الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا الذي قتلَ الشَّيطان ..

عاطف الدرابسة

2020 / 1 / 10
الادب والفن


قلتُ لها :

لن أنفخَ في الأقمارِ التي تعاني من الخسوفِ ، ولن أنفخَ في العقولِ التي تعاني من السُّكونِ ، لن أبعثَ الحياةَ في الأجسادِ الميِّتةِ ، لن أضخَّ الدَّمَ إلى الأطرافِ المتجمِّدةِ .

أرجوكِ ، لا تنظري إلى قدميَّ ، منذ أوَّلِ حرفٍ مُزيَّفٍ في تاريخِنا ، أضربت قدمايَ عن المسيرِ .

أُولئكَ الذين كانوا يقتاتونَ من لحومِنا ، ويتدفؤونَ في غضبِ الشِّتاءِ على عظامِنا ، هاهم يُطلِقونَ على أحلامِنا الرَّصاصَ ، بعقلٍ باردٍ ، وأيادٍ لا تعرفُ أن ترتجفَ في الصَّقيعِ .

أعرفُ يا حبيبةُ كلَّ أنواعِ الطُّغيانِ ، وأعرفُ كلَّ الوجوهِ التي تحتجبُ وراءَ الفضيلةِ ، خجلاً من الإثمِ ، وأعرفُ كلَّ العواطفِ العاطلةِ عن الحُبِّ ، وأعرفُ كلَّ أشكالِ البكاءِ المُنافقِ ، وأعلمُ أسرارَ اللُّعبةِ : كيف تبدأُ ، وكيف تنتهي ، وأعرفُ حقيقةَ أنفسِنا ، حين نبدو على الأرضِ ، كأنَّنا بشرٌ .

أنا يا حبيبةُ داخلَ الصُّورةِ ، وداخلَ المشهدِ وأنا في أولِّ الرِّواية ، وفي آخر الرِّوايةِ ، هناك على خشبةِ المسرحِ ، يجلسُ الزَّمانُ ، مرَّةً يرتدي وجهَ الثَّعلبِ ، ومرَّةً يرتدي وجهَ الغزالِ ، ومرَّةً يحملُ وردةً حمراءَ ، ومرَّةً يحملُ خنجراً مسموماً .

هناك على خشبةِ المسرحِ أمامَ الجمهورِ ، يظهرُ الزَّمانُ ، بهيئةِ إنسانٍ ، ينصبُ في الظَّلامِ فخَّاً لسنابلِ القمحِ ، وللأزهارِ ، وفي وضحِ النَّهارِ ، أراهُ يُعانِقُ صبيَّةً بعمرِ الهلالِ ، وفي آخرِ المسرحيَّةِ ، يصرخُ : أنا الذي قتلَ الشَّيطانَ .

د.عاطف الدرابسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب