الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القسمة الابدية للشعب العراقي المغدور

رحيم حميد عبدالكريم

2020 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ان المتتبع للشأن العراقي وتأريخ تلك الرقعة الجغرافية التى تسمى اليوم بالعراق ، يعي الحجم المهول للاحداث الدموية والمأساوية التي جرت على أرضه منذ أن تمكن الانسان من تدوين تأريخه ، مرورا بالحقبة الاسلامية الثرية بالقتل والغدر وسفك الدماء على ارض هذا العراق ، حتى اضحت الدماء الزكية لشعبه تراق على مدار السنين والايام.
أما تأريخه المعاصر فهو الاخر مشبع بالدم ، فباكورة ثورة تموز ضد الانكليز عام 1958م أنهت (العائلة الملكية) عن بكرة ابيها بعملية وحشية قل نظيرها ، وكذا الحال في انقلاب عام 1963 اذ قام (عبد السلام عارف) وزمرته بتصفية صديقه (عبد الكريم قاسم) واعوانه ومحبيه شر تصفية ومقترنا بسيل من الدماء ، وجاء من بعدهم نظام البعث الى الحكم ليقتص من معارضيه ويقتل على مبدأ الشك كائنا من كان ، يصفي النفوس البريئة على الهوية الطائفية تارة وعلى الهوية القومية تارة اخرى ، ليؤنفل الكرد ويقتلهم بالكيمياوي ويذبح الشيعة ويزيل اهوارا ومدنا وقرى امنه من على وجه الخريطة ، واشعال الحرب العراقية الايرانية التي دامت لثماني سنوات عجاف وجعل من شعبه حطبا لها ، وعندما وصل الى قمة جبروته وتخبطه احتل دولة الكويت ومارق الامريكان ، عندها حل على هذا الشعب المظلوم حصارا خانقا دامت لسنين طويلة نخرت جسده وكيانه واصبح هزيلا تذوره الرياح العاتية .
وفي ربيع عام 2003 وسقوط العهد الصدامي تنفس الشعب العراقي الصعداء واستبشر خيرا ، ضانا منه انه سينعم بالحرية والحياة الكريمة وصنع في مخيلته الامال العظيمة ليقول مع نفسه وداعا للحزن والقتل وسفك الدماء وهنيئا للحياة والامل والسعادة ، لكن على العكس من ذلك فقد عاش الشعب العراقي بعد فترة وجيزة من الهدوء اسوأ ايامه في ظل القتل على الهوية الطائفية والقومية وظهور منظمات مختصة بالقتل والخطف والنحر وثقب الرؤوس و...الخ ، ومن ثم سقوط مدن بيد داعش وتدميرها وتهجيرها وجرائم اخرى يندى لها جبين الانسانية ، اما اليوم فها هو العراق يأن تحت وطئة الفقر والعوز وقلة الخدمات وفسوق القادة وفساد لا يوصف .
بعد كل هذا الذي جرى على شعب العراق وسياسييه لم يأخذوا الدرس بعد ، وهاهم اليوم يعدون العدة ليقارعوا الامريكان وهم بهذا يمهدون لحصار اخر وشوط اخر وفصل اخر من فصول القتل والتشريد وسفك الدماء والخاسر الاكبر في كل تلك الفصول الدامية هو الشعب العراقي الاعزل ، وازاء كل هذه التجارب التأريخية المريرة فالسؤال البارز هو : هل هذه هي القسمة الابدية للشعب العراقي المغدور؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا