الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة أكتوبر تذكرة دخول الحداثة الى المسرح العراقي

حسين هاشم

2020 / 1 / 8
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


لطالما كان المسرح من اكثر الفنون التي تسمح بالاجابة عن الاسئلة المطروحة دينية كانت او سياسية او فنية لأتساع ابعاده ووضوح كيفية الطرح فيه ، ففي مرحلة ماقبل الحداثة كان المسرح نمطيا والمسرحيات الكلاسيكية دخلت مرحلة الاستهلاك لأن القوالب القديمة المعتمدة غير قادرة على استيعاب التجديدات الاجتماعية والنفسية والفكرية فكان المسرح شبه خال من الطرح الواعي لكن ما ان بدأ عصر الحداثة حتى اخذ المسرح بالاتساع بأبعاده وافكاره وتخلص من النمطية وبدأ بطرح قضايا فكرية واعية مهمة منها ان الانسان وحياته ومصيره اصبح من اهم القضايا التي تشغل الكتاب المسرحيين
فمنذ عصر التحديث والتجديد لم يعد المسرح مجرد نص ومجموعة ممثلين وخشبة وانما اصبح حلقة صراع فكري وعصف ذهني ويعمل لأيجاد رؤية حضارية لما في المجتمع والفكر والفن وذهب لطرح عقلاني وفكري جديد فبدأت المسرحيات بالتطور وطرح الكتاب مسرحيات تبحث في الاسئلة الوجودية تارة والسياسية والمجتعمية تارة اخرى
كل هذا حدث في اوربا منذ القرن التاسع عشر فأين المسرح العربي من الحداثة فنحن اليوم في القرن الواحد والعشرين ولازال المسرح العربي تائهاً في دوامة صنعها الدخلاء له يعاني من الاسهاب من كثرة اعادة المواضيع شكلاً ومضموناً والمسرح العراقي نموذج على ذلك الى ان اتى يوم الخامس والعشرين من شهر اكتوبر اليوم الذي قال فيه الشباب العراقي الواعي ان ثورتهم ليست على نظام سياسي فاشل فحسب لكنها ثورة على كل الاصعدة ثقافياً وسياسياً وفنياً ومجتمعياً وبما ان المسرح العراقي من اكثر الجوانب البائسة قبل الثورة ويعاني تيهاً وتخبطاً كبيراً فقد كانت احدى مهام الشباب الواعي الذين اجتمعوا من كل محافظات العراق جمعهم حبهم للعراق وحبهم للفنون المسرحية وحزنهم على الواقع السيء الذين كان يعيشه المسرح قبل الثورة فوعدوا ان يغيروا من واقعه وجره من أيدي الدخلاء والمخربين الذين عاثوا فيه فساداً فكان شعار شباب الثورة هو مقولة شكسبير التي يقول فيها ( اعطني خبزا ومسرحاً اعطيك شعباً مثقفا ) فرأو ان المسرح من اهم جوانب توعية المجتمع وطرح الاطروحات الفكرية الناضجة فيه وجره من مستنقع الاسهاب الذي اسقطه الدخلاء عليه فيه ، فبدأ هولاء الشباب ومنذ بداية الثورة بتقديم مسرحيات جميلة واعية بأفكار عصرية حضارية وتعالج مشاكل الواقع العراقي وتطرح الاسئلة السياسية وتجيب عنها وتعد هذه خطوة جريئة للفن العربي وخطوة كبيرة نحو عصر صورة المسرحية المتطورة فاليوم مسرح الثورة في العراق بدأ يبشر بنهضة فكرية وعصر تجديد عظيم له








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين


.. بوتين: كيف ستكون ولايته الخامسة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد -بتعميق- الهجوم على رفح


.. أمال الفلسطينيين بوقف إطلاق النار تبخرت بأقل من ساعة.. فما ه




.. بوتين يوجه باستخدام النووي قرب أوكرانيا .. والكرملين يوضح ال