الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هولاكروز

أسعد الجبوري

2003 / 4 / 10
الادب والفن


 

            

( 1 )

المنفى ..
الاسمُ الحركي للوطن .
الحربُ ..
سريرٌ قوائمهُ عظام .
والكلامُ بشعره الأحمر / سندبادٌ يُشعلُ الخرائط
على ظهور المراكب / ولا يتجثمن .
سنهملُ الموتَ قليلاً /ودون نقاش صراخه المتقطع  فينا .
سنرحلُ عن زمن ٍ/ لا تتزين بمراهقتنا أجنحتهُ /
نجلسُ منهكين تحت رادار الخوف /
ومشعين كتيجان دمٍ أمام مرآةٍ مطعونة النظرات .
فيما الحبرُ الذي كان يربي النصوصّ في أزقة
تلك العواطف /
طيرٌ يفرشُ في عزلةِ الهواء عشّهُ /
والشموسُ شاشات /
تتهدّمُ
عليها
منازلُ
سكان
التيه .

( 2 )

وأنتَ المسلحُ بالأناشيد /
المجرّد كالنبي من رائحة الإثم /
تفتحُ في حقولِ الرملِ ذاكرةِ الجيوش /
ونقاطكَ تقتفي الثعالب في الكتابةِ المضيق .
هي الوليمةُ / والعاصمة ُمقلاةٌ /
تُضخُ فيها الشعوب .
سريعاً تأضرحت رسومنا / سريعاً تملجأ الشعرُ /
وتمركز اللصُ وحيداً في شهوة الجسد .
وكانت هناك عاملاتُ الخيال .

( 3 )
ننزلُ عمودَ الوطن الفقري /
نرى غواني الموتِ / وفي كل نظرةٍ سيارةُ إسعاف .
كم تأكسدنا في لغة الفرنجة /
وكم تكسرت أراضينا في المغتربات القاذفات /
دولٌ مهاجعٌ/ ومن المصابيح الضوء اللقيط /
سديمٌ طويلٌ على أسيجة الكلمات / والذنوبُ شجرٌ
يشقُ تربةَ العقل .
هي أقدامُ التتار بحوافرها / تستكملُ البحرَ اليابسَ
تحت الأجفان .
هي الصحارى الأقمطة / ومنها الثعابينُ هادرة بالمزامير .
وأنتَ / في أية جملة من الممحاة تكون /
أكنتَ متفرغاً لما تقوله الأصابعُ للسيوف /
أم لتلك البلاد /
حيث يدونها السحرةُ من قصب الأضلاع / فتقرأ .

 

( 4 )

وردةٌ /
تُمزقُ على طاولةِ القسمةِ / وأرضٌ تهشمت رحماً
ليسكنها المبشرون بالخراب /
واقعاً من على ظهره السيدُ العالي / والمخالبُ
مقاعدٌ /
هو المُسمى وطناً / المُعرّفُ بالطبعةِ الحمراء للجينات /
ونحن الصفصافُ على أكتافهِ مسترسلاً / ألواننا ظلالُ الأوردة
تحت السنابك /
وكل نفسٍ بختم الملاجئ .
كونٌ سرابٌ / ونحن على الاحتساء / نتدربُ
صامتين كالهيكل الحيّ تحت وابل الشياطين /
الهاويةُ في نهاية السكون /
والسهرةُ الزقومُ في الحواسّ .
أهي العراقُ الطيرُ / الفضاءُ قفصٌ / والروحُ
غرفةُ غاز .
لم أكترث باليأس المتحرك / وبما كان يعتملُ من مجازٍ
في الدماغ /
عبرتُ الجمهوريةَ الجسرَ /
وانقطعت ظلالُ دجلة في العين .
كان الليلُ ورقاً يُطوى / وما من حالمٍ /
إلا في خندق الأرقِ مع حركاته .
لم أجد الأسئلة تلالاً  في الكرخ  / فدخنتُ حصتي
من التبغِِ / من هواء الأمم المتحدة /
ومن الحزن المدوّن في الأساطير .
فأينكَ من هذا الشتات /
ومنظومة الخريف تهندس البلاد / وما من متنبئ
لجيولوجية النفس .


( 5 )
سكرانكَ أنا ..
وفي حانتي يتصوفُ الإنكليز .
خربانكَ نحن ..
والزلزالُ أمريكا .
شبعانكَ هم ..
وخراف الموائد عربٌ بدشاديش
وجببٍ وسراويل .
هي ذا الحكمةُ تهبطُ بالبرشوت .
جنازةٌ تسعى /
وشعبٌ بالراجمات للطحين .
هو الأولُ في المعراج / وسطرهُ سلّمهُ /
يرتفعُ / يُغتال .
ونحن المشيعون في الغبار /
يتسابقون / يتدافعون /
وتحت زجاجة الساعة الضيقةِ / تتهدّمُ
في الرقص أقدامٌ وهياكل .
عية=ونٌ تتفككُ آثاثها / ويفرّ
منها فجرُها / ليوقظ النيام في فنادق
السماء /

( 6 )
ماذا تفعلُ الآن في قبركَ يا أبتِ .
ألديك من الشاي جرعة لتشرب /
أتملك كسرّةً من الشعير  / بما يسدّ رمقاً
في حويصلة التاريخ /
ألديكَ ضوء لنراكَ / مثلما لا  ترانا بعد اغتيال
المصابيح .
نحن السائرون في طوفاننا /
وعيدنا الأنقاضُ / وجدنا التوماهوك  سائحاً
يصورُ آثارنا /
فنادينا الأتباعَ من الغرقى :
أن انزلوا من النزيف في مستوطنة
كرامزوف /
أن اشعلوا الشمعَ في الحتفِ / لنضئ
عربَ العشاء الأخير /
أن ادفعوا للمحصل الفرنجي فاتورةَ
التجغرف في محار الخليج /
ما من زهرةٍ مثلنا / تُسقى باللؤلؤ العيني .
نحن الأبراجُ / والقواميسُ نجومنا المشردة .
نحن العمرُ الضيقُ ينكمشُ / وجرذانُ الصحارى
تطيشُ في زقاقه/
اخرج علينا يا أبتِ / فقبرنا واسعٌ .
وقمحُنا أسلاك شائكة /
فيما الوردُ لغطٌ من عضل الشظايا .
لم تعد بئر البستانِ قدحاً للنبيذ /
الحب حالكٌ  / والسرير تبنٌ /
وليلى معطرة بالذئبِ واليورانيوم .
ما من عابرٍ لسبيلٍ / يقطعُ زبدَ الآثامِ
في العيون .
فتعال نُسقيكَ يا أبتِ /
فبقية الأكبادِ أكواب شراب .
تعال نغنيكَ يا أبتِ /
فبقية النشيدِ رنينُ معاول الحفارين .
الجثثُ معزوفاتٌ /
والسكون أوبرا .


( 7 )
ومررتُ على ( أور ) يا أبتِ .
لاقاني إبراهيمُ قصيدة هاربة من الأصنام .
فبكيتُ على نفسي / وأنا في مطلع الهجرة .
رافعتني مفكرتي / ونحن في مطلع النصّ .
أهو انطفاء الشمس في الخلايا / وكلّ روحٍ
نحيبٌ تعتقَ على صفحة ٍ.

( 8 )
نحن مشاةُ الصمتِ /
والاغترابُ وادينا العميق ُ .

( 9 )

الهواءُ كهلٌ  .
الطوفانُ مرّ .
ونوحُ على رصيف الهجرة /
يقتبسُ من الكلامِ تجاويفَ الزمن .
أهو نحن /
مسرحنا الأطلالُ والأخوة الأعدقاء
من شقائق النعمان .
أم نحن هو /
غودوت  على مسرح النهاوند  /
وأوتارنا تتطاير منا تحت وزن المقفى
من القاذفات .

( 10 )
أي معنى لشكل العالم المربع
المثلث المستطيل /
والموتُ دائرةٌ لرقص تفاعيلنا على قطر
العمود المقصلة .
نهرٌ يسهرُ في دجلة /
والماءُ شعبكَ الغريق .
هي بابلُ المقاماتُ على الظهور /
وكل مسلّة مقصلة مزخرفة .
وهو النواسي على الخريطة/
وكأسهُ مرقدهُ .

( 11 )
تعال مرسمنا العميق يا أبتِ / ترى
الوجوهَ الجداريات / والحزنَ عصير البراكين /
ترى الأعينَ خنادق جراد/ وكل نصّ مظلة /
تحتها الصفيرُ يشبُ /
نحن تلالُ بكاء / وكل منا مسجى على صدر
امرأةٍ من المجهول /
تعال ترى الأجسادَ الأسواق /
وكيف يبيعُ الناسُ فيها قطع الغيار /
الكلية بعشرين دولاراً وفلسين /
الطحال بمئة ماركاً وربع دينار /
الرئة بمائتي جنيه ولحسة ريال /
وكل من باع قلباً  يا أبتِ / وفرّ للعيالِ
منزلاً في الجنة .
اخرج علينا من محارة الطين يا أبتِ /
ترى وقاص العهدِ / يهرس اللحمَ بالكأس
بالقادسيات الملهوات .
تسمع الخليفة  على منبر البورنو /
ينادي بشهوة التاج /
هنا نجار في صنعة التطبيع / وهذا مستنسخٌ
عن طبيعة صامتة /
هنا مفاوض على فخذ الأمة / وذاك مسطول
على ظهر أسطول / وأمامهُ المدافعُ المآذن .
أطفال سندويش لماكدونالدز / وسلاماً
على شاورما العرب /
كل أم زرقاء يمامة على شرفة /
فيما البوارج في هشيم العظام /
وسلاماً على بصيرة العرب .
كل نخلة في البلاد عصاً للضرب /
وسلاماً على الكواسر الجوارح الفوارس
العرب .
هل نترك البيت لأمريكا /
ونبيع التختَ وخردوات الأحزاب والقباب
للإنكليز /
لتنشق صومعةُ الغيم عنكَ يا أبتِ /
فنحن في نزهة طويلةٍ /
والقطارُ على سكة من الديناميت /
لا محطة بانتظارنا نحن ركابُ الأبدية /
نتدرجُ مقامات مقامات / من العزلة للريح /
من حبة الطب لكبسولة العدم /
نحتسي الغروبَ /
وأكتافنا ملاحمٌ دون لحم .

( 12 )

أهي العراق البلاد .. /
أم غيمة تدخلُ فرناً / والمؤرخُ
البخارُ .
أهو العقابُ / وحتى تصدأ السيوفُ
في الدم .
أهو قطيعنا المساق ما بين الرصافة والجسر/
من قصر النهاية لكرسيّ الكهرباء .
أهو الدستور السوريالي لوحة على الجدار /
أم هي الرقابُ  معلقة بملاقط الناتو /
وسبحان التاج البريطاني
و(( تايد )) الأعدقاء / ومسح العقول
بالطائرات .

( 13 )

صباحُ غسقٌ / يمتدُ بثقل المشرحة .
وعرّابٌ شق علينا المنامَ منشداً :
وجعلناكم من نفط / وأنجبناهم من ديناميت .
تلك حكمة الذئب/
فعلى أي دربٍ ألتقي أمتي / أسافرُ
في حضنها /
وتدخل نسيجي / أقتلُ رمادها / وتكسرُ
منفاي /
أنا العراقي المفتت / السجنُ / الهجرةُ /
الأسطورةُ الحمراء / الكمنجة المصنوعة
من نخلة القيامة / مرشدُ النجوم لقاع
الأفلاك / ألفتُ نفسي صفحة من رماد ٍ
وصفحات من الريح .
تشردٌ يتبعُ تشرداً /
وما  من الثياب سوى الحريق .
هو الشعرُ بأوج جحيمهِ / ومنه النسلُ
لحاضنات الضياع .
كم أنتَ حيّ يا أبتِ / وكم نحن بلا هواء /
كم أنتَ مفردُ الظهر وقوي /
وكم نحن بالظهر الجمعي كسوراً /
ولا يكسر عنا حصار .
كم أنت صديقُ الزوارق / ويجري إليك الفراتُ
من حنفية أتاتورك باكيا /
كم نحن عراقيين في البئر / ووحيدين في الظلام /
لا يوسف ظل أنيساً لنا في القاع/ ولا ابتلع الذئبُ
قامتنا/ فخلدنا للراحة .
كم أنت يا أبتِ / وكم نحن في الأرشيف ممزقين/
منازلنا منارة بالليزر / ووجوهنا الكراسيّ /
لا جالس فيها ولا جلوس .
تترحلُ عنا بلادنا يا أبتِ إليك /
فحذار من فرق التفتيش في لازمة القبر /
وغن شئت فاخرج علينا لترى الكروز /
وكيف يمسح عن وجوهنا التجاعيد /
حذار أن ينهار  فمكَ أمام محقق الأمن
العام / أو  في حضرة  أزعر من ميليشيات
الابن المعاق /
فالسجون للرجال /
والعمائمُ للرجال /
والتشريعُات  للرجال /
والصواريخُ للجميع .

( 14 )

نحن الشعوبُ الروزنامة الضريح /
سديمٌ / سديمٌ / سديم
كأن اليوم قيامتنا /
أنحن الشعبُ الأبدي/
منه الشعرُ والجماجمُ والأخبارُ والمراقدُ
والقصورُ والزنجُ وغواني السكسُ والكتبُ
والسلاسلُ وإعراب صيغة الموتِ بالمعرف المجهول /
قم من قبركَ يا أبتِ /
ودخن من الحشيش كأساً مع العراق /
فها هو الأطلسي حدودنا / وعلى كل وجهٍ
تنتصب / منازلنا البوارجُ / وهياكلنا المراقصُ
الغاجرات /
القتلُ مقابل النفط / والقرحةُ مقابل التصحر
بالرغيف /
فكيف أقطفُ بلاداً من الجنازة الطويلة /
وعينُ الأرض بعين نيرون/
سكرانكَ أنا //
وأشتقُ من هذا الفناء خمرتي /
يتيمكَ نحن //
في شارعٍ مصفحٍ بالألغام .
أنا الممزوج بظلال نسخة من طللٍ وآثام /
أرتفعُ على نصلٍ هناك /
أدخلُ المغنى هنا / وفي الجحيم زفافُ
الأيديولوجيات /
افرغ لنا المكان يا أبتِ / فدور شعوبك للراحة
قد حان .
وسيأتيك غلمانُ الفراديس بأكوابٍ /
لتشربَ من رحيق التراب /
نحن شعبُ الهولاكوست  ../
موقدنا مضاء بأطنان المتفجرات /
هو المطرُ الأسيدُ /  يسقي ويكتبُ ويصيرُ
قنطرةً في الوريد /
كم حرباً دخلنا في برزخ الديكتاتور /
ما شاء الله .
كم حررت الشياطينُ باسمنا من رسائل /
ما شاء الله .
وها أصابعنا تُبرى بالكتابة للأمم المتحدة .
وها مناجلنا / ليوم الحصادِ في فرقاطة
الأنبياء .

( 15 )

الدماغُ بذرة ليست بمنأى عن الخبل /
فتعال اهتف في المواكب الطوابير
على أبواب الدنيا :
كوليرا .. تهرول بشعلة الأولمبياد .
ورعبُ الكيمياء في المداخن الصدور /
كزازٌ يتنفسُ في الأوردة / والثاليومُ الحكومي
عصير .
وللأجساد دود قز السرطان / ومنه الحرير
للعلم الوطني .
فمن يأخذ صورةً لإيقاع المحرقة /
لتطير بالفاكس إلى السماء .
هولاكروز .. نحن المواليدُ التراثيون  /
والسبّي خيمتنا العمودية .
أجلسنا الحروبَ قروناً على ركب المدافع/
ونمنا قروناً في كهوف البلازما /
منتظرين .
هولاكروز  .. /
من طابع البريد لطابع الرؤية /
والمنازلُ بالنبيذ تغتسلُ .
هولاكروز  .. /
ليست القصيدة  أطول من الموت
في العراق .
هولاكروز ../ نخيلنا ثكالى الشطوط /
والضمائرُ بخار على زجاج .
فأنى ثدي من الأرض / ليكمل جلجامشُ
دورةَ الخلود .
ماذا دهاك يا أبتِ / كأن لا تردّ .
كأن لا  تشير بلغةٍ إليّ / لأخرج من رؤية
الوداع بعيداً عن المضارب الأحزاب .
من يُمنتج الطعامَ / لترقص حوله الجياعُ
بالفيديو كليب .
من يستنسخ حبة الأسبرين / وكل فمٍ مغارة
تنتظرُ طبابةَ الأمم .
( 16 )
تموزُ شمسٌ /
دخلت جثةً وغابت في تخومها /
وابيض بجماجم الأطفال ليل ُ العراق .
لا عشتار في قميص النوم / لنتسلل
عبر الأنتر نت إلى غرفتها / ولا في الهوى
الألعابُ النارية والدفوف .
نحن العاشقون / والأحلامُ تأوهات .
أقمارنا تتهاوى في القصيدة / وتستشهد
في شهوة البنسلين .
وبطاقةُ التموين للأكفان فقط .
وأسألك يا أبتِ عن غلال هارون /
ولمَ السلالُ مليئة بالمسامير .
وأسألك عن أعمدة الفراهيدي /
وهل تصلح لوزن الحشرجات في آخر الليل .
الحبّ نواح أعمى في نهاية العراق /
وما من بحارٍ إلا وفي كأسهِ يغرق .
أنتَ المؤمنُ بدورة الماء في الطبيعة يا أبتِ /
وأنا الملحدُ بدفتر دمنا الجاري على الرماد /
سأدير ظهري لخليج موجهُ الكبريتُ /
فأنا زمنُ نفسهِ ومفكرةُ الآخرين .
تعال لساحة التحرير يا أبتِ / ترى عبيداً
في سفن الحرب تُشحن /
ترى المطر رصاصاً على تخت القبانجي /
والمدارسَ محاكم تفتيش .
اللهم إن رأسي طوابق حاشدة بنيران
وغيوم /
فكم من الكؤوس تحتاجُ الصفحاتُ / لتمتلئ
بالوطن الفقيد .
كم ساعة / لنشتق من حتفنا النهرَ /
لنحملَ صندوقَ اللغةِ / ونهيمُ في الملاجئ .
هولاكروز /
وديكتاتورُ في أول الجملة يأكل الشخوصَ
والحروف /
هولاكروز .. ومهد الرضيع شرنقة فولاذ .
هولاكروز .. نارُ مطابعٌ تحت الجلود / والحديدُ
يغلي في الدماغ .
هي العراقُ / يحتكُ / يشعُ /  يُشيرُ /
وعلى كرسيّ الماء /
عبادُ الشمس جسدهُ .
هي العراقُ / أرضٌ تتقطعُ كالشرائح /
وأرحامٌ لا تتقاعد بختمِ التوما هوك .
هي العراقُ / وعلى سبورتها ترتفعُ
تيجانُ الذنوب /
فخذ وقتك من تلك الجنازة إلى أقصاه
يا أبتِ /
إن سمعتَ كمنجةً تنوحُ /
فهي زئيرُ الفاتحة .
إن رأيتَ نجمةً في حلم /
فهي قبرٌ مثالي لمتشردٍ من أوروك .
إن قرأت ديباجة من المتوسط الخليجي /
فهي ثياب للأدلة السياحيين .
وإن سمعتَ قصيدةً تحتضرُ / فهي آخر
عندليب ٍ من سلالة العرب .

( 17 )

أيها الأبُ /
وداعاً لصوتكَ في زئير المحرقة .
دعني أركضُ على غير درب حكمتكَ /
وليكن هذا النشيدُ مأوانا /
وإن حولهُ الذئابُ ترقصُ /
نحن  البلدُ الحلاجُ / ومرة أخرى في خانة
التكفير .
نحن غرقى المضارع في مسودّة الدول /
وما من أرض /
تحلُ بها شهوةُ الموت للأبد /

( 18 )
الخرائطُ
العراقُ
الخرائطُ
//
ولن يُحذف منها وطن لحيته بيد الله .

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب