الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف المهزوم

عمر سلام
(Omar Sallam)

2020 / 1 / 5
الادب والفن


باختصار ، المثقف المهزوم يعيش في حالة فصام شخصية . فهو مهزوم بالمعنى المعرفي والايديولوجي . وحالة الهزيمة الواقع فيها يجعل الانا الداخلي الرافض للهزيمة ، يتغلب على هزيمته بابداع نصر معنوي يتغلب به على هزيمته الداخلية بتضخيم هذا النصر المعنوي حتى لو اتى هذا النصر عن طريق اعدائه التقليديين الذي نمت ثقافته في عدائه لهم .
فعقدة الهزيمة التاريخية لدى اليهود جعلهم يبدعون فكرة انهم شعب الله المختار .
وعقدة العجز لدى المسلمين جعلهم يفسرون مخطئين بانهم خير امة اخرجت للناس .
و عقدة الهزيمة لدى بعض المثقفين جعلهوم يبدعون مفهوم البطل الوهمي ، لا بل وبدأوا يشتمون الابطال الحقيقيين الذين لهم انجازات مذهلة في لنضال .
وساهم في ابداع بعض المثقفين بتقديس الابطال الوهميين ، وذم الابطال الحقيقيين ، هو حالة التعفن الذي اوصلهم لها اعلام اعداؤهم الحقيقيين ، الذي يدفعون 4 مليارات دولار للاعلام لايجاد حالة تعفن مزمن في فكر بعض المثقفين . فاصبح مصدر معلوماتهم هو الاقنية التي تبث العفن . بعد ان كانت افكارهم مستوحاة مما يقرأون من الكتب التي كانت منارة لعقولهم .
فاصبح المثقف يبحث عن رمز من تنظيم القاعدة او النصرة والذي يمجد السلفية مثل عبد الباسط الساروت . ويذمون مناضلة مثل ليلى خالد التي الى الان اسمها مرعب في الكيان الصهيوني . وهي رمز من رموز التحرر الوطني الفلسطيني .
وهزيمة المثقف والبحث عن بطل وهمي جعلهم يهللون لترامب لانه حقق رغبة دفينة عند هؤلاء المثقفين .
ولم يبقى لهذا المثقف المهزوم الا ان يهلل لنتينياهو والفكر الصهيوني ( وبعضهم قد فعل ) .
فالتهليل لاعداء الانسانية والارهابيين في العالم ومنشئي الارهاب وداعميه اصبح ركيزة اساسية للمثقف المهزوم .
والغريب في ظل انفصام شخصية هذا المثقف هو اجتماع التناقضات بداخله لدرجة المرض .
فتجده يطالب بالحرية ويهلل لاعداء الحرية .
ويطالب بالديمقراطية ويهلل لاعدائها .
ويتغنى بالحب والانسانية ويهلل لاعداء الحب والانسانية .
يطالب بمجتمع مدني ويقف مع السلفيين .
والى الان يرفض هذا المثقف اعلان هزيمته .
ولكنه مهزوم بنظر نفسه ونظر باقي الجماهير الذي يدعي بانه يدافع عنها .
فالجماهير مثخنة بالجراح والالام ولن ياتي مثقف موتور ومهزوم ليحقق لها النصر . فهي قادرة مع الزمن بالتماس طريق الحرية والخلاص وتلفظ هؤلاء المهزومين والموتورين والذين يدعون بانهم يدافعون عن قضاياها . في حين انهم يبحثون فقط عن حل لمشاكلهم المعرفية والايديولوجية الخاصة بهم . وربما يبحثون عن الدواء الخاص بحالتهم دون الرجوع لاطباء اختصاصين في مثل هذه الحالات . فعقدة الانا المفرطة عند المثقف المهزوم تجعله يشعر بانه طبيب نفسه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د


.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية




.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه