الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيّ الأخير يذهب إلى السينما

سعدي يوسف

2006 / 5 / 29
الادب والفن


ملحوظة هامّـةٌ جداً :

يقال في الصحافةِ الـمحترفةِ إن الخبر الجيد يجب أن يتضمّن أربعة أجوبة عن أربعة أسئلة :
متى ؟ أين ؟ ماذا ؟ مَن ؟
وبما أن الشيوعي الأخير لم يحترف الصحافة المتاحة لأسباب ليست خاصّـةً به ، كــما
يقول ، فقد تصرَّفَ كما يحلو له ، مكتـــفياً بـ " أين ؟ " و " ماذا ؟ " و " مَن ؟ " .
أي أنه قفزَ على " متى؟ " قفزاً . أمّـا " مَن ؟ " فقد اكتفــى فيها بذِكْرِ الحرفِ الأولِ
من اســمهِ ، وقد يكونُ تصرُّفُـه هذا نـتيجـةَ تربيةٍ قديمةٍ في العمل الســرِّيّ .
الخطّـة واضحةٌ ، لديه ، في الأقلّ . وهي تشملُ الــــنقاطَ الأربعَ المدْرَجة في أدناه :

1- موقع السينما .
2- موقع الشيوعي الأخير في قاعـة السينما .
3- الفيلم المعروض .
4- تأمُّلاتُ الشيوعيّ الأخير بعد انتهاء العَرض .

مــوقعُ السينما
لا تمتلكُ الدارُ اسماً حتى الآنَ
ولا تمتلكُ الدارُ لموقعِها رسماً حتى الآنَ
ولكنّ الناسَ يحبّــونَ الذكرى . يُحْــيُونَ الذكرى . يَـحْـيَـونَ مع الذكرى .
ولهذا منحوا تلكَ الدارَ اسماً : دارَ الذكرى …
*
كنا نتســاءلُ ، كلَّ مساءٍ : أين الدارْ ؟
فيقالُ لنا : دارُ العَرْضِ تغورُ عميقاً في الأرضِ …
نقولُ : إذاً … مَنْ يدخلُــها ؟
*
بعدَ طوافٍ ، وبحارٍ ، وضفافٍ
أبصرْنا الـمبنى …
كان جداراً منخفضاً من طينٍ معجونٍ بالـتّـبْنِ …
المبنى كان بلا بابٍ
كان بلا مـحرابٍ ؛
كان وطيئةَ أَنعامٍ بين جذوعٍ خاويةٍ.
ها نحنُ أولاءِ هناكَ …
بلَـغْـنا دارَ الذكرى !

مـوقع الشيوعي الأخير في قاعة السينما
" دارُ الذكرى " ، دارٌ للعَرضِ الصيفيّ
والناسُ بها يقتعدون الأرضَ
إلاّ أصحابَ الدارِ … فقد كانت لهمو بضعُ أرائكَ مستوردةٍ
في الصفّ الأوّلِ .
كان الناسُ طويلاً ينتظرون أماكنَهم …
أمّـا أصحابُ الدارِ فقد جلسوا منذ الآن ، وجاؤوا بكؤوسٍ وقناني ماءٍ .
والناسُ يلوبونَ
عطاشَــى
أنهكَــهم قيظُ الصيفِ
وبُعْـدُ الدارِ …
ويسألُ " س " : أليس لنا ، أعني ، نحن الناسَ ، مكانٌ ؟
قيلَ : اجلسْ أنَّى شئتَ !
وفكَّــرَ " س " : الأفضلُ لي أن أقـتعدَ الأرضَ بآخرِ صفٍّ …
سوف أرى الناسَ جميعاً
وأرى الفيلم …

الفيــلمُ الـمعروض
عن أيّ مزرعةٍ هنا ، يتحدّثُ الفيلمُ ؟ الخرافُ تدورُ والغزلانَ ، ثَـمَّ زريبةٌ يُقعي
بها بشــرٌ عراةٌ . والذئابُ تنامُ نصفَ منامِها المألوفِ . تهبطُ بالمظلاّتِ النساءُ
وقد لبسنَ ملابسَ العَــومِ . الزريبةُ أشــرعتْ أبوابَها للقادماتٍ من الفضاءِ
يهللّ البشرُ الـعُراةُ : الـمنقذاتُ أتينَ ! كانت في السماءِ سفينةٌ بحريةٌ ميناؤها
" جَـنَـوا " . النساءُ يطِرْنَ نحو سفينــةِ الخشبِ الجميلةِ تاركاتٍ في الزريبةِ
ما خلَـعنَ . ويهتفُ البشرُ العراةُ وقد تقدّمت الذئابُ إلى الزريبةِ : يا إله النارِ !
أشعِلْ عودَ كبريتٍ لتنقذنا … ستأكلُـنا الذئابُ الليلةَ . الغربانُ في الثُّكُنات .



تأمُّلاتُ الشيوعيّ الأخيرِ بعدَ انتهاءِ العَرض

سوف يستغرقُ الحديثُ طويلاً لو أردْنا ، لكننا رِفقةٌ لا نُتقِنُ اللفَّ والمـلفَّ …
انتهى "س" من العَرضِ ، ساهماً … كان مشدوداً إلى فكرةٍ : هل يكونُ الفيلمُ
وهماً ؟ والقصدُ : هل كانَ الحقيقةَ الـمُرّةَ ، العلقَمَ ما شاهدَ ؟ السفينةَ في الجوِّ .
انتبِـهْ يا أيها العاملُ الشيوعيُّ … إن العالَمَ اليومَ يظهرُ بالمقلوبِ … ماذا
عليكَ أن تفعلَ ؟ الشيوعيّ كارل ماركس قد قالًها : سنقلبُها حتى نرى السفينةَ
في البحرِ …
الشيوعيُّ " س " يســري وحيدا .


لندن 23/5/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمى و أوس أوس وأحمد فهيم يحتفلون بالعرض الخاص لفيلم -ع


.. أحمد عز الفيلم المصري اسمه الفيلم العربي يعني لكل العرب وا




.. انطلاق فيلم عصابة الماكس رسميًا الخميس في جميع دور العرض


.. أوس أوس: هتشوفونا بشكل مختلف في فيلم عصابة الماكس وكل المشاه




.. مؤلفين عصابة الماكس: الفيلم قائم على العائلة وأهميتها.. ومشا