الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عوني كرومي - مخرج فقدناه

سناء الموصلي

2006 / 5 / 31
الادب والفن


"ستار الشايب مات .... مات ستار"*
المقطع الذي جمعني بعوني كرومي في عمل مسرحي
الدكتور سناء مصطفى

جمعتنا الصدفة أن نعمل معنا في مسرحية من اخراج صلاح القصب لطلبة كلية الاقتصاد والعلوم االسياسية بجامعة بغداد في ربيع سنة 1969. كنت حينذاك طالباً في السنة الأولى من قسم الاقتصاد ، كما ولم تمر سنة واحدة على تأسيس مديرية رعاية الشباب بجامعة بغداد التي كان قد عين للتو د. سلطان الشاوي مديراً لها. عمل عوني كرومي مع خالد خضوري عبد الكريم الانارة للمسرحية التي أخرجها صلاح القصب بشكل لم يعرفه ولم يعقله مخرج قبله. تدربنا حوالي 5 اشهر على المسرحية. أجلس صلاح القصب عوني كرومي(سنة رابعة أكاديمية الفنون الجملية) و شوقي عبد الأمير (سنة رابعة أداب/لغة عربية) وخالد خضوري (سنة ثالثة معهد الفنون الجميلة) وخالد علي (سنة ثانية لغات/انجليزي) على كراسي المختبر العالية على خشبة مسرح كلية التربية- قاعة الحصري مغطياً أبدانهم ورؤوسهم بعباءات نسائية سوداء ليفتتح المسرحية بعويل نساء مرافق لدخول الممثلين على شكل صليب مرددين عبارة – "ستار الشايب مات .... مات ستار". في حين جلس القصب في الطابق الثاني من القاعة ليضرب على طبل بدقات جنائزية متواترة. المسرح مظلم تعلوه كواليس بحصانين جامحين، والممثلون يرتدون ملابس رقص باليه شفافة بيضاء ، أذكر قول القصب آنذاك– "لو كان الظرف جيداً لأظهرتكم على المسرح عريانين تماماً". افتتح عميد الكلية الأستاذ عبد الباقي البكري وقتذاك المسرحية في اليوم الأول الذي حضره 63 شخصاً في حين حضر العرض في اليوم الثاني 11 شخصاً فقط. وقتها علق الأستاذ عبد المرسل الزيدي على الحضور وقال : "أنكم أشجع من طلبة المعهد والأكاديمية ، بحيث لم تحبطون في العرض على الرغم من قلة عدد الحاضرين".
كان عوني كرومي آنذاك من الشباب الرواد في الاخراج المسرحي وتخرج بدرجة امتياز من الأكاديمية ، الأمر الذي مكنه من أن يحصل على بعثة دراسية الى ألمانيا الديمقراطية وقتذاك ويكمل دراسته العليا في جامعة همبولدت متخصصاً في مسرح برتولد بريخت.
عاد كرومي الى الوطن سنة 1977 وكله حماس واندفاع وحيوية ليعكس مادرسه في المسرح والحياة العملية سواء في الأكاديمية أو معهد الفنون الجميلة. لم تشاء الصدف أن نلتقي بعد التخرج فقد سافرت الى الاتحاد السوفيتي لاكمال دراستي العليا سنة 1974 . ومن ثم حاضرت في جامعة عدن أواسط ثمانينات القرن الماضي وغيرها من الدول العربية والأجنبية.
التقيته بفرح كبير سنة 1995 حينما قدم الى أوسلو ليقدم عرضاً لمسرحية "ترنيمة الكرسي الهزاز" حيث لعبت الفنانة القديرة نماء الورد دور البطولة فيها. حينها كتبت عن المسرحية في الصحف العربية في أوروبا. وبعد ذلك قام باخراج مسرحية للكاتب النرويجي أرلنك كيتيلسين من ترجمة وليد الكبيسي عرضها في بيروت سنة 2002.
تميزت أعمال كرومي بالبحث عن هوية الانسان الحقيقية واظهار المشاكل الاجتماعية من منظور يختلف به عن بقية المخرجيين المسرحيين من حيث العمق والدقة والبعد الانساني. وفيما شكل الموروث الثقافي العراقي عنده الأساس الذي يعتمد عليه في اخراج مسرحياته الرائعة. كان يطمح في أعماله المسرحية تقديم أفضل ما يملك من خبرة عملية تمرس عليها من خلال احتكاكه المباشر بالجمهور وبالمخرجين الألمان من أساتذته أساطين المسرح الألماني المعاصر ورواد المدرسة الاشتراكية في المسرح مثل ماكس راينهارت ، هاينر ميللر وبرتولد برخت.
ستبقى أعمال عوني كرومي المسرحية مصدراً ملهماُ للمخرجين الشباب الذين درسهم وأعطاهم خير ما يملك من خبرة عملية ونظرية رائدة في المسرح العربي والعراقي.

*مقطع من مسرحية هنغارية- "موت كاتب" عرّقها جعفر السعدي وأخرجها صلاح القصب سنة 1969 لطلبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بغداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا