الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصعيد السلمي بعد مهلة الناصرية تجسيد حقيقي لوعي وارادة الجماهير

صوت الانتفاضة

2020 / 1 / 20
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


كما أكدنا مرارا وتكرارا، ان هذا النظام الطائفي القومي التابع سياسيا واقتصاديا لقوى اقليمية ودولية، يمر بأزمة بنيوية عميقة بسب تعارض هذا النظام الماهوي مع تطور المجتمع وتوقعات وآمال الجماهير الغفيرة ، وتبعيته تلك وايدلوجيته الطائفية القومية التي حولت البلاد الى مقاطعات يحكمها أمراء الطوائف، الذين يتقاسمون الثروات والمناصب، ويحصرون الوظائف في القطاع العام على اساس طائفي وقومي يمر من خلالهم، فكونه يخدم أصحاب الأموال و الراسمال و آلة بايدي نخبة فاسدة وطفيلية وتابع اقتصاديا وانتهاجه سياسة الليبرالية الجديدة من خصصة واستثمار، ورضوخه لشروط صندوقي البنك والنقد الدوليين، ومنها عدم التوظيف في القطاع العام، وتدمير التعليم الحكومي والصحة، وتعطيل الصناعة والزراعة، ليتجه المواطنون الى مدارس ومستشفيات خاصة يملكها زعماء الطوائف ذاتهم او وكلائهم، كل هذا خلق فوارق طبقية كبيرة لا يمكن ان يحلها هذا النظام، فزاد عدد الكادحين والعاطلين عن العمل او العاملين بأجور متدنية، وبهذا وجدت الجماهير الكادحة نفسها في وضع بائس جدا بسب هذا النظام وسياساته الظالمة، هذا البؤس انتج معه وعيا ثوريا.
هذا الوعي هو القطيعة مع هذا النظام، الذي كان يوهم الناس بأنه ممثلهم عن طريق انتخابات فاشلة ومزورة، لم تأتي بمثليين حقيقيين للجماهير، بل انها دائما كانت تكرر نفس الاحزاب والوجوه، فبدأت الخطوة الاولى بمقاطعة هذه الانتخابات، تلتها انتفاضة اكتوبر الكبرى، التي رفعت منذ البداية شعار اسقاط النظام ولا للأحزاب الاسلامية الحاكمة. هذه الانتفاضة اصبحت اكثر ثقه بقوتها واحقية اهدافها، وقد حاولت جهات مشاركة بالسلطة، والتي كانت قد اصدرت بيانات تحث انصارها على عدم الخروج في انتفاضة اكتوبر، حاولت هذه القوى ان تحول شعار اسقاط النظام الى إصلاحه، من خلال تواجدهم الهش في ساحات الانتفاضة، وصحفهم وبياناتهم التي تدعو الى حلول شكلية لا تمس جوهر النظام بل تحسين وجهه القبيح فقط، او محاولات فرض مرشحين لرئاسة الوزراء على المنتفضين بالقوة. لكن وعي وارادة المنتفضين افشل كل محاولاتهم تلك.
ان التصعيد الحاصل الان بعد مهلة الناصرية ما هو الا دليل واضح على ادراك المنتفضين بأن لا حل الا بأسقاط هذا النظام، خاصة وهو يعد العدة من خلال ميليشياته للخروج بمظاهرات، ظاهرها ضد الاحتلال الامريكي لكن باطنها هو ضرب الانتفاضة.
ان هذ المهلة التزمت بها جميع المحافظات، بما فيها بغداد العاصمة، وهذه هي بداية جيدة لتنظيم الجماهير لنفسها والتنسيق فيما بينها، وهذه الجهود الواعية سوف تتكلل بالنجاح اذا نظمت كل ساحات الاحتجاج نفسها في مجالس ثورية، وتنسق فيما بينها من اجل ادارة المرحلة الانتقالية، لان التعويل على هذا النظام ان يصلح نفسه مثلة مثل من يعطي علاج لشخص فارق الحياة لعله يعود ثانية اليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد