الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شغب في الملاعب العراقية

طارق الحارس

2006 / 5 / 30
حقوق الانسان


بينما طبول حرب الارهاب قد بدأت تدق على أبواب الرياضة العراقية ، إذ سقط اللاعب الشاب منار مظفر شهيدا في ملعب الزوراء أثناء التدريب بعد أن اخترقت جسده الطاهر رصاصات غدر الارهابيين ، وبعد أن سقط اللاعب الدولي السابق نزار عبد الزهرة شهيدا أمام داره في البصرة اثر تعرضه للرصاصات نفسها ، وبعد أن اغتالت يد الارهاب في منطقة السيدية ببغداد مدرب المنتخب الوطني بالتنس الشهيد حسين أحمد رشيد وبطل العراق بالتنس الشهيد نصيرعلي حاتم وبطل الشباب بالتنس الشهيد وسام عادل ، أما أصداء الحزن جراء اختطاف مجموعة من لاعبي المنتخب العراقي للتايكوندو للناشئين في محافظة الأنبار فلا زالت تعم أرجاء الوسط الرياضي كله ، بينما هذه الطبول تدق يتصرف جمهورنا الرياضي تصرفات بعيدة عن الروح الرياضية التي تعودنا على مشاهدتها في ملاعبنا الرياضية .
أحداث مؤسفة ومحزنة رافقت مباراة الزوراء والقوة الجوية التي جرت على ملعب الشعب الدولي ضمن المربع الذهبي للدوري العراقي وهي مباراة الاياب ، الحاسمة بين الفريقين ، والمؤهلة الى المباراة النهائية لتحديد بطل الدوري العراقي لهذا الموسم . الأحداث نفسها رافقت المباراة الأخرى ، الحاسمة أيضا التي جرت في أربيل ضمن الدور نفسه والتي جمعت فريق أربيل وفريق النجف ، لكنها كانت أقل ضررا من المباراة التي جرت في بغداد ، إذ أن مباراة بغداد قد حصل فيها ما لم يكن متوقعا من جمهورنا الرياضي الذي عودنا على التشجيع بطريقة رياضية وحضارية ، فضلا عن التصرف غير المسؤول الذي بدر من قوات أمن حماية الملعب ، لاسيما بعد أن أطلقت نيرانها لتقتل مشجعا وتصيب آخرين وكأنها في ساحة حرب وليس في ملعب رياضي . لقد كان الأجدر بهذه القوات أن تستخدم وسائل أخرى لتفريق الجمهور والسيطرة على الموقف مثل استخدام الهراوات أو الغاز المسيل للدموع وهي المعالجة التي تستخدمها العديد من قوات حماية الملاعب في العالم في حالة حدوث حالات شغب من الجمهور .
ان ما اثار استغرابنا هو أن جمهورنا الرياضي قد عودنا على تشجعيه بروح رياضية عالية وان خرج منه بعض التصرفات فانها عادة ما لا تتعدى اطلاقه بعض الشتائم لحكام المباريات أو للفريق الخصم .
لقد خرج جمهورنا الكروي في مباراة الزوراء والقوة الجوية عن القيم والمبادىء التي عرف بها ، إذ أنه قام بتحطيم مقاعد الملعب ورمى بها الى وسط الملعب وكذلك قذف القناني الزجاجية على اللاعبين والاداريين وحاول العديد منه النزول الى أرض الملعب .
تأتي هذه التصرفات المؤسفة في الوقت الذي تعالت الصيحات لعودة المباريات الدولية الى ملاعبنا وبالتحديد على ملعب أربيل الذي تنعم مدينته بحالة أمنية جيدة قياسا بمدن العراق الآخرى ، لكن يبدو أن الأحداث المؤسفة التي بدرت من جمهور أربيل ستجعل الاتحاد الدولي لكرة القدم والأندية والمنتخبات العربية واالأجنبية تفكر ألف مرة قبل الموافقة على اللعب في ملاعبنا .
لقد كانت فرحتنا كبيرة بعودة الروح الى ملاعبنا بحضور جمهور كبير بعد غيابها بسبب الظروف الأمنية ، لكن الفرحة لم تكتمل بسبب التصرفات غير المسؤولة التي بدرت منه . المسؤولية لا تقع على الجمهور فقط ، إذ أن الاتحاد العراقي لكرة القدم يتحملها أيضا لأنه لم يتخذ الاجراءات المناسبة لمنع حدوث مثل هذه التصرفات ، لاسيما بعد الأحداث المؤسفة التي رافقت مباراة الشرطة والنجف قبل اسبوعين من مباراة الزوراء والجوية وأيضا يتحمل هذه المسؤولية قوات حماية الملاعب التي يجب أن يدخل أفرادها دورات تدريبية خاصة ليتعملوا كيفية معالجة أحداث الشغب في الملاعب التي لاتشبه مطلقا أحداث الشغب في المدن والشوارع حتى لايقعوا مرة أخرى بالخطأ الجسيم الذي وقعوا فيه في مباراة الزوراء والجوية والذي أدى الى مقتل مشجع في مقتبل العمر .













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة ترصد أوضاع النازحين شمالي قطاع غزة بعد أن تقطعت بهم


.. بريطانيا تنشئ وحدة جديدة لأمن الحدود وتنهي -خطة رواندا- لترح




.. سكان برشلونة يتظاهرون ضد تدفق السياح


.. الحرب في السودان: ما أهمية ولاية سنار و ما أوضاع النازحين إل




.. حكم نهائي بإعدام القاضي المصري قاتل زوجته المذيعة شيماء جمال