الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سباق ضد عقارب الساعة بين عباس وحماس

أبو خولة

2006 / 5 / 29
القضية الفلسطينية


اشتدت الأزمة بين الرئيس محمود عباس وحكومة حماس في جو من الدمار والخراب الذي استفحل أمره مع مجيء الحركة الأصولية للحكم ورفض المجتمع الدولي التعامل معها وإفلاسها الكامل في الإيفاء بتعهداتها إزاء الناخب الفلسطيني بتحسن وضعه المعيشي .
والحقيقة أن التناقض بين الرئاسة والحكومة هو تناقض مبدئي لا يمكن حله إلا بسقوط احد الطرفين . فمن جهة ، يمثل محمود عباس العقلانية السياسية والتماشي مع الشرعية الدولية ، بينما حكومة حماس الأصولية رافعة تكتيكيا لرداء الديمقراطية ورفض الشرعية الدولية ، مما أدى إلى مقاطعة المجتمع الدولي لها ، والى إفساح المجال أمام إيهود اولمرت لرسم حدود إسرائيل النهائية من جانب واحد وهو ما تمناه وزير خارجية حماس .
يمثل تكوين القوة الأمنية الجديدة في قطاع غزة على يد حماس الخطوة الأولى للحركة الأصولية بهدف الإمساك بمفاصل القوى المسلحة للانفراد بالحكم ورفض التداول كما فعل ملالي ايران مع خاتمي ، حيث كانت الاغلبية في المعارضة والاقلية المحافظة في الحكم ... مع التنويه بان مبدأ الحاكمية يحرم على الحركة شرعا القبول بعملية الانتخابات الديمقراطية من الأساس ، تماما كما عمدت حركة الإخوان المسلمين لتكوين التنظيمات السرية بهدف السطو على السلطة في مصر و كما استغل الشيخ حسني الترابي ضعف حكومة السودان المنتخبة للإطاحة بها عبر الانقلاب عام 1989 .
في المقابل ، يملك الرئيس محمود عباس أوراق هامة للإسراع بـ " انقلاب معاكس " إذا أحسن اختيار التوقيت ووسيلة الانقضاض على حماس . أولى هذه الأوراق الوضع المتردي ، مما سّفه أحلام المواطنين وأدى إلى سقوط شعبية الحركة حيث خسرت حماس في آخر استطلاع 8 نقاط منها 7 نقاط لصالح فتح . وثاني هذه الأوراق ثقة المجتمع الدولي الذي يتعامل حصريا مع الرئاسة. وقد تأكد ذلك بخروج قادة حماس بخفي حنين اثر زيارتها لموسكو حيث عاد الموقف الروسي ليدعم مطلب الرباعية الأساسي الذي يطالب بنبذ العنف والاعتراف بإسرائيل . ويتمثل ثالث هذه الأوراق في الصلاحيات الدستورية التي تمنح الرئيس الفلسطيني حق حل المجلس التشريعي والحكومة والدعوة إلى انتخابات تشريعية قبل موعدها .
يتحين الرئيس الفلسطيني حاليا الفرصة للتقدم بحل الحكومة والدعوة لانتخابات جديدة ، حال انهيار شعبية حماس للمستوى الذي يمكن حصول فتح على الأغلبية في المجلس التشريعي الجديد . وهذا ما نشرته صحيفة " يدعوت احرنوت "بتاريخ 19 مايو 2006 : " كشف أبو مازن النقاب لمحادثية الأوربيين عن انه خلف الكواليس ، ُتبذل جهود لتوحيد منظمته وإعادة بناء " فتح جديدة " تتصدى بكل قوة لحماس وتحل محلها في الحكم وتحطم الجمود الناشئ . ولهذا عقد أبو مازن لقاء صلح مع خصمه في بيته الداخلي ، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير فاروق القادومي ، والتقدير هو أن رئيس السلطة يحاول إقناع الأسرة الدولية بان الانقلاب قريب ، وبهذا فان عليها أن تعزز نظام حكمه والأجهزة التابعة له وليس لحماس " .
في المقابل تدرك حماس جيدا إفلاسها وسقوطها في الشارع الفلسطيني ، لذا فهي تتحرك " قبل فوات الأوان . " وقد بدا هذا فعلا بإنشاء حماس " القوة التنفيذية " للأمن وهي قوة غير قانونية " تكرس أجندة حربية عبر فوهة البندقية " حسب ما صرح به السيد ماهر مقداد المتحدث باسم حركة فتح في قطاع غزة ، وبمحاولة اغتيال رئيس المخابرات العامة الفلسطينية طارق ابو رجب ، الجريمة التي ادعى الناطق باسم وزارة الداخلية التابع لحماس بأنها " قد تكون ناتجة عن انفجار قنبلة كان يحملها احد مرافقي ابو رجب " ، لكن الكذبة مفضوحة لذلك كذبها وزير داخلية حماس ، ثم هبت القاعدة لمساعدة حماس فادعت أنها هي التي قامت بمحاولة الاغتيال الاجرامية من باب تغطية الشمس بغربال ، والتي تبعتها محاولة اغتيال مدير عام الأمن الداخلي رشيد ابو شباك . والسؤال الوحيد المتبقي أي الطرفين ستكون له الحركة الأولى . الأشهر القليلة المقبلة ستجيبنا على ذلك .


(*) بريد الكتروني : [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي


.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي




.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف حرب إسرائيل على


.. ما الذي حققته زيارة مدير الاستخبارات الأمريكية في مفاوضات وق




.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب