الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب الخجولة، الصداقة الخجولة

كارزان عبدالرحمن بوي

2020 / 1 / 10
السياسة والعلاقات الدولية


الحرب الخجولة
الصداقة الخجولة

ليس بمقتل قاسم سليماني يستطيع المتابع النظر الى السياسة الدولية وخاصة بين القطبين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على أنها صداقة من النوع الخجول فقط وانما التضارب المفضوح للتصريحات من باب حرية الرأي وديمقراطية الدولتين في تقبل آراء المحللين السياسيين من الطرفين.
أن ميزة التحليلات السياسية الغير مراوغة تقتضي حتما كشف مدلولات الواقع السياسي بشكل يضع سمعة الدولتين في مستوى بحيث تكونان قياسيا ومتوازيا باعتبارهما الدولتين القطبين، لكن ان تكون السرية تلك والتوازن ذلك مفضوحين فهذا يعني ان العالم نحو دمار شامل يسيطر على مقدراته سياستين في الظاهر أعداء في الباطن إخوة يتقاسمون كل شيء ويستحوذون على خيرات الأرض لخلق فوضى قد تبيد البشرية كلها ان لم تخرج للعلن قوة تساهم في إيقاف أو في الأقل التخفيف من الكوارث التي ستحدث في المستقبل القريب.
الولايات المتحدة وروسيا شريكان في كل شيء إلا في السلام، فمن يريد السلام لا يعطي الحق للمجرمين في قتل الإنسان علانية وهم يتفرجون على مأساة هذا الإنسان بكل تفاصيله، ثم وبجرة قلم ينتهي كل شيء وتجلس الدولتان على مائدة المفاوضات ليخططوا لبرنامج آخر في بقعة أخرى من الأرض.
لا أحد يستطيع التكهن بأن القوتين العظميتين قد قسما نصفي الكرة الأرضية بينهما، ومن يحاول الخروج عن طاعتهما سيكون الرد عليه قويا باشتراك الطرفين.
أما من الجانب الآخر، فظاهرا هم في حرب برادة كما كانوا سابقا، ومن يتصور ان الولايات المتحدة الأمريكية قد حققت إنجازا كبيرا لوحدها في انهيار الاتحاد السوفيتي، فهو لم يدقق في تفاصيل الاتفاقات الموقعة والشفهية بين الطرفين.
لنأخذ سوريا والعراق مثالان على ما نروم الحديث عنه. الدولتان مشتركتان في التخطيط لنقل الغاز والنفط الى العالم دون مشاكل. لذلك ترى الكر والفر بينهما على واجهة القنوات الإعلامية العالمية لكنهم في الأصل قد رسموا الخريطة التي ستكون مشتركة بينهما في القيام بتنفيذ ذلك البرنامج. الانسحاب الأمريكي الخجول ومن ثم عودته بعد تسليم المناطق رحيلها الى الروس لعبة مكشوفة للمطلع الفطن على أحداث السياسة الدولية .واطلاق يد تركيا بدعوى عضويتها في حلف الناتو احدى تلك النقاط المتفقة عليها بين الطرفين والا لم يكن باستطاعة تركيا ان يتجاوز الحدود الدولية المسموحة له سياسيا وعسكريا لأرسال آلاف الجنود للاعتداء على دولة تبعد آلاف الكيلومترات عن الحدود التركية بدعوى الاتفاقات مع ميليشيا غير شرعية لم تعترف بها إلا بعض الدول ومنها تركيا ، أيضا احتلال أراضي الدولة السورية العضوة في الأمم المتحدة بدعوى محاربة الإرهاب ، فهو من جانب يدعم الإرهاب الدولي ومن جانب يدعي بمحاربتها كما تفعل الدولتين روسيا والولايات المتحدة ، هذا يكشف لنا ان تلك الدول متفقة في الأساس على أفعالها تلك , ومختلفة في الواجهة .
في المستقبل القريب سيتمكن كل إنسان ان يفهم ماهية تلك الصداقة الخجولة والعداوة الخجولة بين الدول التي استغلت التكنولوجيا لجعل البشر عبيدا لهم ، وستتكشف كل الألاعيب السياسية وتصبح اكثر وضوحا ، كما تبين من التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية ، والصداقة الأمريكية الروسية في احتلال سوريا ، والسكوت الروسي عن الدخول في المشكلة العراقية ، والسكوت الروسي عن التدخل في المشكلة اليمنية ، لكننا لن نخفي ما يقدمه الطرفان لتلك البقع لتأجيج نار الحرب والقضاء على آمال البشر في تلك الدول الفقيرة التي ابتليت بسياسات هاتين الدولتين .
أخيرا لن يوقف كل تلك الاعتداءات على الإنسانية سوى قوى سلام تعرف من أين تفشل تلك المشاريع الخبيثة بحق الإنسان وتعرف كيف توقف تلم الاعتداءات. وكيف توظف خيرات الأرض على البشرية جمعا.

10-1-2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟