الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغباء و قتل الانتماء

جورج فايق

2006 / 5 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الانتماء هو مشاعر حب و تقدير يحملها الفرد تجاه وطنه الذي يعيش فيه أو منزله أو عائلته أو شركته التي يعمل بها أو حتى فريق الكرة الذي يشجعه
يشعر بالفخر و السعادة إذا حقق ما ينتمي إليه نجاح وتفوق و يريد دائماً الغلبة و التفوق لهم على المستوى الفردي أو الجماعي . و كما أن هناك تصرفات يقوم بها المسئولين عن هذه المؤسسات تزيد من مشاعر الانتماء هناك تصرفات غبية تضعف أو قد تقتل مشاعر الانتماء بأكملها و تحولها إلى سلبية
ولدت في أسرة تشجع نادي الزمالك ( أحد أندية مصر ) كنا نجتمع أمام التلفزيون نشجع الزمالك بمنتهى الحرارة في مباريات كرة القدم و نفرح جداً إذا غلب نادي الزمالك في أحدى مبارياته و إذا كانت مباراة مهمة و حاسمة تطوع أحد أفراد العائلة بشراء مياه غازيه أو ما شابه احتفالاً بفوز الزمالك و نحزن جداً إذا خسر نادي الزمالك و يكسو الوجوم وجهنا و نلقي باللوم على مجاملة الحكم للمنافس أو نبرر الهزيمة فالمحبة تستر العيوب
فقد ورثت حب نادي الزمالك و تشجيعه من عائلتي أحفظ مواعيد مباريات الزمالك على ظهر قلب و أحرص أن لا يكون هناك دروس أو ما شابه يعقوني على متابعة مباريات فريقي أكاد أبكي إذا أنهزم الزمالك و في أحد المرات بعد هزيمة نادي الزمالك قلت كان أهون عليا أن أرسب في الامتحان و إلا يهزم نادي و كنت أرد على من يسألني ماذا تستفيد أن فاز الزمالك و ماذا تخسر أن أنهزم ؟ أقول لهم أني ورثت حب الزمالك من عائلتي يكفيني الفخر و الزهو بانتصاره أني أحبه أنا منتمي إليه و لا أنتظر منه فائدة مادية
وقتها لم أفكر لما لا يوجد أي لاعب قبطي في الزمالك أو؟ أليس هناك فرد مسيحي واحد جدير باللعب في القلعة البيضاء أو الحمراء أو حتى القلعة البمبي ؟ لم أفكر في كل هذا و لم أكن أصدق من يقول لي أن إدارة أي فريق كروي في مصر لا تريد أقباط ناشئين في فريقها و أن قبلت أحدهم على مضض لا تصعده إلى الفريق الأول مهما كانت موهبته و لأن لكل قاعدة شواذ فكان هاني رمزي هو الذي شذ عن هذه القاعدة في النادي الأهلي وكان هذا لا يهمني و لا يشغلني أنا أحب نادي الزمالك بلاعبيه سواء كانوا مسلمين أو مسيحيون أو حتى ملحدون و خاصة أن التعصب ضد المسيحيون في الرياضة لا دليل عليه فأنا لا أتخيل و جود موهبة في أي مجال و تحرم منها الدولة بسبب ديانة صاحب الموهبة و لكنني أدركت الحقيقة منذ سنوات قليلة عندما انتشرت ظاهرة قدوم اللاعبين الأفارقة إلى مصر و أغلبها كانت صفقات مضروبة و أهدر عليها المال العام و كان بداية الظاهرة هو فليكس بوداي لاعب الأهلي الذي أسلم و أسمى نفسه أحمد فليكس و أجد معلقي الكرة يتركون الماتش و تحليله و يزيدون مراراً و تكراراً على أسلام فليكس و تحوله إلى أحمد و التزامه بعد الإسلام و هذا لا يعنينا في شيء أنه لاعب جيد و ماهر في إحراز الأهداف و هذا ما يعني الجماهير أو النادي أم الدين فمكانه الجامع و ليس الملعب و حتى بعد هذا لم يكن يعنيني ذلك فأنا أشجع نادي الزمالك و تعصب المذيعين لا دخل لي به حتى أني تذكرت مباراة دولية لمصر و كانت الجماهير تهتف الله أكبر لشذ أزر اللاعبين و هنا أنبرى المذيع يقول أن هتاف جماهير مصر الله أكبر دليل على أن مصر دولة إسلامية و كأن هذا المذيع قادم من الأزهر ليلقي خطبة الجمعة و ليس في مباراة وطنية يلتف جميع الجماهير بكل ديانتها حولها
كل هذا عرفته و لما يؤثر على حبي للزمالك فلم يصدر من فريقي شيء يؤذي مشاعري على أن جاء يوم فاز فيه الزمالك على الأهلي منذ سنوات قليلة و كعادتي فرحت جداً و اشتريت الجريدة خصوصا حتى أرى ما كتب على فريقي الفائز حتى أزهو بفريقي و أنتشي بقراءة أخبار المباراة الرائعة و أغيظ الأهلوية من أصدقائي و أقاربي و كان لسوء الحظ أو لحسن الحظ الجريدة التي اشتريتها هي الأهرام فإذا في صفحة الرياضة وسط التحليلات للمباراة و التي يكتبها صحفي رياضي أتذكر أسمه حتى الآن رغم أني ضعيف الذاكرة ( خالد فؤاد ) قال في مقاله أن لاعبي الزمالك قدموا التهنئة للاعب الزمالك الزمبي لاهتدائه و إشهاره إسلامه بداية أن لا يعنيني أن لاعب في الزمالك يشهر إسلامه أو غيره و لا يعنيني أن تسلم حتى دولة بأكملها فالدين إيمان و حب و من يجد راحته في عقيدة يذهب إليها دون تجريح أو إعلانات مستفزة فما جدوى خبر مثل هذا في صفحة الرياضة و للعلم هذا اللاعب من ضمن الصفقات المضروبة و التي يشوبها الشبهات و إهدار المال العام و لم يلعب مباراة واحدة و لا أحد يعرفه و كأنهم يطمئنوا الجماهير و المسئولين عن المال لا تحزنوا على أموال النادي التي تبعثر فأن كان هذا اللاعب فاشل في كرة القدم من الممكن أن نجعله أمام مسجد النادي حتى نستفيد بالآلف الدولارات التي دفعت فيه و حرصاً على حبي في نادي الزمالك بعثت برسالة إلى النادي أعاتبه على هذا و خاصة أن هذا الصحفي هو كان مسئول عن تحرير مجلة الزمالك التي كنت حريص على شرائها وقت ذاك و توقعت أو تخيلت أنه سيتم نشر استدراك أن هذا الخبر قد نشر عن طريق الخطأ و أن نادي الزمالك نادي رياضي و ليس نادي أزهري و لكنب كنت أحلم
و من هذا اليوم مات انتمائي و احترامي الزمالك فالأن لا أعرف لاعبيه و لا أتابع مباراته و أن صادف أن كانت هناك مباراة له و أنا في المنزل و حاولت أن أسلي نفسي بمشاهدتها يصبيني السأم و الملل ما هذا العك الذي يلعبونه فهم بل شكل أو خطة هل هذا هو الفريق الذي كنت أتابعه أنه لا يستحق إلا الهزيمة أنه يلعبون بلا روح أو حماس و لم أطيق أكثر من عشر دقائق و يصبيني النعاس و عرفت مؤخراً أن الزمالك فقد عدداًً من لاعبيه لصالح النادي الأهلي المنافس التقليدي له و عدوه اللدود و أصبح حلم اللاعبين أن يهربوا من جحيم الزمالك الذي لم يهتم مجلس إدارته بهم و بمستحقاتهم فرئيس النادي مشغول بخلافات شخصية مع الجميع و يرفع قضايا على الجميع و قد صدر ضده حكم في دعوى سب وقذف حبس 6 أشهر فإذا به بقول أن الحكم شرف ووسام على صدره
أين هو الشرف لنادي هجره أولاده و رئيس النادي مشغول بدعوة إسماعيل هنية رئيس وزراء حماس و التبرع لحماس بجزء من إيراد مباراة القمة الأخيرة بينما تجاهل مستحقات اللاعبين مما دفعهم للرحيل و تجاهل مستحقات الفنادق التي كان يقيم بها الفريق مما هدد بتعرضهم للمواقف محرجة كالحجز على حقائبهم أو استدعاء الشرطة لهم و أو بجملة الأوسمة لولا تدخل جورج سعد أحد أعضاء النادي السابقين و دفعه من ماله الخاص حتى لا يهان الفريق اجتماعيا و كفاه الإهانة و البهدلة الكروية أحمد الله أني برأت من حب نادي الزمالك منذ فترة و إلا قد أصابني الضغط و السكر لما يحدث له فقد جعلوا منه أضحوكة و مادة للسخرية أغلبية الأطفال الآن يشجعون الأهلي لأنه ينتصر باستمرار فما يجبر الأطفال المشجعين الجدد على تشجيع فريق هزيل يخرج بلا بطولات فشعبية الأهلي في ازدياد مستمر و شعبية الزمالك في تراجع
أصبح نادي الزمالك مادة لسخرية الشارع المصري فيقولوا أن الأهلي يفاوض مرتضى منصور حتى ينتقل إلى الأهلي و قد أبدى موافقة ألا أنهم وجدوا أن بقائه في الزمالك أفضل للأهلي
وهناك من يقول أن هناك أتفاق بين الزمالك و حركة حماس على قدوم لاعبين من حماس في الموسم القادم و أن الزمالك يهدد إذا تعرض لظلم تحكمي أو هزيمة ثقيلة مثل 6 / 1 الشهيرة سيفجر الملعب باللي فيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت