الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاداة الثورات الشعبيه التحاق فعلي بالامبرياليه

عدلي محمد احمد

2020 / 1 / 12
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


هل اخطأ معظم الاشتراكيين عندما منحوا تأييدهم لايران واحزابها العربيه ضد امريكا والصهاينه, اطلاقا , اذن مالجديد؟
هو بروز وسيادة الموقف الطبقي المعادي للجماهير الشعبيه التي فاض بها حتي منهم فصرخت بثوراتها وانتفاضاتها, التي سرعان ما طاردت الميليشيات المواليه لطهران ثوارها وحرقت خيام معتصميها واخذت في الخطف والقتل والتعذيب كل مذهب , سواء في العراق او في لبنان وان يكن الامر اهون قليلا , نظرا لحكمة الشعب الذي يدرك ان حربه مع الصهاينه ما زالت قائمه.
لقد القي هذا العداء الصارم للجماهير وتحركاتها الثوريه علي الفور باضوائه علي حدود وطبيعة الحرب ضد "الشيطان الاكبر" , التي ظهر للكافه انها لم تكن منذ البدايه الا مسلكا اضطراريا لاحتواء وخداع ثوره بوزن ثورة 79 الشعبيه, التي كان غضبها الاكثر حده متوجها ضد عمالة شاه ايران للامبرياليه , وللدرجه التي تسمح بالانفراد بالسلطه والتأسيس لدولة الآيات الخومينيه القميه الرجعيه.
استمرار هذا المسلك الاضطراري لا اساس طبقي جذري له بالمره, خصوصا وانه جري في لحظة سيادة العولمه واليبراليه الجديده اوساط الراسماليه العالميه , في مواجهة شطحات انظمة رأسماليات الدوله عموما بما فيها اوروبا الشرقيه, فاستمراره لم يكن الا مسلكا قهريا في مواجهة الغضب الامريكي الذي تزايد في مواجهة لغوصه في عقر داره النفطي, وعندما اصطدم العناد الايراني بحدة الموقف الامريكي الصهيوني الخليجي بعد ام المعارك, تصورت السلطه الخومينيه ان يكون البرنامج النووي والصاروخي مخرجا يمكن ان يردع العداء الامريكي ويقوي من ثقة الجماهير التي كانت قد اخذت في الفلفصه مع معاناتها الاقتصاديه المتزايده , ومعاناة اقسام حيويه منها كالنساء والشباب من الممارسات الرجعيه الدينيه الخانقه, فما كان محسوما تماما لدي السلطه الايرانيه ان التراجع عن المغازله الوطنيه للجماهير سيفتح عليها ابواب جهنم, فالعداء للشيطان الاكبر صار بمثابة المصدر الرئيسي لاي شرعيه او قبول جماهيري, وخصوصا وان هذا المسلك الاستراتيجي كان قد اخذ في مراكمة طبقه حاكمه مسيطره كاحد اهم مكونات الحلف الطبقي المالك تتمحور حول الرئاسه وقادة الحرس والجيش والبيروقراطيه الوظيفيه, طبقه تزايدت ثرواتها وشركاتها واحتكارها المافياوي للقطاعات الاقتصاديبه الحيويه في الاقتصاد الايراني , طبقه صارت مصالحها وغنائمها وامتيازاتها وثيقة الصله بهذه الاستراتيجيه "الشيطانيه".
لم تكن لدي معظم الاشتراكيين الذين ايدوا الموقف الايراني من امريكا والصهاينه اي اوهام حول طبيعته الطبقيه, كموقف لسلطه رجعيه دينيه نهبت الثوره وتحاول ان تجد في مواجهتها للصهيوامريكيه مصدرا مستمرا لحشد الشعب حول سياساتها واضعاف اي امكانيه لانفضاضه من حولها بسبب من طبيعتها الطبقيه الاستغلاليه الفعليه او بسبب رجعيتها الايديولوجيه كسلطه ثيوقراطيه.
وفي ظل ما بلوره التراث الاشتراكي العالمي من خبرات ازاء هذا النوع من المواقف الوطنيه الملتبسه في مواجهة الاستعمار الكولونيالي, يكون الاستعداد الفعلي للمواجهه مع الامبرياليه هو الفيصل, شرط ان يكون لدي الاشتراكي كل الحريه في الانتقاد, وشرط ان الا يعلو اي صوت معادي للجماهير علي صوت المعركه.
كانت هذه الشروط متحققه الي حد معقول في الموقف الايراني واشتقاقاته المؤثره كالحوثيين وحزب الله , اضافة الي ان هذا الموقف جاء وتنامي في لحظه من تدهور حركة التحرر الوطني ,ومن انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان يدعمها, وجاء بالاخص في ظل انعكاس هذا التدهورعلي القضيه الفلسطينيه , التي شكلت محور اساسي من محاور المناهضه الايرانيه للامبرياليه , خصوصا مع اضافة حزب الله المتميزه في الدفع بمقاومة احتلال الصهاينه للجنوب الي مستوي مقاومه لبنانيه داعمه بصوره دائمه لما تبقي من نضال فلسطيني واصلت حماس والجهاد والجبهه الشعبيه الخ في اعقاب خيانة القياده الرسميه لمنظمة التحرير الفلسطينيه لقضية شعبها والانخراط في مشروع التسويه مع الصهاينه وصولا لرمة رام الله.
كان تأييد الاشتراكيين هنا لما عرف بمحور المقاومه بعد ان انخرط الايرانيين ومعهم حزب الله والحشد الشعبي في العراق في مواجهة دواعش الامبرياليه ,موقفا سليما.
وحده انفجار الثورات العربيه , ما دفع بالآثار المتنحيه للطبيعه الطبقيه الراسماليه للنظام الايراني الي صدارة المشهد , حيث ادارالنظام بنادقه للخلف موجها ميليشياته لقتل الثوار وحرق خيام ثوراتهم وارهاب جماهيرهم , بحده وقحه تجاهلت تماما ان هذه الجماهير وهؤلاء الثوار هم الذين شكلوا قوام المشهد الجماهيري السياسي ضد الامبرياليه والصهيونيه ودواعشهم, كان الامرعلي هذا النحو واكثر في العراق الجاره التي يمكن لحرائقها الثوريه ان تشجع غضب الجماهير الشعبيه الايرانيه وهو ما حدث بالفعل وقمعه بهستيريا, وحتما سيتجدد, والعراق التي يصعب عليه تصور ان تتحول سلطتها السياسيه الي اي شئ آخر بعيد عن الترتيبه اللصوصيه المحاصصيه الطائفيه الحاكمه التي تمكن من تلابيبها تحت الحراسه الامريكيه المنافسه التي تفرض عليه عقوبات مجحفه شكل العراق ونهبه ترياقها.
في لبنان لم يختلف الامر جوهريا رغم انه لم يصل بعد ولكنه حتما سيصل للحاله الزاعقه العراقيه.
ومن هنا فان الموقف الاشتراكي الداعم والمناصر ل "محور المقاومه" صاربلشفية قديمه! فمعاداة الثورات الشعبيه لا تقل عن التحاق فعلي بالامبرياليه ودعم للصهيونيه , انها بداية نهاية اي مقاومه لاعداء شعوبنا التاريخيين, انها انفضاح لجوهر وحدود وطبيعة المقاومه الايرانيه للامبرياليه الامريكيه والصهاينه , التي ستتحول الي مشاكسة (الشيطان الاكبر) الذي سيتحول تدريجيا الي الاخ الكبر!
فلا مناص امام كل اشتراكي وكل وطني من فضح هذه العدوانيه التي عكست اتجاه البنادق من جهه ومن جهة اخري اضعفت توجيه الصواريخ الي قلب العدو من اول صفقه, كما شاهد العالم في هجوم عين الاسد
واجبنا الآن وفورا هو التصدي ودعوة الثوار في العراق ولبنان للتصدي للبلطجه الميليشياويه في ميادين وساحات الثورتين, وفضح الموقف الايراني الذي يعتبر - وسنري ذلك قريبا جدا لدرجه مذهله - ضربة البدايه لتوقف اي مقاومه , خصوصا ان اشتدت سواعد الثورتين, وعلي الاخص في العراق التي يعتبر شعار: ايران بره بره ..بغداد حره حره , من اول شعاراتها واكثرها ذيوعا, والذي عرف طريقه للاندماج مع امريكا بره بره في المليونيه المنصرمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم