الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقي.. بين الشّح والندى

محمد عبد حسن

2020 / 1 / 6
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


(1)
في ظرف كالذي نعيشه؛ لا يمكنك إبداء رأي دون أنْ يضعك، هذا الفريق أو ذاك، حيث يحبّ؛ فالأجواء محتقنة.. وكلّ يفتح أذنيه وعينيه لصوت واحد فقط.. وصورة واحدة لا يرى سواها.
ولكي لا أحسب على محور أو تكتّل؛ أقول: إنّ الفشل والقصور في الأداء لدى كلّ المتصدين للعملية السياسية في العراق، منذ 2003 وإلى الآن، هو الذي أوصل الأمور إلى ما هي عليه. فلا يُعقل أنّ فترة تتجاوز العقد والنصف من السنوات لم تكن كافية ليرى المواطن العراقي في نهايتها ولو بصيص ضوء في نفقه المظلم الطويل.
(2)
تناقل بعض (الناشطين) مقاطع فيديو من ساحات التظاهرات، وكان الهتاف الأساس فيه: "ذيل.. لوگي.. أنعل أبو إيران.. لابو أمريكا". هذا الهتاف يأتي في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات ترى أنّ رئيس الوزراء الوحيد المقبول من المتظاهرين والذي يمكنه قيادة العراق في المرحلة المقبلة؛ هو الذي تنتجه هذه الساحات وتوافق عليه.
إنّ العراق ليس جزيرة في محيط بعيد.. وحتى لو كان كذلك؛ فلا يمكنه العيش منفردًا. فحدوده مع إيران تتجاوز (1200 كم).. وإيران دولة كبيرة في الإقليم، لها مشروعها ومصالحها. وأمريكا دولة عظمى، لها مواطئ أقدام راسخة في دول المنطقة لرعاية مصالحها ومصالح شركائها.
ترى.. كيف سيقود رئيس الوزراء، الذي يخرج من معطف التظاهرات.. وعليه الالتزام بأجندتها.. كيف سيقود البلد! وإلى أين سينتهي به بغير عصًا سحرية أو مارد يخرج من قمقم صدئ يحمل له البلد ليضعه على قمة جبل ناءٍ؟ أم أنّ البعض يحاول وضع العراقيل أمام أيٍّ كان ليبقى الوضع كما هو عليه متناسيًا، أو جاهلًا، أنّ السياسة هي فن الممكن.. وأن ما تمّ تخريبه بسنوات لا يمكن إصلاحه بطرفة عين؟
وإذا كان هناك مَنْ يصرّ على منطق الاحتكام للكثرة وملئ الساحات والشوارع.. فما نسبة الموجودين في ساحة التظاهرات، مع إدراكي التام للصعوبات التي يواجهون، أمام من خرجوا في تشييع (أبو مهدي المهندس)؟
(3)
وحتى نبقى في منطقتنا التي نعرف؛ أتساءل: ألمْ تستطع إيران، وهي الداعم الرئيس لحزب الله اللبناني.. وللعديد من المنظمات الفلسطينية المقاومة للعدو الصهيوني، ألمْ تستطع إقامة علاقات مع روسيا دون أن تكون علاقة الأخيرة مع (إسرائيل) عائقًا أمام تطور هذه العلاقات وتميّزها لدرجة جعلت من روسيا حليفًا استراتيجيًا لها.. في الوقت الحاضر على الأقل؟
فهل يبقى العراقي عاجزًا عن إحداث التوازن في علاقاته مع محيطه الإقليمي والدولي.. دون أن يكون له مشروعه الخاص، كما هم العرب جميعًا، لأنه وببساطة، كما يقول الجواهري الكبير، "يُسرف في شحّه والندى"؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب