيئون في استدراجها إلى حيث يتمنون ويريدون، ولأنها لم ترفع راية الدفاع ضد هذا الطرف ضد الطرف الآخر.
المرجعية الدينية أعلنت موقفها الواضح من الانتخابات البرلمانية منذ نيسان ٢٠١٤ ، من خلال البيانات او من خلال منبر ألجمعه من الصحن الحسيني الطاهر ، وأعلنت أنها مع التغيير ، وتصر على ضرورة تغيير الشخوص والوجوه الحالية التي لم تقدم شيئا للوطن والشعب ، بل كانت نظرتها فئوية وحزبيه ضيقه ، فلم ترعى حقوق شعبا أو متطلبات وطن يستحق أن يعيش بأمان حاله حال كل شعوب المنطقة .
المرجعية الدينية إذن تسعى إلى تغيير واقع الحال الذي يعيشه المواطن العراقي من نقص الخدمات ، وانعدام الأمن ، وتدهور الاقتصاد ، وغيرها من الملفات الكبيرة والخطرة للفساد ولكبار مسؤولي الدولة العراقية ، لهذا يبقى على الشعب العراقي بعد أن قالت المرجعية قولها ،أن تعلن موقفها الصريح في الخروج الجاد للانتخابات ، وإعلان ثوره التغيير على الواقع الأسد الذي نعيشه ، وبناء الدولة العصرية ، واختيار أناس أكفاء قادرين على تحقيق طموحات الشعب العراقي في العيش حراً كريماً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل