الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أستراتيجية الاستخبارات الامريكية: تقسيم الشيوعيين و المسلمين و الان جاء دور تقسيم الشيعة....

هشام عقراوي

2020 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ليس هناك من شك أن بريطانيا و ارثها السياسي له تأثير بالغ على السياسة الامريكية منذ نشوءها كدولة رأسمالية. فأمريكا تحولت في القرن العشرين الى البديل الرأسمالي لبريطانيا و رائدة الرأسمالية العالمية و هي ىامتداد لرأسمالية بريطانيا التي لم تنتهي بالاشتراكية كما كان متوقعا.
سياسة فرق تسد هي أحدى السياسات البريطانية للاستعمار القديم و التي بواسطتها سيطرت بريطانيا على الكثير من الدول من خلال الاستعمار المباشر و استمرت الدول الرأسمالية عل نفس النهج حتى بعد الوصول الى الاستعمار الحديث و كذبة البروسترويكا الگورباتشوفية و من ثم عالم الاقتصاد الحر الذي هو في الحقيقة عالم السيطرة الحرة لأمريكا على العالم.
وكالة الاستخبارات الامريكية هي التي تدير السياسة الامريكية و تحدد من هو الرئيس الملائم للحقب الزمنية المختلفة. فكل رئيس أمريكي كانت لديه مهمة خاصة حسب متطلبات السياسة العالمية و الوضع العالمي.
مهمة ترامب أقتصادية و عسكرية و لكن بشكل يتناسب مع الاقتصاد العالمي الحالي و الحروب العسكرية الحالية. أقتصاديا أمريكا وصلت الى مرحلة لا تستطيع فيها تسديد تكاليف حروبها و تكاليف قواتها في العالم و قيادتها للعالم و خاصة بعد استعادة روسيا لأقتصادها و دوريا العالمي و كذلك تطور الاقتصاد الصيني التي باتت تنافس أمريكا من دون أن تتدخل عكسريا في شؤون الدول و سياسات الدول.
عسكريا تغيرت الحروب من حروب دول الى حروب ميليشيات و أغتيالات و الارهاب، و هذا أيضا يتطلب رئيس يشبة ترامب في صفاته. رئيس ليست لديه مبادئ و لا يخجل من أي عمل غير أخلاقي يقوم به. صحيح لهكذا سياسة أيضا ثمنها الا أن ألاستخبارات الامريكية تريد حماية الولايات المتحدة الامريكية و ابقائها موحدة.
تجربة الاتحاد السوفيتي القديم هي أمام أمريكا و أمام الاستخبارات الامريكية. فأي أنهيار أقتصادي سينجم عنه تفكيك أمريكا و أنتهائها و سيطرة الصين و روسيا على العالم على الاقل أقتصاديا.
أمريكا في حروبها الباردة مع الاتحاد السوفيتي لجأة الى سياسة تمزيق الشيوعيين و تقسيمهم الى شيوعيين روس و صينيين أو ما يعرف باللينينية و الماوية و تمكنت بهذا من و من خلال الحصار الاقتصادي تفكيك الاتحاد السوفيتي.
أمريكا و بالتعاون مع أسرائيل استغلوا الخلافات الشيعية السنية و عملوا على تعميقها أكثر و تقسيمهم الى سعوديين ( خليجيين) و ايرانيين و خلق نزاع لا ينتهي بين الطرفين و بهذا ضمنوا بيع اسلحتهم و تواجدهم العكسري في الشرق الاوسط منبع النفط العالمي. و الحرب العراقية الايرانية كانت حرب سنية خليجية ضد ايران الشيعية.
و ما أن انتهي النزاع الشيوعي الشيوعي و ضعف النزاع الشيعي السني بعد الاطاحة بصدام حتى لجأة أمريكا و بشكل واضح الى ما يسمى بالربيع العربي و الارهاب العالمي من أجل أستمرار تدخلاتهم في المنطقة و بيع أسلحتهم الى العالم و الوقوف بوجة التقدم الروسي و الصيني في الشرق الاوسط و افريقيا.
الكل يعلم أن الاستخبارات الامريكية هي التي أستقبلت الخميني في مطار طهران بعد الاطاحة بشاه أيران و هذه المعلومة موجودة في مذكرات الشاة الايراني الذي حذر السادات من التعاون مع أمريكا و لكن السادات لم يسمع كلامة فتم قتلة من قبل الاخوان المسلمين المصرية و لكن أمريكا لم تستطيع ضمان تعاون الخميني و اخوان المسلمين معها.
العقيدة الشيعية و العقيدة السنية هما ضد اسرائيل و بالتالي ضد أمريكا التي تحمي أسرائيل، و هذا العداء هو الذي جعل الخميني ينقلب على أمريكا بعد أن وصل الى السلطة، نفس الشئ فعله الزرقاوي و البغدادي. فأمريكا زرعتهم في المنطقة ضد الشيعة و لكن بعد أن قوى ساعدهما أنقلبا هما أيضا على أمريكا لأن الدين الاسلامي يرفض التعاون مع أمريكا و يجبر المسلمين على تحرير القدس و هو كما يسمي أسلاميا فرض عين لكل المسلمين.
ايران و من خلال الثورة الاسلامية أستطاعت ابان عهد أوباما التوسع كثيرا و لم تستطيع داعش و لا السعودية من كبح جماح الحرس الثوري الايراني. محاولات تركيا التحالف مع روسيا أزعجب أمريكا و بثت الرعب فيها. فمن ناحية أيران و بالتالي روسيا تتقدم في اليمن و العراق و سوريا و لديها قاعدة قوية في لبنان و حتى في أفريقيا و أفغانستان و من ناحية أخرى تركيا السنية تشتري السلاح الاستراتيجي من روسيا.
أمريكا لم تستطع التناحر مع تركيا و ثتيها عن توجهاتها بأتجاه روسيا، فوجدت الاستخبارات الامريكية حلها في أضعاف أيران و قد يؤدي هذا الى رجوع تركيا أيضا الى الصف الامريكي، و هنا كانت السياسة المرسومة لترامب من قبل الاستخبارات الامريكية. أدخال السعودية في حرب مع اليمن الحوثي و بيع السلاح قدر الامكان الى السعودية و أبتزاز الاموال من دول الخليج. و ثانيا فسخ الاتفاقية النووية مع أيران و جعلها سببا في التدخل في أيران و تقليل نفوذها في المنطقة.
وصول أيران الى أطراف اسرائيل قرب الجولان أزعج اسرائيل كثيرا و صارت هي الاخرى تطلب من أمريكا الاستعجال في خططتها ضد أيران و خاصة أن ذلك شكل فكي كماشة على أسرائيل شمالا حزب الله اللبناني و شرقا الحرب الثوري الايراني و فيلق القدس، فجاء التحرك الامريكي بضرورة تفكيل الوحدة الشيعية ( فرق تسد البريطانية) و بدأتها السعودية و أمريكا بمظاهرت و أحتجاجات ضد الحكومة الشيعية في العراق سبقتها ضغوط أمريكية على عبدالمهدي بضرورة أنهاء الحشد الشعبي الموالي لأيران و لكن عبدالمهدي لم يفعلها و هنا بدأت الضغوط لدفع عبدالمهدي الى الاستقالة و وضع سياسي معادي لأيران كرئيس للوزراء في العراق و لكن الحشد الشعبي لم يتنازل و أقتربت ايران من السيطرة على الوضع في العراق، و بدلا من أن يتم طرد ايران من العراق تحولت القضية الى طرد أمريكا من العراق.
مقتل قاسم سليماني هي مرحلة من مراحل الاستعدادت الامريكية لخلق دولة معادية لايران في العراق. دولة تعيد التوازن الى المنطقة و تحافظ على أستمرار التوترات. تماما كما القضية الكوردية التي هي نقطة توتر عالمية خلقها الاستعمار الاوربي و مستمرون على هذا النهج و من خلال القضية الكوردية هناك دائما سبب لاوربا و أمريكا و حتى روسيا التدخل في الشرق الاوسط و لهذا السبب فأن أمريكا و أوربا سوف لم و لن يقوموا بحل القضية الكوردية. أسرائيل هي الاخرى نقطة توتر تم زرعها لنفس السبب و ألا فأن الاوربيون أنفسهم هم الذين قتلوا 6 ملايين يهودي و اقاموا الهولوكوست ضدهم.
زرع الارهاب في الشرق الاوسط كان سبيلا لشرعنه أرهاب الدوله في المنطقة. الان بات التدخل في شؤون الدول أمرا طبيعيا، و الان صارت السيطرة على نفط الدول من قبل قوى محتلة أمرا طبيعيا جدا، و هذا كله ضمن السياسة المرسومة لترامب و الان صار تواجد القوات الاجنبية على أراضي دولة اخرى لا تحتاج الى قرارات من الامم المتحدة، الان صار على الدول و حتى المنظمات دفع فاتورة الحرب مباشرة لأمريكا و عليها أيضا شراء الاسلحة بأموالهم و هذا جاء بعد أن قامت أمريكا في عهد بوش و أوباما بأفراغ خزائن دول الخليج من الاموال بحربي الخليج الاولى و الثانية و الثالثة عند أسقاط صدام.
ترامب أنشئ دولة اللاقانون و دولة الاغتيالات العلنية و دولة رعاية الارهاب بأسم معادات الارهاب. أمريكا هي الدولة التي لا تلتزم بأي قانون دولي و حتى قوانين حماية البيئة. ترامب أنشئ دولة الكذب العلني و الاستبزاز المالي العلني و أنشئ عالما خاليا من القيم الاخلاقية. كل هذا و الامريكيون أعلاميا يحاولون القول أن ترامب لا يمثلهم و لكن نفس هذا الشعب هو الذي قام بأنتخابه رئيسا و يرضون به رئيسا.
العراقيون قالوا لعبدالمهدي لا، و الايرانيون قالوا لخامنئ لا السوريون قالوا لبشار لا، و لكن الشعب الامريكي لم يقل لترامب لا و لم تخرج حتى مظاهرة واحدة ضد ترامب و سياساته و هذا يعني أن جميع المؤسسات الامريكية راضية عن ترامب و هو يمثل أمريكا بالافعال التي يقوم بها و التصريحات التي يدلو بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ