الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا إصلاح في ظل الفساد

الحسين افقير
كاتب مغربي .

(Houcine Oufkir)

2020 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


باديء ذي بدء، أود أن أقول حقيقة أن خطر المغرب هو عدم الجدية كما جاء في خطاب المرحوم له الحسن الثاني، لو توفرت لديه هذه المزية أي مزية الجدية فمليون في مائة سيبقى في مأمن من الكوارث، وكل ما قاله الحسن الثاني حكيم العرب، لأن كانت له نظرة ثاقبة الى المستقبل، ويعلم خبايا ويعرف ما يخبئه الغد، فخطاب لما له من أبعاد ودلالات لا يفهمها إلا محنكون سياسيون، فهو خطاب يتحدث عن الجدية ،فالجدية لا تتوفر في أي بلد إلا إذا كانوا مسؤوليه جديون، ولديهم روح وطنية غيورة على بلدهم، فما بالك ببلد بعض مسؤولييه يضعون العصا في عجلة التنمية، غير أبهين إلى التحول الديمقراطي إيجابي الذي يسير فيه المغرب، ولم تبالي إلى خطاب الملك محمد السادس الذي نادى من خلاله إلى ضرورة ربط المسؤولية بمحاسبة، ومبدا تكافؤ الفرص، من خلال أحقية للكفاة للشغل المناصب على حساب زبونية ومحسوبية التي مازالت جذورها تتفرع في جيمع الإدارات فلماذا تبنى المغرب الإصلاحات الدستورية؟ فهو لم يتبنها عن فراغ، وإنما من خلال مطالب شعبية التي خرجت تطالب بإصلاحات دستورية، تربط المسؤولية بالمحاسبة ،وتكفل حرية التعبير، وإبداع ،والحق في المعلومة، كل هذه المطالب التي هتفت بها الجماهير تفاعل معها الملك محمد السادس وذلك من خلال خطابه التاريخي، والذي مازال سيذكُره به التاريخ، فهذا خطاب جاء تجسيدا لروح التكامل بين الملك والشعب، وتمسك الشعب بالملك، بيد ان هناك اعداء للتغيير، والذين يعملون لحسابهم الشخصي، ولا يهمهم مطالب الفئة مطالبة بغد افضل، ولا تحركهم حتى المشاعر الوطنية في المؤتمرات والمحافل الدولية للرد على الأعداء المتربصين بالوطن، وكل همهم هو نهب الثروات، وخيرات هذا الوطن. يجب أن نكون حريصين اشد الحرص، وأن نحافظ على مكتسبات هذا الوطن، وأن نتصدى لكل مفسد، وأن نقوم بفضحه ومتابعته ومحاسبته حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه إستخفاف بمصالح الوطن والشعب، فليكن إبن من يكون، والطريق إلى الديمقراطية طريق طويل وصعب ويتطلب الكثير من العمل والجهد، وكيف لها أن توجد من خلال وجود أعدائها، فهي لا تنشأ بقرار من حاكم او مجلس بل بتضافر الجهود وهذا ما ينبغي في بلدنا لا غير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال الرئيس الفرنسي ماكرون عن اعتراف بلاده بالدولة الفلس


.. الجزائر ستقدم مشروع قرار صارم لوقف -القتل في رفح-




.. مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب رفع العلم الفلسطيني خلال


.. واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في سياستنا ودعمنا العسكري لإسرائيل




.. ذا غارديان.. رئيس الموساد السابق هدد المدعية العامة السابقة