الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتطفات

علي دريوسي

2020 / 1 / 10
الادب والفن


علاقته بصديقته تانيا لم تكن متماسكة ولا مستقرة، كما يتخيّل الإنسان أن تكون عليه العلاقة العاطفية بين شخصين، بل كانت مضطربة وقلقة، تشوبها المشاكل ويطغى عليها سوء الفهم من الطرفين بحكم اختلاف المنبت والدين واللغة الأم، وبهذا لم يشتهِ أن تحبل له بطفل.
تعرَّف إلى تانيا في الجامعة، كانت قد عُيّنت حديثاً في قسم شؤون الموظفين، يومها احتاج لتقديم بعض الاستمارات المتعلّقة بشخص يعمل تحت إشرافه. فيما بعد اِلتقيا في كافيتيريا الجامعة مصادفة، تطوَّر حديثهما بعيداً عن العمل، تبادلا رقم الهاتف وعنوان البريد الإلكتروني، كتب لها لاحقاً يدعوها لتناول مشروب بارد أو ساخن في أحد مقاهي المدينة، تلك الدعوة التي قبلتها تانيا بكل سرور.
بعد أول لقاء معها خارج جوّ العمل اكتشف بأنها ليست المرأة التي يبحث عنها، أزعجته سطحيتها وتكتمها وأنوثتها المصطنعة وسلوكها غير الناضج وملابسها اليومية الأنيقة غالية الثمن والتي لا ترتديها المرأة الألمانية عادةً في أماكن العمل لا سيما في جامعة علمية تقنية، ومع هذا وذاك صارا أكثر قرباً والتصاقاً بعد أن عقدا اتفاقاً مكتوباً ومُوقَّعاً من قبلهما ينص على احترام الخصوصية وعدم إفشاء أو فضح الأسرار الشخصية في حال انفصالهما.
أخرج موبايله وانشغل بتصفّح بعض رسائل الواتسآب والإيميلات التي كانا يتبادلانها وذلك بعد أن أرشفها ووثَّقها بطريقة خاصة تسّهل له الإطلاع عليها وفقاً لتطوّر علاقتهما.
***

مع اقتراب موسم قطاف الزيتون خلال أيام حرب تشرين لعام 1973 غادر أبو جازي منزله في الصباح الباكر برفقة زوجته للعمل في جني الزيتون، بعد أن طلب من اِبنته الشابة أنصاف، طيبة القلب كأمها، أن تهتم بتنظيف المنزل وتحضير وجبة الغداء وحملها إلى الحقل، ولم ينسَ أن يوصيها بالاستماع إلى نشرة الأخبار لإبلاغه بآخر التطورات العسكرية على الجبهة.
في الظهيرة وصلت أنصاف إلى حقل الزيتون تحمل على رأسها طنجرة المجدّرة وفي يدها كيساً فيه بصل يابس وبعض الخبز وحبّات العنب.
سألها أبو جازي على الفور: ماذا أذاعوا في نشرة الأخبار؟
ردّت أنصاف بحماس وهلع: والله سمعتهم يا أبي يقولون بأن إسرائيل ستضرب (ستقصف) اليوم تنكات الزريعة (أصص الزهر) الموضوعة على عتبة باب الدار وفي الجنينة!!
نظر أبو جازي إليها غاضباً وقال: والله وبالله ليس هناك من هو أغبى منك إلا أمك، روحي انقلعي من وجهي، يلعن أبوك.
***

الأم: دعونا من هذه الترهات، وقولوا لي ما الذي ترغبونه لطعام الغداء، برغل مع حمص أم مع عدس؟
سناء: يلعن أبو البرغل، قولي مجدرة!
الأم: المعدة التي لا تقبل البرغل لا بارك الله بها!
إبراهيم: اِسمعوا هذه النكتة.
الأم: تفضل، قل ما تشاء، اليوم عيد ميلادك.
شرع إبراهيم بإسماعهم نكتته:
سأل زوج زوجته: ماذا ستطبخين لنا اليوم؟
نظرت الزوجة إلى زاوية المطبخ وأجابت: سأطبخ لكم اليوم هذه الدجاجة المتبقية، كيف ترغبها يا زوجي العزيز؟
أجابها: اطبخيها بالفرن يا روحي!
الزوجة: لا يوجد كهرباء يا عمري!
الابن: اعمليها على الغاز يا أمي!
الأم: يا حبيبي لا يوجد غاز لدينا.
الابنة: شوي على الحطب ماما!
الأم: يا قلبي لم يتبق حطب في البيت.
حينئذٍ رفعت الدجاجة رأسها عالياً وصاحت: الله، سوريا، دكتورنا وبس!
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية


.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف




.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف