الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملالي إيران والحقد المذهبي والقومي تجاه العرب

زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)

2020 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


رغم حقدهم وخبثهم وجرائمهم هؤلاء الملالي الفرس، لكنهم أذكياء في السياسة والمفاوضات كما ألمح ترامب إلى ذلك، فلقد أفلحوا في انتقامهم من العرب ونجحوا نجاحا باهراً في أن يتقاتل العرب فيما بينهم ويكاد يسيطرون على عدة عواصم عربية، ولم يُقتل منهم أحدا بيد العرب. واستطاعوا أن يمرروا بنجاح تصفية رجلهم سليماني من قبل أمريكا، فلم يُورطوا أنفسهم في حرب خاسرة سلفاً مع الأمريكان رغم غطرستهم وتهديداتهم ودموعهم وكبريائهم الذي يتباهون به. بعكس بعض الأكراد الحمقى الذين ركبوا رؤوسهم وأصروا على مقاومة تركيا بداعي أن لديهم القوة والإرادة، وسيحطمون ثاني أقوى جيش في حلف الناتو.
أما ملالي إيران فرغم أنهم أذكياء وتمكنوا من فرض نفوذهم هنا وهناك في المنطقة العربية، لكنهم خسروا الكثير داخليا، فأكثر من نصف الشعب الإيراني يعيش تحت خط الفقر المدقع، الذي دفعه مؤخرا إلى احتجاجات واسعة و كبيرة في أكثر من مائة مدينة وبلدة في إيران ، حتى تمكن هؤلاء الملالي من اخماد ها، لكن بالحديد والنار.
لكن هل فعلاً هم أذكياء؟
لو كانوا أذكياء فعلا، لماذا إذن لم يلتفتوا إلى شعبهم في الداخل، ويُسخروا إمكانيات وثروات الدولة الإيرانية الهائلة في بناء وتطوير بلدهم؟ لو فعلوا ذلك لكانت إيران ربما الآن من مصاف الدول الصناعية والمتقدمة.
أعتقد أن ثمة أسباب عديدة لذلك، لكن السبب الرئيسي هو الحقد المزدوج بشقيه المذهبي والقومي. الحقد المذهبي ذو الجذور التاريخية الناتج عن استلاب الخلافة من علي أولا ومقتل الحسين ثانيا وضرورة الثأر لمقتله وضرورة إجبار السنة على الإقرار بسلب الخلافة من قبل عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق من علي بن أبي طالب، وبالتالي الإقرار أو بيان بأن المذهب الشيعي هو الإسلام الحقيقي والصحيح، وبالتالي بأن الشيعة اليوم هم أولى بالخلافة. والحقد القومي الناتج عن تدمير وتقتيل الفرس من قبل العرب واخضاعهم عنوةً بقوة السيف إلى الإسلام، قديما، هذا أولا. وثانيا الإنتقام من العرب بسبب الحرب الإيرانية-العراقية التي استمرت ثمان سنوات.
هذا الحقد المزدوج هو الذي يعمي بصيرتهم ويحرف عقولهم عن التفكير المنطقي السليم ويدفعهم بشدة إلى الانتقام من العرب السنة.
هنا يظهر لنا، كم أن هذه الأحقاد الدفينة والظاهرة تؤثر على العقل (الفردي والمجتمعي).
لكن في آخر الأمر فإن الحقد قد يدمر الآخر، لكنه بالتأكيد سيدمر ضامره أيضا، عاجلا أو آجلا. لأن الحقد يعمي القلوب ويذهب العقول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي