الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد انتقدنا الواقع بما يكفى صار من المطلوب ان نغيره !

سليم نزال

2020 / 1 / 13
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


وسائل التواصل الاجتماعيه و تعليقات الناس شكلت ثروة انثروبولوجيه لكى نتعرف فيها على الافكار الشائعة و اتجاهات الراى العام .و لذا انا سعيد ان ارى كل شخص بغض النظر عن مستواه الثقافى يعبر عن رايه فيما يجرى حوله او فى العالم .صحيح ان هناك )تخبيص ) كثير لكن حتى من خلال التخبيص يستفيد المرء من معرفه افكار الناس .

فقد حرمت الناس لاسباب معروفه ن التعبير عن ارائهم و ما ان وجدوا فرصه فى المواقع الاجتماعيه حتى هرعوا ليقولوا رايهم. و انا اؤكد دوما ان على الشباب ان يعبروا عن رايهم وان يقدموا افكارا و اقتراحات و ليس فقط نقد الواقع .. لذا انا اعتقد التغيرات الكبرى فى العالم ستحصل ليس من خلال ممارسة العنف بل من خلال قوة الراى العام الذى يتكون و سيصبح ضاغطا اكثر. و ما مراقبة الحكومات لما يقال فى مواقع التواصل الا دليل على التخوف منه .لقد صار بوسعنا لاول مرة فى تاريخ البشرية ان نعرف بعد اقل دقيقة ان ضرب شخص بكف فى اقاصى العالم .و هى نعمة لم يعرفها اجادنا الذين ماتوا فى عالم مختلف عنه الان .
لقد ساعد هذا على زيادة هائلة بمعرفه الماضى و الحاضر .لقد تم الكشف عن جرائم فى الماضى تم ارتكابها من قبل حكومات و لم تكن معروف او كانت معروفه على نطاق ضيق. بهذا المعنى بدا تاريخ البشريه يتكشف امامنا اكثر و صار بوسعنا معرفه تاريخنا بصورة افضل .كل هذا بسبب عولمة الاتصالاات و المعلومات .

من خلال وسائل الاتصال الاجتماعيه تعرفنا على حجم الاستقطاب خاصة فى المشرق العربى .و هو استقطاب يجعلنى اشعر بالقلق و التفكير العميق باوضاعنا .لقد غابت الحوارات و تبادل الراى و حل مكانها لغة التشهير و القدح و الذم و الاهانات و الاسوا عصرنة صراعات الماضى و كانها مشاكل معاصرة و هى ليست كذلك .

على سبيل المثال قبل ايام و على هامش تغطية اغتيال الجنرال قاسمى شاهدت نموذجا لهذا الاستقطاب .هذا يسب على ما يعتبر رموز للشيعة و ذلك يسب على ما يعتبر رموز السنة .و انا اكاد اجزم ان الغالبية من هؤلاء هم شباب دون الثلاثين من العمر .و هو امر محزن بطبيعة الحال لان هذه الفئة من الشباب هم من نراهن عليهم فى المستقبل .و (الايجابى) الوحيد فى هذا الامر بالنسبة لى هو ان اعرف الى اين وصلت اليه الامور فى المشرق العربى لان معرفة الواقع ايا كانت مرارته ضرورية .
انا اعتقد ان المرض الثقافى يعادل و حتى اقوى من المرض الفيزيائى . السبب ان علاجه يحتاج لوقت طويل . لكن من الصعب للمرء ان يعرف كم من الوقت نحتاجه لنخلص منه .
الامر المؤكد الوحيد الذى اعرفه اننا نقدنا الواقع بما يكفى و حان وقت التغيير.انها مسيرة طويلة و شاقه لكنها ممكنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في