الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فراغ

اسماعيل اخشيوش

2020 / 1 / 14
الادب والفن


مرة أخرى، نامت باكرا و استيقظت باكرا كما تناولت وجبة الفطور باكرا. جلست مع التلفاز لعلها تجد برنامجا ثقافيا يشفي غليلها، انتقلت من قناة إلى قناة ومن هذه إلى تلك ومن تلك إلى هذه. لم تجد ما كانت تبحث عنه، تركتها وانصرفت إلى الخارج أطلقت عينيها في الامتداد وأتبعتهما بخاطرها، ضاعا معا في فراغ الامتدادد، ظلت مشدوهة ترى ولا ترى، تفكر و لا تفكر، عادت مرة أخرى إلى التلفاز بدا لها الفراغ في كل القنوات أغلقت التلفاز حتى لا ترى ما لا ترغب ، قامت لتتناول وجبة الغداء وإن كانت هي الأخرى قبل موعدها، كانت تخشى الفراغ أن ينتقل إلى داخل معدتها. بعد ذلك قامت ببعض الأعمال البسيطة ، انتقلت من عمل إلى آخر دون أن تجد عملا مقنعا ولما لا حتى عملا شاقا تنهي به يومها وتخلد إلى النوم وهي راغبة ومنهمكة.دخلت غرفتها من جديد استلقت على سريرها بدأت عيناها تتجولان في الغرفة وكأنها لم ترها منذ زمن بعيد. تسارعت وتشابكت مجموعة من الأسئلة الأنطولوجيةة في مخيلتها ، تذكرت الجداول لإيليا أبو ماضي ،تذكرت بعض الأبيات التي ي استهوتها، في صوت رخيم رددت بعضها.
جئت ، لا أعلم من أين ولكنني أتيت
...
كيف جئت ؟كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري
أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود
هل أنا حر طليق أم أسير في قيود أتمنى أنني أدري ولكن .
..لست أدري
...
ألهذا اللغز حل؟ أم سيبقى أبديا
لست أدري ...ولماذا لست أدري؟
لست أدري.
رحمة الله عليك يا إيليا. قالت
وجدت عزاءها في هذه الأبيات. بهذه الأسئلة شاركها أبو ماضي في وجودها وهمومها.أحبته. فهو شريكها. أغمضت عينيها ونامت، رأت في منامها الكون بشساعته ورحابته لكنه خال من كل شيء لا شمس فيه و لا كواكب ولا نجوم و لا إنسان ولا أشجار أو أحجار أو وديان إنه الوجود في شكل عدم وعدم في شكل وجود. انتابها الخوف من الفراغ الذي رأته، تفحصت جسمها فأدركته في البداية لكنه بعد ذلك بدأ يتلاشى عضوا بعد عضو. على رنة هاتف مقطوعة انتهى الحلم تفحصت الهاتف وجدت لائحة الأرقام الواردة فارغة.تعجبت لأمر الهاتف وضعته جانبا.رمت عينيها في نظرة خاطفة إلى الساعة أدركت أن النهار لا زال في منتصفه. بدأت تفكر في الحلم الذي رأته، اممتلأ قلبها غيظا ،ثقل جسدها عليها..من جديد تاه عقلها.خطر على بالها أن تملأ وقتها ومعه غرفتها حتى لا تظل فارغة.اعتقدت بهذا ستملأ العالم الفارغ الذي رأته في الحلم. وجدت صحة وصواب فكرتها في ما قاله أرسطو الطبيعة تخشى الفراغ. بدأت تنقل إليها أشياء ثقيلة جدا، اعترضتها يد أخيها الممتلئة والقوية طالبة مساعدتها، صدتها بلطف وقالت لا داعي لذلك. تعجب أخوها فقال ماذا تفعلين؟
أجابت : أملأ غرفتي.
قال : وهل هي فارغة؟
نعم :قالت
قال: لكن لماذا كل هذه الأشياء الثقيلة وكيف تقوى على حملها؟
قالت: ليست بثقيلة ، بل هي أخف من الفراغ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا