الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آلية جديدة لتخفيض سعر الدواء

ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر اسلامي و اقتصادي، محاضر، مطور نظم، مدرب معتمد وشاعر مصري

(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)

2020 / 1 / 17
الادارة و الاقتصاد


شهد سوق الدواء في الآونة الاخيرة ارتفاع كبير ومطرد في السعر ارجع البعض ذلك لأسباب متنوعة منها ارتفاع تكلفة الانتاج كنتيجة طبيعية لارتفاع سعر صرف الدولار والعملات الاجنبية ، وان كان ذلك حقيقيا فانه ليس السبب الوحيد، حيث تركز السوق الدوائية منتجاتها على المكملات الغدائية (Dietary Supplements)، ومستحضرات التجميل (Cosmetics) والتي تسوق أغلبها لأغراض علاجية في السوق الدوائية. ويتم بيع تلك المنتجات في السوق الدوائي بنسب خصم تتجاوز كبيرة من سعرها (سعر الجمهور) وهو ما يعرف بسوق المحروق مما يدلل على المبالغة في سعرها رغم انخفاض تكلفة انتاج تلك المنتجات وينطبق نفس الشيء على العديد من المنتجات الدوائية (Pharmaceutical Products) وتتركز النسبة الأكبر لمصروفات تلك الشركات على مصاريف الدعاية الطبية، والنقل والتوزيع وتكلفة التمويل المصرفي حيث يصرف ببزخ علي تلك البنود، كما تتعدد قطاعات التوزيع والدعاية للشركات مكبدة أصحاب الشركات مبالغ لا يستطيعوا الوفاء بمعظمها خاصة الرواتب التي يؤجل صرفها او تجزء لعدم توافر سيولة خاصة في الشركات الصغيرة والمتوسطة مثل عمولات الدعاية والبيع والتسويق، كما يتوافر بالسوق الدوائي العديد من مصانع الادوية اغلب خطوط انتاجها معطلة رغم تميزها بقدرات تصنيعية وتكنولوجية عالية في نفس الوقت الذي يتم استيراد العديد من المنتجات الدوائية ومعظم المواد الخام. ويسهم سوق الدواء بنسبة عالية من النشاط الاقتصادي، ونحو اقتصاد حقيقي يعزز الانتاج ويقلل الاستيراد، ويحد من البطالة والتضخم، نقترح نظاما يعزز دور سوق الدواء ويجعلها المصدر الأجدر تنافسيا لإنتاج الدواء للسوق المحلي والتصدير، ويتيح لها المشاركة في التخطيط والادارة والانتاج والرقابة المالية المباشرة، ويتغلب على مخاطر منح التمويل، والعديد من السلبيات ويمكنها من ادارة النشاط الاقتصادي الدوائي عامة من خلال:
اولا :
1-عمل حصر للمنتجات في السوق شامل المواصفات الفنية، والمالية ، والكميات المسوقة ونسب توزيعها في المناطق الجغرافية المختلفة.
يتولي الانتاج وزارة الصحة ممثلة في الهيئة العامة لسلامة الغذاء والدواء بالاشتراك مع نقابة الصيادلة وهيئة أخري تنشأ تضم مصانع وشركات الادوية من خلال الخطوات التالية:
1- وضع خطة بالمستهدف انتاجه من منتجات كل مجموعة دوائية من خلال اوامر شراء صادرة من جهات الشراء (صيدليات/ مخازن/ ...الخ.
2- تقوم الشركات بتمويل التصنيع لمنتجاتها طبقا بحصة تحدد بعدة عوامل كحجم أعمالها وعدد منتجاتها وعدد العاملين بها وأصولها وعوامل أخرى و طبقا للتكلفة التى ستحدد كما يلي:
3- يتم توزيع بيانات تركيب المنتجات علي العديد من المصانع على مستوي المحافظات لا يشترط تصنيع منتج في مصنع واحد وتوزيعه علي الجمهورية متكبدين مصروفات ضخمة كما سبق بغرض الحصول علي عروض أسعار تنافسية للتصنيع ويمكن تغيير التشريعات المتعلقة بذلك مع وضع الضوابط الكفيلة بضمان الجودة والفاعلية وسلامة التخزين.
4- تتولي الوزارة استيراد المواد الخام المطلوبة بالجملة من مصادرها مما سيوفر في التكلفة، ويضمن مستوي الجودة والفاعلية ومن ثم توزيعها على المصانع جغرافيا.
5- يتم كتابة الوصفة الطبية بواسطة الطبيب بالاسم العلمي أو الوصف في حالة المكملات والتجميلي مما سيوفر مصروفات الدعاية الطبية.
6- تشترك أجهزة التوزيع للشركات جغرافيا في توزيع المنتجات على الصيدليات ،والمخازن المرخصة (للتخزين بها جغرافيا مقابل نسبة عادلة) مما سيوفر في الوقت والتكلفة .
7- يتم بيع المنتجات مباشرة بعد اضافة هامش ربح الصيدلي وتوريد القيمة نقدا او بأوراق مالية لحساب الوزارة حسب احتياجات كل صيدلية.
8- تحدد الوزارة بناءا على التكلفة هامش ربح عادل للشركات يشتركوا في تحديده مقابل الانتاج واخر مقابل التوزيع للشركات التى ستتولي عملية التوزيع.
9- بند التكلفة سيشمل اية مصروفات تكون قد صرفت مقابل دراسات وابحاث دوائية، او شراء وتأجير ملفات تحمل على كل علبة دواء.
مزايا النظام والفوائد المرجوة من تحقيقه:
• ضمان تحقيق ارباح ثابتة مهما تغيرت التكلفة.
• توافر المنتجات بالسوق حيث سيكون السعر متغير طبقا للتكلفة المراقبة بواسطة الوزارة لحظيا.
• سيتم وضع باركود لكل مصنع للرقابة على منتجات المصنع وتحديد السعر طبقا للتكلفة.
• لن يتمكن أي مصنع من تصنيع عدد اكبر من المأمور بتصنيعه لان التكتل المكون هو المتحكم في استيراد المواد الخام وتوزيعها.
• طالما ان جهة حكومية هي التي ستتولى عملية الانتاج والتوزيع، فبالتالي يمكن تمويل جزء كبير عن طريق القطاع المصرفي (ديون ممتازة مضمون تحصيلها)
• يستفيد المريض من تخفيض سعر الدواء.
• لن تتأثر أرباح الشركات بالسلب بل على العكس ستزداد الارباح نتيجة لانخفاض التكلفة، والزيادة المحققة في كميات البضاعة المباعة كنتيجة لانخفاض السعر المتوقع.
• ستزداد الزيارات على العيادات والمستشفيات كمحصلة لانخفاض تكلفة الدواء كعامل هام في تحديد كلفة الخدمة الطبية مما يحقق فوائد عديدة اقتصاديا وصحيا.
• سيتم الاستعانة بأطقم الدعاية الطبية في جميع مراحل الانتاج، كما سيتم تقسيمهم في كل شركة للرد علي الاستفسارات والاستشارات المتعلقة بمنتجاتهم لكلا من الطبيب والصيدلي والمريض كخدمة في حالة حدوث اضرار او اثار جانبية او ما شابه (Call Center Services).
وعلي المجمل سينتعش ان شاء الله تعالى القطاع الطبي عامة وتتحسن مخرجاته شريطة أن يتولى عملية التنفيذ حفيظٌ عليم.
يهمنى معرفة رأي الفئات المختلفة لإدراجها ضمن البحث على الاستبيان التالي: https://forms.gle/G4bbk3Ked2QmR8Zf9








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمين عام -الناتو- يتهم الصين بـ”دعم اقتصاد الحرب الروسي”


.. محافظات القناة وتطويرها شاهد المنطقة الاقتصادية لقناة السو




.. الملاريا تواصل الفتك بالمواطنين في كينيا رغم التقدم في إنتاج


.. أصوات من غزة| شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 25-4-2024 بالصاغة