الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحات من ذاكرة احتجاجية

محمد بلمزيان

2020 / 1 / 20
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


تحل غدا ذكرى تؤرخ لمرحلة حزينة فعلا ، تختصر محطة مؤلمة من محطات نضالية مشرقة للحركة التلاميذية بإمزورن، حيث كان عنوانها العريض هو الدفاع عن المدرسة العمومية وتحسين ظروف التمدرس والتصدي للمخططات التي كانت تستهدف الحق في التعليم المجاني، في زمن كانت فيه الكلمة لها مفعول قوي على استنهاض الهمم وشحذ العزائم من أجل الرفع من منسوب الوعي وتبادل المعلومات بين الأوساط التلاميذية في مختلف مستوياتها التعليمية، خاصة وأن تلك المرحلة قد تزامنت مع أوج الأزمة الإجتماعية وغلاء المعيشة، والتي جاءت نتيجة شروع الدولة في تنفيذ مخطط الهيكلة ورفع اليد عن القطاعات العمومية منها التعليم، وكانت صرخات التلاميذ واحتجاجاتهم تعبر من جهة عن سخطهم من هذه الوضعية ةودقا لناقوس الخطر لما ينسج في الكواليس من مخططات تضرب في العمق مجانية التعليم وجودته .
بالرغم من مرور أزيد من ثلاثة عقود(33) عاما على هذه المرحلة، فإن وقعها على الذاكرة يجعلها نحس وكأنها قد وقعت أحداثها بالأمس القريب فقط، بحيث أن ضغط أحداثها وجراحاتها المختلفة، يجعلها ذكرى متنامية متجددة عبر الزمن، وكل من عايشها بصدق وبمشاعر وحس نضالي يدفعه هذا التاريخ الى استرجاعها وقلب أرواق صفحاتها، ليس نبشا في الذاكرة من أجل التسلية والترفيه أو التباهي *، وإنما عرفانا بما شكلته في الذاكرة الشبابية الجماعية من حس نضالي مفعم بالحيوية ودرءا لثقافة الإستيلاب والإنطواء على النفس. وقد برهنت السنين بأن تلك الإحتجاجات المتتالية كانت تيرموميتر حقيقي لقياس درجة الإحتقان بين الأوساط التلاميذية من جهة، ودرجة الرغبة في تخريب المدرسة العمومية، بداء بما كان يسمى بنظام الأكاديميات وضعف البرامج التعليمية والتي كانت تفضي أغلب شواهدها الى شاطيء العطالة لتنافرها مع متطلبات سوق الشغل.
لقد شكلت هذه المرحلة سراجا ينير طريق كل ضرير، ويهدي كل تلميذ تائه بين مفاصل الحياة، ومهمازا يجمع كل النوايا الصادقة للدفاع عن مطلب جوهري يتمثل في حق التعليم، وهو العنوان الأبرز والقاسم المشترك بين العديد من المؤسسات التعليمية في باقي ربوع الوطن التي شهدت رجات تلاميذية في نفس المرحلة، والتي كانت امتدادا طبيعيا لحالة الإحتقان الإجتماعي منذ انتفاضة 1984، والتي كانت نفس الثانوية قد ساهمت بإشعاعها وأنشطتها الإبداعية التلاميذية والتي عبرت من خلالها على انسداد الآفاق الإجتماعية وغلاء المعيشة وتزايد البطالة. فحينما نسترجع هذه الذكرى يفرض علينا الحاضر بأن نجري مقارنة بين الأمس واليوم وما هي الحصيلة؟ فأين هي الشعارات التي رفعناها بحناجر صادحة في سماء الساحات المفتوحة وهل ثمة تراكم نوعي قد تحقق في سبيل المدرسة العمومية وجودتها أم أن هناك تراجعا ملحوظا وتقهقرا كبيرا الى الوراء، الى درجة قد يستشعر الكثير نوعا من نوستالجيا ماضي التعليم مقارنة مع وضعيته الحالية، وقد تتناسل الأسئلة وتتفرع في شكل علامات استفهام ما تزال تبتغي أجوبة في زمن كثر فيه اللغط والإستعراض الكلامي وغابت عنه إرادة القطع الحقيقي مع الماضي وما خلفه من جراح ما تزال رواسبه تكرر في الحاضر بصيغ أخرى،وما تزال نفس المعضلات التي عشناها ونحن شبابا نعيشها اليوم ونحن كهولا !!
إحالة :
نظرا لوقع تلك المرحلة على الذاكرة فإنني قد حاولت أن أدون أهم المحطات التي مرت بها الحركة التلاميذية بإمزورن، صدرت في كتاب
من الحجم المتوسط سنة 2016 تحت عنوان: ( الحركة التلاميذية بإمزورن بين المسار والإنكسار) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد