الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل اسلوبي لقصة قصيرة

جعفر حاجم البدري

2020 / 1 / 2
الادب والفن


دراسة اسلوبية في قصة قصيرة

القصة بعنوان ( غيرة ) للدكتور محمد نشمي من الكويت
( لم يكن يطيقه .. و يقاطعه في حديثه .. و يصطف مع مخالفه في المجلس .. أيا كان ! المهم أن يظهر شيئا يشي أنه لا يبلع شخصيته ! ذات مرة ضاقت به السبل و حوصر نفسيا و اجتماعيا ! لم يجد الا ذلك الذي لم يكن يبلعه سندا ! طرق بابه و وجد منه الصدق و التعاطف !
زانت أموره .. و عاد لسابق مكانته و ظن صاحبه أن تلك الوقفات ستغير نفسيته !
في أول مجلس يجمع الأصدقاء جميعا حدث ما لم يكن متوقعا .. عادت حليمة .. ! ) محمد نشمي

التحليل :

الاستخدام الاسلوبي لأدوات النفي في ( غيرة ) ( قصة قصيرة للدكتور محمد النشمي )
بقلم جعفر حاجم البدري

عند تفكيك كلمات النص التي راوحت السبعة و السبعين كلمة ، نجد بأن أسلوب النفي باستخدام الاداتين ( لم / لا ) يلعب دورا اسلوبيا رائعا في تأطير المعنى المراد تمريره لذهنية القارئ مما جعل النص يمتلك أدواته البنيوية كاملة الدسم !!

الأحداث الصاعدة :
تم افتتاح الأحداث الصاعدة في حبكة هذه القصة بالأداة النافية ( لم ) التي أخذت على عاتقها ليس فقط التحويل الزمني من المضارع للماضي – توصيفها النحوي - بل تحويل ذلك ( الصويحب ) الغيور الى سلة المهملات في ركن بائس من أركان الذاكرة ، لتبشر ال ( لم ) الأولى – ابتداءا و قبل الاسترسال بسرد ال 76 كلمة الباقية – بأن حليمة هي حليمة !!
و زادت ال ( لا ) النافيه – ترتيبها 22 – من موقف ذياك الصويحب ( اصبح ماضيا ) و عجز معدة شمائله عن بلع و هضم صاحبه الناجح . فتسارعت أدوات النفي تنذر بقسوة و خذلان ما هو قادم لتظهر ال ( لم ) بعد ثلاثة عشر كلمة ، و لتستنسخ ظهورها بعد ذلك بخمس كلمات ، رغم أن الأخيرة بثت روحا من التفاؤل باحتمالية انفراج أزمة حليمة فلا تعاود مزاولة عادتها القديمة !!

الذروة :
وضع الكاتب حليمته في بحبوحة من العيش و الاطمئنان النفسي ، و تأمل – و معه القارئ – أن عادة حليمة في الغيرة ، و الأثرة ستزول و تزول معها كافة بقع الأنانية التي لطخت ثوب العفاف !!

الأحداث الهابطة :
جاءت ال ( لم ) الأخيرة – ترتيبها 73 – لتخبرنا بأن حليمة عادت لعادتها القديمة . ان بحبوحة العيش و الاطمئنان النفسي لم يغيرا حالة هذا الصويحب نحو الأفضل ، بل لا زالت حليمة ترتدي زيها الفاقع صفارا رافعة شعار الغيرة ... بل الغيرة اللا متناهية ...

الختام :
أبدع الكاتب بالرسم البنيوي للنص ، رغم أن القصة القصيرة جدا تحتاج الكثير من التركيز في تركيبها البنيوي وفقا لضيق مساحة الخيارات التي تقيد اسلوب كاتبها . ان الاتكاء على اسلوب النفي كان موفقا جدا ، و جاء ظهور أداتي النفي ( لم / لا ) في اماكن توزعت كأعمدة أساسية – 1 / 22 / 35 / 40 / 73 - تحمل فوقها ( ثيمة ) الغيرة التي – و الله أعلم – جاءت كرد فعل لجحود واقعي و من شخص واقعي ، فتلخص ذلك كله في ( لم ) الأولى و الأخيرة رافعتان عنوان ( لم يكن الا ذلك الذي لم يكن ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي