الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما ينقلب السحر على الساحر !!

سهام مصطفى

2020 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


العاب بهلوانية يمارسها سياسيو عام 2003 على الساحة العراقية منذ مجيئهم على ظهور الدبابات الامريكية لتغير نظام الحكم في العراق من دكتاتوري الى ديمقراطي فرحين بتلك القوات التي أتت بهم ، واصفين إياها بالقوات الصديقة ، فطبلو وزمرو لها فرحين بتواجدها في ارض العراق التي للاسف استبيحت وصارت حلبة لصراع دولي ما بين ايران وامريكا ، فايران تطالب بخروج القوات الامريكية من العراق وامريكا تطالب ايران بعدم التدخل بالشوؤن العراقية الداخلية ، أما ساسة العراق فموقفهم صامت "يفرون" آذانهم مرة لليمين ومرة لليسار حتى صرنا وسط هرج و مرج لا ندري ما هي نهايته .
رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي اثناء حديثه إلى أعضاء مجلس النواب تطرق أخيرا خلال " فيديو مسرب " الى تداعيات قرار إنهاء الوجود الأجنبي في البلاد وما سيوؤل اليه الوضع بقوله " انه سيؤدي إلى وقف المجتمع الدولي تعاملاته المالية مع العراق" ، مضيفا " قد لا نكون قادرين على الإيفاء بالتزاماتنا المالية أمام مواطنينا في أية لحظة"، موضحا ان الحضور اليوم هو شيعي فقط بحديثه هذا ، راميا اتخاذ القرار على الكتل الشيعية كي يبعد الكتل السنية والكرد وبقية الاقليات عنه ، وفق تعبيره متناسيا ان هناك اتفاقية شاملة وليست امنية وتعاونا لا مناص منه والخلاص منه الا بثمن يصعب دفعه من قبل العراق ، لاسيما وانه يمر بظروف عصيبة وحرجة ، فيما يأخذنا هذا الكلام الى التساؤل " هل قصد الحلبوسي في حديثه ان القرار لاخراج القوات الاجنبية من العراق هو ليس قرارا عراقيا بحتا ؟، بل هو قرار اجندات خارجية تفرضه على الحكومة العراقية لتنفيذه ؟ وهل انه تنصل من المسوؤلية التي يجب ان ينهض بها قادة البلاد لوقف انحداره نحو الهاوية في اتون حرب لا ناقة للعراقيين فيها ولا جمل سوى ان هناك من ينتمي "ذيلا مطيعا " ملبيا لكل ما يراد ويطلب منه للتنفيذ؟.
ان ماجرى امس من ضربة ايرانية صاروخية لقواعد أمريكية في الانبار واربيل في منطقة " حرير " في الاراضي العراقية تتواجد فيها قوات امريكية إعتبرت بمثابة مسرحية مكشوفة من اخراج إيراني امريكي لا سيما ان الطرفين قد تحدثا انهما لايريدان الحرب ، في الاثناء جرى على لسان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف القول " ان هذه الضربات جاءت ردا على مقتل قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني بضربة في محيط السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد وتكتفي ايران بها لانها لا تريد الحرب ، في مقابل تغريدة لترمب أكد فيها عقب الضربة الإيرانية ان امريكا لا تريد الحرب مع ايران ، فكيف نفسر ذلك ؟
بعد مقتل الجنرال سليماني بيوم ارسلت امريكا رسالة الى ايران عن طريق السفير السويسري في طهران مفادها " اننا نعلم انكم ستردون لكن ينبغي ان يكون الرد موازيا ومكافأً لمقتل سليماني .
ايران تعلم ان الحرب مدمره لها لاسيما مع اقتصاد منهار بسبب الحصار لكنها في الوقت ذاته محرجة امام شعبها الغاضب والمطالب بالرد فتصرفت بحكمة ومسكت العصا من الوسط ، موعزة لاذرعها في المنطقة بعدم التدخل واستجابت للرسالة " وفق معطيات الضربة " التي لم تخدش وفق التقارير الامريكية " ذبابة " والطلب الامريكي من جهة وارضت شعبها وحافظت على سمعتها فاطلقت الصواريخ على قاعدة "عين الاسد" الجوية غربي الانبار .
وزير الخارجية الايراني أكد أن بلاده إستكملت ما وصفه " بالرد الموازي" ولا تريد التصعيد ، مشيرا في تغريدة له على "تويتر " الى ان بلاده إتخذت الإجراءات المتكافأة في إطار الدفاع عن النفس بموجب المادة 51". فيما فض ترامب اجتماعه مع فريقه الامني بعد ان تأكد ان الصواريخ الايرانية لم تصب اهدافها ولا توجد خسائروهنا نتساءل " هل ستنتهي الامور عند هذا الحد ويتفهم العراقيون سواء في مجلس النواب او على مستوى الشارع الوطني ما معنى السياسة ويتركوا الهتافات "بكلا كلا ونعم نعم" ويلتفتوا لمصالح البلد مثل الاخرين في خضم الحرب والصراع ، فكفى قتلا بالعراقين وتدميرهم ففي النهاية سيتخلى عنكم الجميع لان مصالح البلدان اهم منكم ومن تبعيتكم ، فكل يبكي على ليلاه تاركين لكم الخيبة والخذلان وسط الهرج والمرج الذي خلقتموه لانفسكم وضعتم وسطه ، فهل إنقلب السحر على الساحر, بلحاظ اننا لسنا في زمن فرعون او موسى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد