الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


3/3أفكار أولية في موضوع التعليم الجامعي

محمد الكنودي

2006 / 5 / 31
الحركة العمالية والنقابية


سابعا : دعوة
« ليست التربية ملكا لأحد إنها ملك للشعب كله، وان صودرت منه عليه استرجاعها ».
شي غيفارا
ثامنا: الحوار.. إشكالية

لماذا الحوار ؟.
إن سؤالا من نوع لماذا الحوار ؟ يحمل في طياته شقين: الشق الأول يدور حول أسباب الحوار ودوافعه، والشق الثاني حول هدف الحوار.
إن شكل العلاقة التي تقوم بين المكونات والأطراف العاملة في الساحة الطلابية، يقوم على الخلاف والاختلاف. هذه الخلافات والاختلافات تستبين جليا في المرجعيات والمذاهب الفكرية التي على أساسها تقوم ممارسات هذه الأطراف. فمن اشتراكية علمية إلى ماركسية – لينينية إلى ماوية وغيفارية وتروتسكية، إلى سلفية دينية واسلاموية متزمتة. وفي المقابل لا ينكر هؤلاء على الأقل ظاهريا، أنهم يدافعون عن الميثاق التأسيسي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
تاريخيا كان الفعل الاوطمي فعلا جماعيا، من التظاهرة حتى المؤتمر، إلا فيما ندر. وجود هذه البذرة في وعي الطلبة، بذرة الاعتراف بوجود الأخر وبأهميته، بمعنى الوعي الديمقراطي ( علما أن المجتمع انعدمت فيه الديمقراطية من الأسرة حتى السلطة )هذا الوعي سيتم تقنينه عبر النصوص والبنود، ليتطور يوما عن يوم ويصل إلى درجة أن يتم الاعتراف بأهمية الاخر في بعض الحالات لدفع الذات قدما إلى الأمام وتحفيزها. ومع توالي وتعاقب المحطات النضالية، وتزايد الضغوط وتكاثر التحولات وتسارعها وتفاقم الأوضاع وتدهورها سيرتقي هذا الإحساس إلى وجوب ضرورة العمل المشترك، إما تنسيقا أو تحالفا. إذن كانت الوقائع الموضوعية المتراكمة هي الدافع وراء الدعوة إلى الحوار وهذا يحيلنا إلى الشق الثاني من السؤال: هدف الحوار.
إذا كانت المكونات والأطراف الداخلة في الحوار تعرف أنها تتحاور لا من اجل وحدة فكرية أو تماهي مذهبي، فهل هي واعية وعالمة أن هدف الحوار: هو الوصول إلى مفاهيم معينة لها علاقة محددة بالواقع، بمعنى تحديد نوعية الوحدة، وطبيعة العلاقة التي ستجمع بين الأطراف في ظل هذه الوحدة، وأشكال العمل النضالي المشترك، وتوقيته. بمعنى أخر منظومة الأشياء التي تدفع بالنضال قدما إلى الأمام، حتى يتسنى تحصين المكتسبات الحالية وتحقيق مطالب جديدة. وهذا يعني أن موضوع الحوار هو مجموع المفاهيم النظرية السابقة. ودور الحوار « هو مقاربة المفاهيم ومحاكمتها وتصحيحها كي تصبح أداة صحيحة للممارسة في كل أشكالها »(14).
لا يعني هذا أني أقول بان الحوار يبدأ من الأذهان ويعود إلى الأذهان، دون أن يلمس الواقع. « فالحوار الفاعل الذي يستطيع من حيث هو حوار ديمقراطي أن يغير الأذهان و الأشخاص والمفاهيم والواقع أيضا». وهذا يعني أن الواقع هو المرجع الأساسي في الحوار. ويصير بعد ذلك هدف الحوار « هو تحقيق الوضوح من اجل إنجاز هدف واضح في ممارسة واضحة »(16).
تاسعا : للحوار شروط

لا يستقيم الحوار إلا في شروط وهي:
1 – الحوار لا يتم بين برامج وتصورات متناقضة، و إلا سيكون حوارا عقيما، من حيث أن الغاية من الحوار هي الممارسة الفعلية.
2 – الحوار مبني على العقل، والعقل هدفه الحقيقة، الحقيقة لا تقوم في فرد ولا تعطى دفعة واحدةوهي بذلك ترتبط بمفهوم العقلانية التي تقول بنسبية المعرفة.
3 – توفير المناخ الديمقراطي، ويعني ذلك الاعتراف بحق الأخر وجودا وتفكيرا، والابتعاد عن ممارسة الضغوطات والتهديداتمما بعني قراءة الأخر موضوعيا.
4 – الحوار فعل في حد ذاته، هذا الفعل يجب أن يراعي الاكراهات الأخرىلذا يجب ألا يتعدى زمانه و إلا فقد معناه.
5 - توفير عوامل الحوار، أي القوى الداعية إليه، الفاعلة. فالحوار الديمقراطي دعوة إلى بدئ التغيير والتغيير تحريك للعلاقات في شكل معين من الممارسة وهذا يعني انتقال الحوار من مسالة فردية و بين أفراد إلى نقاش حول المنهج الضروري القادر على تحقيق هذا التغيير (17).

الهوامش:
(1) : كتب لينين يقول:« إننا لا نستطيع أن نتخيل، ونعبر ونقيس ونصف الحركة دون أن نوقف الاستمرار، دون تبسيط، ودون تبشيع وتفكيك وخنق ما هو حي،إن تمثيل الحركة بواسطة الفكر دائما ما يجرم، يقتل،وليس بواسطة الفكر، وإنما أيضا بواسطة الإدراك الحسي،وليس فقط بواسطة الحركة، وإنما بكل مفهوم».
ذكر في كتب تطور الفكر الفلسفي ( تيودور وايزمان ، ترجمة سمير كرم ، ص 258).
(2) : «علينا أن ننتبه أن هذه العشرية سترهن تعليمنا وممارستنا وأبناءنا (حاضرا ومستقبلا) لمدة عشر سنوات، إنها ليست تجربة عابرة، بل مرحلة عمرية ستحتل حيزا من وجودنا كم وكيفا».
حدود وامكانات إصلاح التعليم في المغرب، عزيز ازرق (منشورات اختلاف).
(3) : مجلة الوحدة العدد 46/47 اغسطس 1988.
(4) : «إن تعدد الخطاب السياسي وسط الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أمر شرعي وطبيعي وحافز على اعتناق الخط الديمقراطي الوحدوي كبديل عن عقلية يكون او لا يكون أي شيء».
أبو مهدي ، مجلة المسار عدد 68ن 4 يوليوز 1987.
(5) : محمد قنوش ، جريدة حرية المواطنين ،6 يناير 1992.
(6) : مجل على الأقل العدد 5/6 ماي/ يونيو 1991، ص 8.
(7) : مجلة الهدف 1986.
(8) : روجيه غارودي : ماركسية القرن العشرين ، ترجمة نزيه الحكيم ص 68 طبعة 1978.
(9) : المرجع السابق ، ص 69.
(10) : مجلة الوحدة مرجع سابق ،ص 3.
(11) : مجلة اختلاف ،عدد 6/7 ،ص 17.
(12) : مجلة الوحدة،مرجع سابق ،ص 3.
(13) : المرجع السابق.
(14) : فيصل دراج، السياسة والثقافة، ص 131.
(15) : المرجع السابق ن ص 129.
(16) : المرجع السابق ،ص 129.
(17) : «ان كل موقف سياسي يجرم الحوار هو موقف عاجز عن تحقيق التغيير، هذا يعني ان ديمقراطية او تقدمية او ثورية أي طرف اجتماعي – سياسي لا تتحدد في شعاراته او نظريته بل في ممارساته الففعلية وموقفا من العقل والحوار والشخصية».
فيصل دراج ن مرجع سابق، ص 134.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الصباح | لندن: ضربة مزدوجة من العمال للمحافظين.. وترمب


.. رغم تهديدات إدارتها.. طلاب جامعة مانشستر البريطانية يواصلون




.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا


.. الحق قدم.. 3408 فرصة عمل جديدة في 16 محافظة.. اعرف التفاصيل




.. ألمانيا.. متضامنون مع فلسطين يعتصمون أمام جامعة هومبولت في ب