الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يقرر استمرار الدراسة من عدمه في العراق؟

كامل الدلفي

2020 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الشهر الرابع على التوالي والمدارس العراقية معطلة،
من ثمَّ اصبح الدوام المدرسي أداة فاعلة في صراع القوى تُمارس لتحقيق أهداف سياسية، وليس من أدنى اهتمام لمصير التعليم وعناصره . الاحتجاج يجر والحكومة تعر، يعتقد الثوار وكما موضح في موقع كانفاس لتصدير الثورات بأن تعطيل الجامعات والمعاهد والثانويات هو الأداة المثلى لإسقاط حكومة ما. بينما تصمت الحكومة العراقية بخبث براغماتي وتحجم عن تقديم حلولا عاجلة لأزمة الدوام المدرسي، فهي تستثمر الموقف معنويا ضد الاحتجاج بحجة إلصاق التهم به و تشويهه أمام الرأي العام.
عناصر التعليم .. ليس هي القوى المحددة للاتجاه، الهيئة التعليمية يعيشون حالة من تأنيب الضمير، وشعور باسف حارق عن تدهور جلالة المدرسة المنسحبة على مكانة المعلم وهيبته الاجتماعية، فالمعلم سحب أنفاسه من الفقر وخرج من دائرة العوز التي وضعها فيها نظام الحروب والحصار، اذكر التفاتة لاذعة لصديقي المرحوم المدرس في ثانوية الرسالة الأستاذ جمال عكله يقول فيها عن معلم التسعينيات في العراق: ( تعرف المعلم العراقي من حذائه، فهي مليئة بالركع )..
اما الطلبة.. يبدون كأنهم لعبة طين صناعي هشة بين مزاج هذا الطرف و مزاج ذاك. لقد انتبه الطلبة العراقيون لأول مرة بأنهم حلقة زائدة، فائضين عن الحاجة، لأن الدولة الفاشلة و الفاسدة (القائمة والمبادة) لم تنتج منذ عقود اية محاولة لقطف الثمار التعليمية و استيعاب إعداد الخريجين السنوية. الطلبة في فترة التوقف الإجباري الحالية حصلوا على لحظة تأمل رفعت عن أعينهم غشاوة الظلالة، و انكشف الغطاء عن حقيقة مرحَّلَة بين الأجيال، هي ان لا فرصة حياة كريمة للخريج في العراق، عندها انطفأت فيهم آخر ذبالة للأمل، و اكتشفوا بأنهم ذوات منصوب عليها تمارس اللاجدوى بكثب ودقة واستمرارية منهكة ليس هم فحسب بل من ورائهم أولئك الفدائيين العاقدين الأمل على النتائج. اولياء الامور.
الآباء والأمهات.. الذين انهدت قواهم و تقوست ظهورهم وخلت جيوبهم وعيل صبرهم، حتى يروا بأن الظنى قدعبر المسافة إلى الأمل واينعت الثمار.. لكن الاولاد يقتلون في الساحات و الحكومة غير ابهة بمن يخر إلى مصرعه أو يلقى في المعتقل أو يجرح.
وآخرين جلسوا في بيوتهم معاقرين الفيس، وصنف آخر يذهبون إلى المدرسة يوميا ويعودون إلى البيت كأنك يا أبا زيد. الحل بيد من؟
ليس الله سبحانه وحده من يعلم ما الحل،
بل الحكومة والبرلمان و الرئيس والسفراء المعنيين
والقادة الميدانيين وآيات الله العظماء و وكالات الاستخبارات الدولية ووكالات الأنباء العالمية الحريصة على سمعتها. هؤلاء يعلمون علم اليقين..
الأغلب الأعم من العراقيين مثلي لا يعرفون..
الاتحادات الطلابية ونقابات التعليم ومنظمات المجتمع المدني.. ليس احسن حالا.. مثلنا ينتظرون الفرج..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج