الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التّمادي الأمريكي و الهيبة المصادرة

عماد نوير

2020 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


التّمادي الأمريكي، و الهيبة المصادرة..
—————————————

الموت حالة نؤمن بها نظريًا و نمقتها واقعيا، و للرموز في حياتنا حظوة، فالموت يستأذنهم قبل القدوم إليهم، أو هكذا نتصوّره، كأنه الحدث الأوحد، دون استذكار مئات الأحداث المشابهة له عبر التاريخ، متناسين أن الزمن كفيل بترويضنا و جعلنا نساير كل حدث في أُطر ظروفه الوقتية.
و تبقى الملاحظة الأهمّ، و هي أن موت الشخوص لا يقتل القضايا أبدا، فكم من قائد ماتَ و انتصرت قضيته!

قضيتنا تكمن في حفظ هيبة وطننا، لا تلك النظرية التي تعتمد على فكرة الصراع الغربي الإسلامي، فالإسلام لم يكن تهديدًا في نظر الغرب ما لم يقدّم أدوات هذا الخطر على الأرض، و الغرب ليس غبيا لمعاداة الإسلام لمجرد أنهم على هذا الدين، فهم لاحترام كل الأفكار أقرب من اتّخاذ دين ما عدوا أوحدا لهم.
و عليه ففكرة أنْ الله ينصرنا على أمريكا لأننا مسلمون تبدو فكرة غبية، ارتكزت على ثوابت الجهل و التطبيع عليه منذ مئات السنين، فواقع الحال يُثبت أنَّ من يعمل بمنطق العقل هو من ينتصر، و ليس الذي يتّخذ الشعارات العقائدية و العاطفية سلاحا ينتصر به!
بالعقل وحدهُ تقهر من يبدي لك العداء و يحاول أن يجلب لنفسه الغلبة على حسابك.

حساباتنا في أرض الواقع كانتْ و مازالت موضع سخرية من العقل السوي، فنحن نفتح جبهات لا قدرة لنا على مجابهتها، و لا نعتبر من التواريخ القريبة التي نقلتنا من حال إلى حال.
حساباتنا لا تأخذ بعين الاعتبار آراء الذين يريدون للعراق هامة عالية، بل إن حساباتنا تقودها أهواء الذين يتمسكون بزمام الأمور إلى الأبد، بقيادات و رؤى لا تخدم العراق و لم تصدر من العمق العراقي الأصيل.
تلك مشكلتنا ورثناها لأجيالنا تحت مسميات مذهبية و عقدية، متناسين أن السلام و الوئام يكمن في الاستقلال الحقيقي و التّفاني من أجل العراق كوطن، لا من أجل العراق كمغنم أبدي.
و ها قد وصل بنا الحال أنْ نسمح لأمريكا ببسط هيمنتها التي لا تتوانى عن إهانتنا جهارا، و نتذوق طعم الهزيمة في عقر الدار، و والله ما هُزم قوم في عقر دارهم إلّا ذُلّوا، و ها قد تلقينا الصفعة التي لا قدرة لنا على ردها، و لو صرّحنا بغير ذلك، و لو وعدنا بسحق الاستكبار، فأمريكا ليست كيانا هينا، و لسنا قوة عظمى تخشاها أمريكا.

رحم الله شهداءنا الذين سمحت سياساتنا البائسة أن يكونوا صيدًا سهلًا لقوى الصراع العالمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من