الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انحطاط الحزبية العربية

عادل سمارة

2003 / 4 / 11
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



رام الله المحتلة

لا يقف التسهيل العربي للعدوان عند النخبتين السياسية والثقافية في الوطن العربي، اي لا يقف عند المشاركة والتسهيل الرسميين، بل هناك جزء من القاعدة الشعبية الذي انتهي الى نفس الموقف المعادي للعراق بغض النظر فيما اذا كان ذلك مقصوداً او بشكل مباشر، ومع ذلك فهو الاكثر خطورة. انه موقف الحركة الحزبية العربية. ففي اعقاب تدهور المد القومي الوحدوي العربي إبان الخمسينات والستينات من القرن العشرين، بدأت الحركات الحزبية العربية ذات الاطروحات القومية والاشتراكية تتحوصل الى نطاق اقليمي طبقا لجغرافيا القطر الذي تعيش فيه. فبعد ان كان مجرد إقامة هذه الاحزاب هو بهدف إسقاط النظام في هذا القطر أو ذاك من أجل الوحدة العربية، وبعد ان كانت بموجب ذلك حركات سرية، تحولت هذه الاحزاب والحركات الى حركات وأحزاب قطرية، حتى لو بقيت حاملة تسميات قومية كما بدأت. وبالتالي، اصبحت الحركة الحزبية العربية من نمط الانظمة القطرية ونمط مبنى جامعة الدول العربية.

لا يمكننا رد تدهور الحركة الحزبية هذا الى فشل المشروع الوحدوي الرسمي العربي الذي بدأه عبد الناصر. فلم يكن الشارع العربي هو الذي رفض الوحدة العربية بل كانت انظمة الكمبرادور الراسمالية هي التي رفضتها. كما ان النظام الناصري نفسه كان نموذجا رسميا، برجوازيا للوحدة ولم يكن نموذجا شعبيا. وعليه، فإن القوى السياسية التي تراجعت الى احزاب قطرية بعد ان كانت قومية مثل حزب البعث (الذي لم يحل نفسه ولم يوقف خطابه القومي)  وحركة القوميين العرب التي حلت نفسها في اعقاب عدوان 1967، إنما كشفت عن انها كانت اقرب الى الفهم الرسمي الناصري اكثر مما هي حركة شعبية.

وحيث تحولت الحركة الحزبية العربية الى حركات قطرية مهادنة للانظمة الحاكمة باحثة عن الشرعية في إطار ما أُسميت ديمقراطية انظمة الكمبرادور، فإن هذه الاحزاب قد لعبت دور شاهد الزور الذي يصادق وراء خطاب الانظمة على اغتيال الثقافة والخطاب والمد القومي العربي.

ولا شك ان هذا الانحراف بل والسقوط الاقليمي انتهى الى غياب المفجر الثوري الذي يوجه غضب الشارع اثناء الخيانات القومية ليكون ضد الانظمة التي تمارس تلك الخيانة. وما حصل اثناء العدوان الغربي الراسمالي  ـ الصهيوني ـ العربي ضد العراق. لقد تدفقت الجماهير العربية الى الشوارع دعماً للعراق. ولكن حراكها  ظل بحاجة الى الحزب السياسي الذي يستمر في الشارع ويندفع بالمواطنين ضد النظام، حيث عندها يحصل الصراع بين الشعب وعدو الشعب. لا بل ان كثيرا من الاحزاب والمثقفين العرب لعبوا دوراً في تسويق العدوان تماماً كما فعلت الانظمة العربية نفسها!

وحيث ان هذا المقام ليس مقام تحليل الحركة الحزبية العربية، إلا ان الواقع يدفع باتجاه إعادة تجديد هذه الحركة، سواء ببروز حركات جديدة، او تجديد من تستطيع من هذه الحركات تجديد نفسها. وفي هذا السياق تحديداً يمكن التوقع بأن اجنحة من حزب البعيث والحزب القومي الاجتماعس السوري يمكنها إعادة تجديد نفسها ودورها طبقاً لمتطلبات المرحلة.

ولكن الامر الاهم في هذا السياق هو ان حزبية القرن الحادي والعشرين لا بد ان تختلف عن حزبيتي القرنين العشرين والتاسع عشر. لا بد لحزبية القرن الحادي والعشرين ان تأخذ بالاعتبار دور الشارع، القوى الشعبية في التأثير في قرار ومواقف وسلوك وعقائد الاحزاب، وليس إئتمار الطبقات الشعبية بأوامر حزبية عليا. لا بد ان يلعب وقوف الشارع العراقي وصموده ومقاومته للاحتلال دوراً في إعادة صياغة رؤية وموقف حزب البعث في العراق من الطبقات الشعبية  اذا كان لهذا الحزب ان يعيد تجديد ذاته طبقاً للمرحلة. ولا بد لكافة الاحزاب القومية التقديمة واليسارية من اخذ دور الطبقات الشعبية في الاعتبار ولا سيما تدفق الجماهير الىالشوارع في اربعة اركان الارض رفضا للحرب والعولمة ورأس المال المركزي والتابع والصهيوني ايضاً.
***********

كنعان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما مع مواصلة محادثات التهدئة في


.. إيران في أفريقيا.. تدخلات وسط شبه صمت دولي | #الظهيرة




.. قادة حماس.. خلافات بشأن المحادثات


.. سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع




.. سوليفان: لا اتفاقية مع السعودية إذا لم تتفق الرياض وإسرائيل