الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخضوع للضغوط الامريكيه حقق الموقف الاثيوبي

عدلي محمد احمد

2020 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لا تبدو الوساطه الامريكيه في كارثة سد النهضه الا تغليف لتفريط حكم السيسي في حصتنا المائيه منذ وقع اتفاقية التخلي عن حصتنا المائيه مقابل وعود فارغه , فاثيوبيا فرضت موقفها وستبدأ في حجز المياه مع الفيضان المقبل في يونيو, وبما لا يقل عن 15مليار مترمكعب صافي ,وهومقدار حد التخزين الميت المختلط بالطمي عند ارتفاع 596عن سطح البحر , لتبدأ مع تحققه عملية توليد الكهرباء من المياه التي ستعبر من خلال التوربينات.
ولقد حدد بيان واشنطن بوضوح انها ستحجز المياه خلال يوليو واغسطس واحتمال سبتمبر, رغم ان تصريف شهري يوليو واغسطس يزيد عن مقدار المياه المطلوب حجزها بما لا يقل عن 10 مليارات متر مكعب , وفقا لفيضان معظم السنوات.
وهو امر يتضمن رفض ضمني صارم من جانب اثيوبيا علي المطلب المصري المتعلق بمراعاة اي حجز للمياه يمكن ان يتفق عليه لسنوات الجفاف او انخفاض الفيضان, فسبتمبر هنا يعني ( لو انخفض ثصريف يوليو واغسطس عن ال 15 مليار الكفيله ببدء تشغيل السد وتوليده الكهرباء وهو ما يعني انخفاض الفيضان بنسبة 50% , فان اثيوبيا ستكمل المقدار من تصريف سبتمبر)
وهو التحديد الزمني الذي يحول اي تكرار لغوي لمراعاة انخفاض الفيضان في البيان الي مجامله انشائيه ولغو فارغ من اي معني مادي محدد, مثلها مثل كل الوعود الاثيوبيه في الاتفاقيه الاجراميه التي وقع عليها السيسي مع اثيوبيا وفرط فيها بحصتنا المائيه في مارس 2015
ان هذا الاصرار الاثيوبي, ومن قبل بدء التشغيل المشئوم لسد الموت والعار يشير الي مدي قدرتهم علي فرض موقفهم من تحقيق المخزون المحدد من جانبهم - 74مليار , والذي خفضوه لاسباب فنيه الي قرابة ال 65 مليارمؤخرا, خلال 3 سنوات,وهو ما يمكن ان يختصروه الي عامين فما الرادع؟
خصوصا وان حكم آبي احمد يعاني من سخط شعبي آخذ في التصاعد , يجعله يحول "انجاز" سد النهضه الي مصدر مؤثر لتهدئة هذا الغضب, فمما لا ريب فيه ان هذا التشدد الاثيوبي البالغ وثيق الصله بالانتخابات الاثيوبيه التي ستبدأ في اغسطس المقبل.
ان مضمون بيان ترامب يعني ان حصتنا المائيه ستنقص بدئا من العام المائي المقبل في يونيو 2020بمقدار 20 مليارسنويا تقريبا, وهو ما سيمكن لنا بالطبع مواجهته بمخزون بحيرة ناصرالراهن والذي لن يقل عن ال 60 مليار المطلوبه للسنوات الثلاث المستهدفه اثيوبيا حتي الآن, اما بعد ذلك وهو وارد بشده مع هستيريا الاثيوبيه في انشاء سدود جديده بلغت حتي الآن حوالي 8 سدود غير سد الكارثه, او غير ذلك مما قد يثيره من شهيه لدي دول الحوضين الشرقي والغربي خصوصا وان اغلبية هذه الدول قد وقع علي اتفاقية عنتيبي التي تشطب علي حصتنا المائيه التاريخيه الموهوبه من الطبيعه قبل المستوي الراهن من تكنولوجيا هندسة السدود وكذا ازمة المياه العذبه , في حذو حذو اثيوبيا , فانه سيعتبر نهبا مباشرا صافيا محسوما من حصتنا ال 5, 55مليار خلال هذه السنوات الثلاث.
نهبا مثله مثل النهب الاثيوبي لمخزوننا القرني في بحيرة السد العالي الذي يفرط فيه حكم السيسي وفقا لهذا البيان بكل اريحيه معرضا البلاد لانكشاف مائي كنا قد تجاوزناه منذ مطلع السبعينات مع الانتهاء من انشاء السد العالي.
وبلغة الاقتصاد فان هذه الثروه المائيه تبلغ قيمتها الماديه وفقا لاي مقارنه بتحلية المياه المعادله , والتي يوهم السيسي بها الشعب وهم غلي الحصي في الماء من زاوية تكلفتها الباهظه, ما لا يقل عن 2 تريليون جنيه مصري اي خمس امثال الموازنه الحكوميه بعد خصم استحقاقات الديون, اي ما لا يقل عن كارثه في حد ذاته.
وهو المخزون القرني الحدي من زاوية امكانية ان يحمي بلادنا من اي نقص او زياده في الفيضان النيلي, فلقد حمانا خلال الثمانينات المنصرمه من الجفاف الرهيب والمجاعه مع الانخفاض الاستثنائي الذي مر به فيضان النيل.
واخطر ما في المشهد ان يتواصل الخصم السنوي من جانب اثيوبيا حتي بعد تحقيق المخزون المعلن عنه , فالبيان الامريكي لم يتضمن اي اشاره توحي بذعم حدوث ذلك علي اهميته القاطعه التي لا تقل عن اهمية خطورة استمرار الحجز اثناء السنوات التي ينخفض فيها الفيضان كما طرح مفاوضي حكم السيسي حاليا , خصوصا وان وزارة الخارجيه المصريه كانت قد اشارت الي ذلك التهديد في بيانها الاخير تعليقا علي البيان الاثيوبي المتشدد التهويشي ,حيث قالت بانها اكتشفت ان حجز مياه النيل من جانب النظام الاثيوبي لا يهدف فقط لتوليد الكهرباء ( في تنويه ضمني لحجز مياه النيل للزراعه بها في اثيوبيا وطبعا بصوره منتهيه فلا ماء سيعود الينا كما اوحت قصة دا مجرد توليد كهرباء)
والاهم ان من عجز عن حماية مخزون البحيره, سيعجز عن حماية النيل, والاخطر ان حكم رأس المال التابع يعالج الكارثه المائيه وفقا لخضوعه المزري لمصالح الراسماليه العالميه بل لاحتياجات ترامب الانتخابيه, علي حساب تعريض الشعب لابشع الكوارث واخطرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي