الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة نظام الملالي وهلاك سليماني

فلاح هادي الجنابي

2020 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


مع إن صدمة مقتل قاسم سليماني وتأثيرها على نظام الملالي کانت کبيرة وقاسية وجعلته في حالة من الذهول والانفعال والتخبط، لکن ذلك لم يمنعه من أن يسعى وهو في هکذا حالة لکي يستغل هذه الصدمة ويستفاد منها في مواجهة ومعالجة الازمة الخانقة التي يواجهها في هذه المرحلة العصيبة والتي يمکن إعتبارها مصيرية، ولذلك فإن الذي يظهر إن النظام سيسعى لجعلها قضية يبرر بها أخطائه ويغطي عليها أو يتجاهلها بنوع وشکل آخر من الهروب للأمام.
نظام الملالي وبعد إنتفاضة 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، التي أصيب برعب غير مسبوق من جرائه بحيث أجبرت الملا خامنئي على أن ينبري منذ بداية الانتفاضة لمهاجتمها وإصدار أوامره بقمعها خصوصا وإن إنتفاضة الشعبين العراقي واللبناني قد سبقتاه مما ضاعفت من خطورتها وتأثيرها على النظام، ولذلك فإن النظام يعيش حالة من الرعب لکونه يعلم بأن کل أسباب إندلاع الانتفاضة قائمة وإنها کالنار التي تحت الرماد، ومن هان فإن النظام صار يحذر کثيرا في تصرفاته ولايتهور فيها کما فعل في قرار زيادة أسعار البنزين، غير إن مقتل الجزار سليماني والذي جاء على حين غرة أثر على المشهد الايراني، ولذلك حاول النظام توظيفها من أجل إمتصاص زخم وقوة تأثير الازمة الخانقة عليها وکذلك الآثار والتداعيات المختلفة للإنتفاضة الاخيرة وذلك بالسعي لإظهار الجزار الارهابي قاسم سليماني کبطل وطني وقومي من أجل إشغال وإلهاء الشعب الايراني به وجعله ينسى همومه ومعاناته ومشاکله وکرهه ورفضه للنظام، وإن محاولة تهويل أمر الجزار سليماني والمبالغة والتمادي في مراسم العزاء والتأبين هو من أجل ذلك.
النظام الذي ينفخ في بوق الانتقام والثأر للإرهابي سليماني، فإنه وعندما يعلن علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى لنظام الملالي من أنه سيتم دفع مبلغ 200 مليون يورو من «صندوق التنمية الوطنية» ليضاف إلى تخصيصات قوة القدس الإرهابية للشهرين المتبقين من العام الإيراني الجاري وذلك بموافقة خامنئي. فإنه يريد التغطية على هذه الخطوة التي هي موجهة أصلا من أجل توسيع الأعمال الإرهابية ونشر الحروب في المنطقة وخاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وجعلها تبدو في إطار الثأر للجزار وذلك کجهد وطني وشعبي، لکن الحقيقة غير ذلك تماما، إذ هناك أهداف ومرام أخرى مغرضة ومشبوهة حيث إن النظام يريد بصورة أو أخرى التقريب بين النظام والشعب بأي طريقة کانت بعد أن خلقت فجوة کبيرة بينهما لايمکن ردمها وفي نفس الوقت فقد صار هناك تطابق وليس تقارب بين مجاهدي خلق والشعب الايراني وقد کانت الانتفاضتان الاخيرتان أکبر دليلان على ذلك ويبدو إن النظام يريد أيضا من خلال ذلك التقليل وحتى إنهاء حالة التطابق بين الشعب ومجاهدي خلق، ولکن وعندما ندقق في الواقع الايراني وفي أزمة النظام والاوضاع المختلفة المرتبطة به، فإننا نجد إن مايسعى إليه النظام هو المستحيل بعينه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع حالة التأهب في إسرائيل ومنع التجمعات في الشمال


.. ما حدث في الضاحية يهدف لتحييد حزب الله والمقاومة عما يجري ف




.. أهم المحطات في مسيرة حزب الله اللبناني • فرانس 24 / FRANCE 2


.. حالة من الذهول والصدمة في بيروت • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بين نعيم قاسم وهاشم صفي الدين.. إليكم من قد يخلف حسن نصرالله