الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدامة الحِراك الثَوري الشبابي

امين يونس

2020 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


المتظاهرين المعتصمين الثُوار العراقيين في ساحات بغداد والمُحافظات ، رفضوا ما تمخضتْ عنهُ جلسة مجلس النواب اليوم ، من توصية للحكومة بوقف طلب المساعدة العسكرية والأمنية من الولايات المتحدة ودول التحالف وغيرها من التوصيات . فهل أن هؤلاء المتظاهرين الثوار السلميين والذين قدموا عشرات آلاف الشهداء والجرحى خلال الأشهُر الثلاثة الماضية ، هُم " غير وطنيين " ؟ هل يُريدون بقاء القوات الأجنبية داخل العراق ؟ الجواب واضِحٌ كالشمس في ظهيرة صَيف : بل هُم وطنيون جداً .. هُم يتمتعون بِوعيٍ عالٍ يفوق وعي النواب الذين صّوتوا على القرار .
العراقيين الذين يريدون حقاً أن تخرج " كُل " القوات الأجنبية من العراق ، الأمريكية والإيرانية والتركية ، هُم المعتصمون في الساحات ومؤيديهم الكُثُر .. هُم العراقيين الوطنيين الداعين إلى إستعادة الوطن والكرامة والإستقلال الناجز .. بعكس الأحزاب الحاكمة منذ 2003 ولحد اليوم ، الأحزاب الفاسدة العميلة وممثليها في مجلس النواب والحكومة .
صُرِفتْ مليارات كثيرة من الدولارات ، على تسليح الجيش والقوى الأمنية وعلى تدريبها ، وكذلك على تشكيلات الحشد الشعبي .. لكن هذه الأموال الضخمة ضاعتْ في دهاليز الفساد العميقة ، وأيضاً وبتحايُلٍ وتواطؤٍ من الأطراف المستفيدةِ كلها ، تمتْ عمليات دمجٍ عشوائية لكثيرٍ من الميليشيات المشبوهةِ ، مع الجيش والشرطة والأمن ، بحيث فقدتْ هذهِ المؤسسات مصداقيتها ومهنيتها المنشودة .
كُل أقسام السلطة في بغداد من : أجهزة أمن وإستخبارات ووزارات ونقابات وإتحادات … إلخ [ أرسلتْ ] مندوبيها المتخفين ، إلى ساحة التحريرفي بغداد والساحات الأخرى في الناصرية والبصرة والنجف وكربلاء وغيرها ، من أجل " شمشمة " الأخبار ومعرفة من أين تُمّوَل الإعتصامات ومَنْ يدعمها ؟! .. لكن خابتْ مساعيهم جميعاً .. لأن التمويل والدعم ذاتي فقط ، من الشعب مباشرةً .
كما قُلنا سابقاً .. فأن العديد من مُؤيدي التيار الصدري ، الفُقراء الكادحين ، إشتركوا منذ البداية في التظاهرات والإعتصامات ، بصورةٍ عفوية " وبدون أي توجيهٍ من الصدر أو غيره " ، وقدموا بعض الشهداء والجرحى . لكن في الأسابيع الأخيرة ، حاول الصدر وتياره ، ليس فقط ركوب الموجة ، بل الإستحواذ على الحِراك الشعبي الجماهيري الشبابي ، بالكامل .. ومن مَظاهِر ذلك ، إستيلائهم على منصة برج الثورة أو جبل الثورة في ساحة التحرير، لفترة ، وإعلانهم بعض الأسماء المُرشحة لمنصب رئيس الوزراء للمرحلة الإنتقالية ، بإعتبارها تُمثل ساحات الإعتصام . لكن الجماهير الشبابية رفضتْ ذلك وأوضحتْ بأن ذلك لا يمثلهم ! .
أن خُطوات الصدر الأخيرة ، بإعادة النشاط إلى جيش المهدي وإنخراطه في التجاذبات الأقليمية ، ووجوده في إيران منذ فترة ، وتخبُط ممثليه في مجلس النواب .. كُل ذلك ، لا يُؤهله أن يكون مُصطفاً إلى جانب تطلعات الشباب المنتفض الثائر .. بل على العكس ، فانهُ يقترب من الجانب الآخَر ، أي رموز السلطة من الفاسدين والعملاء .
قاعدة التيار الصدري ، من الكادحين والفقراء والمستضعفين ، مدعُوة إلى التحرُر من الإستغلال البَشِع الذي يُمارس ضدهم من قِبَل مُدّعي القداسة من المُتاجرين بالدين والمذهَب .. والإلتحاق الحقيقي بساحات الشرف ساحات الإعتصام والتظاهُر والثورة . هذهِ الدعوة مُوّجَهة أيضاً إلى بُسطاء وفُقراء وكادحي اليَد والفِكر ، من قواعد الأحزاب جميعاً : إتركوا الرموز الفاسدة المنافقة التي خدعَتْكُم لسنوات ، وإنضموا إلى أخواتكم وإخوانكم في ساحات التحرير والحبوبي والبصرة وكربلاء … إلخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج