الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد أرجوكي تعلمي من بيروت

جان الشيخ

2003 / 4 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

لن ابكي و انتحب ابدا" على نظام هوى, بعد ان تعفن و اهترىء من ديكتاتوريته,
 فتأكل و سقط تحت ادعاءاته بالقوى و الصمود امام أعداء البشرية و الامة الشعب الفقير. و كان هذا بالتأكيد مصيره الذي تجدد موعده مع الموت مرات عديدة تحت قدرة قادر, حتى اكمل عليه هؤلاء الذين أحسنوا انعاشه في عناية فائقة مرات لا تعدّ و لا تحصى. فقصفوا الشعب العراقي المحاصر تحت حجج القضاء على النظام و الدكتاتور صدام, و انتهكوا شرعة حقوق الانسان, و اغتصبوا الامم المتحدة, و داسوا على المجموعة الاوروبية, و استهتروا بشعوب العالم و سخروا من ملايين المتظاهرين في كل العواصم, و أكملوا في تعنتهم و مضوا وراء مصالحهم تحت رعاية الشارونيين الصهاينة و رضاهم, و ضحكوا من صمت هذا العالم العربي القزم في انظمته و شعوبه, و شنوا الحرب لنشر الديمقراطية الامبريالية التوسعية.

 هذه الديمقراطية التي تعطى عبر القذائف الحارقة الملغومة اشععات ننوية, تقتل الابرياء و الفقراء, هذه الديمقراطية العفنة و المذورة التي تستبدل النظام و ديكتاتوريته بانتداب اجنبي و توصية امبريالية وقحة عميلة.

هذا النظام الذي يشابه أنظمة جيرانه باستبداده و ديكتاتوريته و رجعيته و عمالته, لا بل ربما يتميز عنهم ببعض العلمانية و حقوق المرأة, التي لا و لن تحملها لهم الدبابات الامريكية و البريطانية ابدا". فحلال عليهم الوحل السياسي و الاجتماعي, و الظلام الفكري, و الفحش الديني, و القبلية الجاهلية, والخنوع الحيواني المدجن, والعهر الاخلاقي و الحضاري, و كل شيء كل شيء...

لا و لن ابكي هذا النظام او اي نظام تمنيت له السقوط في ماضٍ و حاضر. و لكني أسف على من صفق و هتف لمحتل اتى ليغتصب الارض و الشعب و الموارد, تحت نيران القذائف و المدافع و الطائرات, التى انطلقت من قواعد نصبت على ارض كان يظن بانها شقيقة! و رفع و لوح بالاعلام الاجنبية و ركض مع محتليه في الساحات المدمرة.
لماذا سكت من كان يكسر المنابر في كل احتفال و يدعي المقاومة و العروبة, و الدفاع عن العروبة و الاسلام؟؟؟ اين كانوا طوال كل هذا الوقت؟
لماذا لم يقوموا و لو حتى بعملية واحدة؟  لماذا لم يقصفوا على الصهاينة قذيفة واحدة؟ لماذا لم يقوموا و لو بعملية استشهادية واحدة؟ لماذا لم يفتوا ضد المحتل و لو فتوة واحدة؟
 اين هم؟ اين هم؟
ربما كانوا يشاهدون عرس انتحار الامة العربية و اغتصاب شرفها و حريتها, على شاشات التلفزيونات العربية و الاجنبية؟
ام انهم كانوا يطلقون النار في تشييع الموتى و الحرية معا"؟ ا م كانوا يبكون ضحايا القصف الامريكي و الصهيوني في الغارات اليومية التي كانت تشن على الشعب الفلسطيني, في الضفة و غزة؟ من  وراء الكواليس و تحت صمت الكاميرات و العالم, بينما كانت بغداد و البصرة, و كربلاء, و النجف, و الموصل, و غيرها تحترق؟
اين هم؟
بيروت في الماضي القريب, حوصرت, و قصفت, و احترقت, و دمرت,  بنفس الايادي الوسخة المجرمة, بنفس القذائف التي كانت ربما أقل  ذكاء", و نفس الطائرات التي اصبحت اشد دقة في اجرامها, و نفس المدافع التي ذودت بمواد اشد اشعاعا", و ذلك في زمن ليس ببعيد, و لم يكن هناك ديكتاتور ام نظام في بيروت!!
 و لكن شعلة المقاومة الوطنية اللبنانية الهبت روح عشاق الحرية, التي لم تنتظر طويلا" حتى لقنت المحتل و عملائه دروس في الوطنية  و الانتماء, و اجبرته على الانسحاب تلو الاخر, عملية تلو عملية, و هزيمة تلو الهزيمة, فهرب من بيروت و الجبل و الجنوب.

الشعب العراقي اليوم امام هذا التحدي الكبير, فهو مدعو, بكل احزابه و فئاته و مذاهبه, ليثبت للعالم أجمع عشقه للحرية و التحرر, و كما خبرناه في الماضي, ندعوه اليوم لينظم قواه و يخلق مقاومته الشعبية, ليطرد المحتل الغاشم الذي استبدل النظام بحكام عسكريين اجانب, و عملاء نبذهم الشعب من سنين, ليكونوا ولاة على مصيره و امواله و نفطه, الذي ستمتصه الانابيب الصهيونية و تصدره من موانىء فلسطين, في حيفا و يافا و غيرها, و ذلك عبر الاراضي الاردنية! و سيحكم شارون و ابناؤه بوش و بلير المنطقة, و يسوقون قطيع الانظمة العربية تحت عصاهم,
 و سيهددوا كل من سيقف بوجه مشاريعهم اللعينة و يتهمونه بالارهاب و الديكتاتورية, و يرسلون اليه جيوشهم و اساطيلهم ليعلموه الديمقراطية على الطريقة الامريكية.
 كما سيحصل مع سوريا و لبنان و غيرها.
فسيشنوا على كل من يرفض نظامهم هذا, ارهابهم العسكري و الفكري, و الاعلامي, و الاقتصادي, و الصهيوني, و يفرضوا عليهم شرعة حرية ديكتاتوريتهم المزورة.
 
الفرحة لن تطول و الاحتلال لن يدوم, و ستسقط أحلام الطغاة تحت اقدام المقاومة, في العراق و فلسطين و كل مكان.
و كما سقطت تماثيل صدام, ستهوي عروش الممالك و تتنتحر الانظمة و تتنتفض الشعوب, التي هي مع الحرية على موعد قريب و اكيد. ولكن ليس بارادة الامريكيين والامبرياليين حروبهم المنتحلة صفاة الديمقراطية.

 والويل لامة عربية خضعت لمحتل ام حاكم او نظام, عربي ام اجنبي كان, وسكتت و رضيت بالذل عرشا", و بالانتداب نظاما".
الى المقاومة الى السلاح لنرسم طريق الحرية و التحرر. ولنرفض الحلول الرجعية والاستسلامية, ولنوقف نزيف هذا الشعب والامه.
و لنتوحد في قرار المقاومة, خيارا" لا بديل عنه, حتى الحصول على حقوقنا الوطنية كاملة.


عاشت المقاومة الوطنية الشعبية.
ولتسقط احلام الحكام والطغاة و الديكتاتورية.
و الحرية الى عشاق الحرية.

د.جان الشيخ
ايطاليا
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : أي دور للمثقفين والنجوم؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب.




.. تغيير العقيدة النووية الإيرانية.. هل تمهد إيران للإعلان الكب


.. المستشفى الإماراتي ينفذ عشرات العمليات الجراحية المعقدة رغم




.. الصين تتغلغل في أوروبا.. هل دقت ساعة استبدال أميركا؟| #التاس