الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم الإسلامي ما بعد الخلافة

حاتم بن رجيبة

2020 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يتسم وضع العالم الإسلامي الراهن بالتعقيد الشديد والضبابية.حروب أهلية دامية وصراعات مسلحة أحيانا و باردة أحيانا أخرى بين جبهات متعددة ومتغيرة في كل قطر وشبر وحتى في كل عائلة من العالم الإسلامي.

لكن إن تأملت مليا و،، فركت الرمانة،، كما يقول المثل التونسي لانزاح الضباب وسهلت الرؤية و زال الغموض.

فكما ينقسم تاريخ العالم الغربي أو المسيحي إلى مراحل كبرى وهي في التدرج الزمني: الحقبة الإغريقية اليونانية تليها الحقبة الرومانية الإيطالية ثم عصر الظلام في القرون الوسطى ليتوج بعصر الأنوار والديمقراطية الليبرالية وحقوق الإنسان الكونية وعصر المعرفة والحكمة.

فينقسم العالم الإسلامي إلى مرحلتين: عصر الخلافة الإسلامية : الإمبراطورية الإسلامية ثم عصر ما بعد الخلافة.

عصر الخلافة الإسلامية من عهد النبي محمد إلى آخر خليفة عثماني هو مرادف لحقبة عصر الظلمات وانحطاط القرون الوسطى في العالم الغربي: انفراد شخص بالحكم المطلق وانتشار الفساد والظلم والمحسوبية والخرافة.

بقدوم الإمبريالية الأوروبية انتهى عصر امبراطورية الخلافة وبدأ عصر دويلات متشتتة ترابيا لكن موحدة ثقافيا. ما يوحدها هو الثقافة الإسلامية: أكل ولباس وعادات ومعتقد...هذا العالم يحتد فيه صراع بين ثلاث قوى وأنظمة رئيسية: نظام دكتاتوري فاسد هو امتداد لعصر الخلافة ونظام ديني متطرف وشمولي ومتزمت ونظام غربي حداثي مستنير.

النظام الأول يمكن تسميته نيوخلافي أي خلافي جديد أو امتداد لعصر الخلافة ويشمل جل أنظمة مع بعد الإستعمار: السعودية، دول الخليج، مصر، سوريا والعراق، إيران ماقبل الخميني، تونس، الأردن، تركيا ماقبل اوردوغان، الجزائر المغرب، باكستان، ليبيا معمر القذافي....

النظام الثاني المتزمت الديني يتجسم في إيران الخميني، حماس ، إخوان مصر، إخوان تونس والمغرب والأردن...داعش، القاعدة، جبهة النصرة ، اوردوغان، طالبان...

القوة الثالثة: النخبة المستنيرة المؤمنة بحقوق الإنسان الكونية والديمقراطية الليبرالية والتي تدين للعلم والعقل وتولي وجهها للغرب المزدهر. هي لم تنتصر في أي قطر للأسف.

شهدت هذه الصراعات التكتونية هزتين عنيفتين كللت الهزة الأولى بانتصار الخميني في فارس وصعود طالبان في أفغانستان تلاهما انفجار هائل سنة 2011 كان مركزه تونس سيدي بوزيد ليشمل كل العالم الإسلامي وهانحن في قلب الحدث. يصعد نظام و يزول آخر ليبرز من جديد ثم ينهار. تارة يسيطر الفكر المستنير لتطمسة الرجعية الدينية ثم يرتد النظام القديم وهاكذا دواليك.

الصراع ذو ديناميكية وحركية دائمة وفي جبهات. فمرة يتحد المتزمتون مع النظام القديم ضد المستنيرين ومرة الحداثيون مع النظام القديم ضد القوى الدينية وأخرى تجمع الحداثيين مع المتطرفين ضد النيوخلافيين.ففي تونس مثلا اتحد الإخوان مع الحداثيين إبان الثورة ضد الفاسدين ليتحد المستنيرون مع النظام القديم لإسقاط الإخوان ثم يتحد الملتحون مع النظام القديم ضد الحداثيين.

حاليا انتصر نظام النيوخلافة في جل الأقطار: باكستان، المغرب، دول الخليج، مصر، الجزائر.

انتصرت القوى الدينية المتطرفة في إيران و تركيا وجزء من فلسطين أين تسيطر حماس.

مازال الصراع محتدا في تونس وسوريا وليبيا واليمن.

و لكن كما يقول المثل التونسي،، في الهم عندك ما تختار،،. فأسوء السينياروهات هو العيش تحت وزر الأنظمة الدينية المتزمتة: فهي مرادفة للموت والظلام: نظام طالبان وداعش وحماس و الإخوان. أخف وطأة هو نظام النيوخلافة: رغم الفساد والطغيان فهناك مجال نسبي من الحرية أما أجل الأنظمة فهي الديمقراطية الليبرالية الغربية وهو حلمنا وهدفنا.

فكما شهد الغرب تذبذا كبيرا إبان نهاية عصر الظلمات ليتوج الصراع في حروب عالمية فتاكة ومجازر مروعة فها نحن نسبح في نفس المستنقع وأملنا أن يكون مصيرنا نفس مصير إخواننا في الدول الغربية لينتصر العلم والعقل و تنتصر دولة القانون وحقوق الإنسان الكونية و المبادئ الإنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا