الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سليماني التصعيد الأكبر بين أمريكا وإيران

أحمد الهدهد

2020 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة في العراق، قامت الولايات المتحدة باغتيال قاسم سليماني المسؤول العسكري والاستخباراتي الإيراني. قُتل في غارة جوية بطائرة بدون طيار في مطار بغداد الدولي، إلى جانب العديد من المسؤولين من الميليشيات التي تدعمها إيران وتعمل في العراق. يمثل الهجوم الإجراء الأكثر عدوانية حتى الآن في مواجهة متوترة على نحو متزايد بين الولايات المتحدة وإيران، والتي يعتقد الكثيرون أنها قد تؤدي إلى حرب بين البلدين.
أكد البنتاغون نبأ اغتيال سليماني في وقت متأخر من ليلة الخميس في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الإجراء تم تنفيذه "بتوجيه" الرئيس ترامب، بينما كان يسيء تعريف المنظمة التي قادها سليماني. لم يفصح البنتاغون عن المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى وفاة سليماني ومبررات الإدارة. من الصعب المبالغة في تقدير حجم اغتيال سليماني. قائد قوة القدس الإيرانية، كان المهندس المعماري القديم لعمليات الجيش والاستخبارات في البلاد. على هذا النحو، كان أحد أقوى رجال إيران، وأحد المقربين من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. من المنظور الأمريكي كان سليماني إرهابيًا وقاتلًا وأحد أخطر الرجال في العالم، حيث ساعد الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية وتسبب في مقتل مئات الأمريكيين خلال حرب العراق، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
جاء اغتيال سليماني بعد أيام من اقتحام المتظاهرين المدعومين من إيران للسفارة الأمريكية في بغداد، وهو الهجوم الذي يقول البنتاغون إنه تم تنسيقه بواسطة سليماني، بعد أقل من أسبوع من هجوم صاروخي على قاعدة عراقية تضم القوات الأمريكية، مما أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي. ألقت الولايات المتحدة اللوم بالهجوم على ميليشيا تدعمها إيران، وردت في نهاية الأسبوع بشن غارات جوية على تلك المجموعة.
تمثل الهجمات الأخيرة من كلا الجانبين أحدث تصعيد في سلسلة من الاستفزازات التي نشبت منذ سحب ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته إدارة أوباما والعديد من القوى العالمية الأخرى في عام 2015. اغتيال سليماني يوم الجمعة يمثل أكبر استفزاز أهمية من كلا الجانبين، ويمكن أن تكون نقطة تحول إلى حرب شاملة مع دولة يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة تتمتع بقدرات عسكرية هائلة.
سليماني القائد العسكري الإيراني البارز، الذي يعتبر أحد الشخصيات العامة الأكثر شعبية داخل إيران. إن الاقدام على قتله لن يؤدي الى مجرد تصعيد كبير في اتجاه يضمن الانتقام بل سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة، وسيؤدي الى ان يقوي جناح المتشددين في إيران بشكل كبير. زعم ترامب أنه لا يريد الحرب مع إيران، لكن تصرفاته أثبتت أنه يفعل ذلك بالمقابل تقوم إيران بالاستفزاز تلو الاخر وتنتظر ضبط النفس من المقابل. لن يأمر أي شخص يريد تجنب الحرب مع إيران باغتيال ضابط إيراني رفيع المستوى لكن الى متى الانتظار على قائد ميداني يعمل خارج إيران وينظم المليشيات بالقرب من مواقع تواجد امريكية. الرأي العام الأمريكي متضارب قليلا وهو على ثقة بأن ترامب على استعداد لإغراق الولايات المتحدة في حرب جديدة ستكون كارثية على البلاد، إيران، والمنطقة بأسرها. في ظل تلك الظروف سيتعرض الجنود والدبلوماسيون والمواطنون الأمريكيون في جميع أنحاء المنطقة لخطر أكبر ابتداءاه منذ ليلة التنفيذ عما كانوا عليه قبلا، ويرون ان الرئيس سيكون مسؤول عن ذلك.
يصعب التعبير عن عقلانية التصعيد الأخير والأثر التدميري له. كانت الولايات المتحدة وإيران على وشك الحرب بشكل خطير منذ عدة شهور، لكن إدارة ترامب لم تبذل أي جهد لتخفيف التوترات في مقابل سعي محموم من قبل إيران لإحداث صراع للتخلص من ضغط العقوبات. كل ما يمكن ان يتطلبه الأمر لدفع الحكومتين على حافة الهاوية إلى صراع مفتوح هو هجوم طائش لا يمكن أن يتجاهله الطرف الآخر. الآن شنت الولايات المتحدة مثل هذا الهجوم وتجرأت إيران على الرد. قد لا يأتي الرد على الفور، لكن علينا أن نفترض أنه قادم. قتل سليماني يعني أن الحرس الثوري الإيراني سيفترض أنه مدعو لتصعيد مفتوح على القوات الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة. قاد هوس إيران والولايات المتحدة إلى الصدام الى حرب جديدة لا معنى لها كان يمكن تجنبها بسهولة من كلا الطرفين، وستقف على صقور الطرفين النتائج.
اغتيال القادة العسكريين الأجانب هو استفزاز. الحكومة الأمريكية تثير حربا علنية. إنهم يعتقدون أنها ستكون بمثابة كعكة أخرى، مثل أفغانستان والعراق.
العديد من الناخبين الأمريكيين اعتقدوا أنهم كانوا يصوتون ضد الحرب عندما صوتوا لصالح ترامب ضد هيلاري كلينتون في عام 2016.لقد وعد بإنهاء الحروب وإخراج امريكا من الشرق الأوسط. لكن الان خيبة امل كبيرة اذ يتسألون لماذا سمح للإسرائيليين لقيادته للدخول لصراع آخر لا داعي له، البعض أصبح يريد فقط أن يخرج ترامب وعصابته من المحتالين والوكلاء الأجانب من حكومتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة