الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علمني صديقي ، أقصد رفيقي ، قيمة الموهبة التي أملكها .

حمزة الذهبي
كاتب وباحث

(Hamza Dahbi)

2020 / 1 / 9
الادب والفن


لا أحب المعجون، أقصد لا أحب أصدقائي عندما يكونون تحت تأثيره ، أقصد لا أحب رفقاء الطريق – فلا وجود لشيء اسمه أصدقاء – عندما يكونون تحت سطوة هذا المخدر الذي يبتلعونه كلما اقترب غروب الشمس على مدينة القراصنة سلا التي أضحت ذائعة الصيت بخراب أبنائها . إذ أنه يجعلهم مثل البلهاء، مجموعة من الحمقى لا أكثر ، يبدو عليهم التعب والإرهاق ، بعيون محمرة وشبه نائمة ولسان ثقيل وذهن شارد ، هنا وليس هنا .
هذا المساء الذي خلت سماءه من النجوم ، أُفضي لصديقي،أقصد رفيقي ، بما يعتمل في داخلي ، بالقول :
- " أعذرني ولكنك عندما تتناول المعجون تبدو مثل الأبله ."
يقول لي :
- " أعرف "
ثم يضيف :
- " لكن لو لم يكن المعجون لعقدت حبلا حول رقبتي منذ زمن . "
لا أقول شيئا ، أكتفي بالصمت .
هذا ما يبدو ، لكني أتحدث في داخلي ، أقصد أني أفكر ، لكن ليس في المعجون ، أقصد ليس في وضع صديقي الواقع تحت تأثيره ، أقصد ليس في جل من ألتقي بهم في حي واد الذهب الخاضعين لسطوة هذا المخدر ، العالم مكان سيء ومهمتي ليست تغييره ولا فهم لماذا هو سيء . أقصد أني عاجز على ملئ جيوب سروالي الفارغ فراغ العالم من المعنى فما بالك بتغيير العالم أو فهمه .
بل أفكر في أني وجدت شخصية تصلح لأن تكون في عمل روائي .
أقول له :
" هل تسمح بأن تكون شخصية روائية "
يقول لي :
" نعم ، لكن بشرط "
أقول له :
"ما هو"
يقول لي :
" أن تجعلني ألعب دورا أخر غير هذا الدور الذي العبه الآن "
لا أقول شيئا ، أكتفي بالصمت .
هذا ما يبدو، لكني أتحدث في داخلي، أقصد أني أفكر في أني كنت أحمقا . لماذا ؟ لسبب بسيط وهو أني عندي الإمكانية أن أنتصر لهؤلاء البؤساء ، أن أجعل منهم شيئا آخر غير ما هم عليه وأنا الأبله أريد تكرارهم على الورق . على الأقل لأجعل منهم شيئا آخر ، لأجعل منهم هم الضحايا في الواقع ، أبطالا على الورق . وهكذا علمني صديقي ، أقصد رفيقي ، قيمة الموهبة التي أملكها . أقصد الموهبة التي أعتقد أني أملكها ، أقصد أن هناك فرق بين أن تملك شيئا وأن تعتقد أنك تملكه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزيرة التنمية المحلية ووزير الثقافة ومحافظ القاهرة يزورون مو


.. الفنانة الدنماركية ليزا تقبل اعتذار مها الصغير وتكشف كيف وصل




.. وليد شميط، قلب ينبض في ذاكرة بيروت السينمائية ويثير حنين عصر


.. في حال انشغل في عمله بالشأن العام... هل يعتزل طوني عيسى التم




.. مها الصغير: أنا غلطت فى حق الفنانة ليزا.. أنا أسفة وزعلانة م