الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد للسيدة بثينة شعبان... من مواطن فرنسي سوري عتيق... وهامش هام عن ومن هنا...

غسان صابور

2020 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



" صرحت السيدة بثينة شعبان السكرتيرة والمستشارة الخاصة للقصر الجمهوري السوري.. والناطقة باسم الحكومة السورية.. ببداية الأسبوع الماضي ..ما يلي :
" الحالة الاقتصادية السورية.. وأحوال الشعب السوري المعيشية.. خمسين مرة أفضل.. بهذا اليوم.. عما كانت بسنة 2011..."
وهذا ردي إليها...
على مسؤوليتي... كــالــعــادة :
السيدة السكرتيرة والمستشارة الخاصة لرئاسة الجمهورية السورية.
أعرف أنه من واجبك تهدئة خواطر السوريين.. بجميع الطرق المعروفة غير المعروفة.. رغم تغطيتها بطاقات غير محدودة من الدجل والتمويه والضبابية.. وهذا كان دورك ونشاطك بالقصر.. مع الأب والأبن من عدة عقود... وكنت تحققين مهنتك بوفاء كامل للأب والأبن.. رغم قناعتك الكاملة... وخاصة ببيانك الأخير هذا.. أن كل ما تحاولين بيعه ـ إعلاميا ونصائحا ـ كان دوما غير منتج على الإطلاق... وأن الخمسين سنة الأخيرة.. وحتى ما سبقها.. من أوهام بعثية.. كانت جبالا من الكوارث والمصائب وإفقار البلد.. وتمزيق شعب البلد... وخاصة منذ سنة 2011.. حتى هذه الساعة.. والقادم أدهى... بسبب ديمومة انتداب انتداب روسي ـ تركي ـ أيراني ـ أمريكي.. على ســوريـا.. بالإضافة إلى جيوب داعش وأبناء داعش وحلفاء داعش.. وفلول المقاتلين الإسلاميين الآتين من غابات وظلمات العالم.. التي ما زالت تؤذي وتفجر وتقتل.. بعديد من المدن والقرى السورية.. بالإضافة لآلاف الكيلومترات المربعة من المناطق السورية الحدودية.. كزنانير أمان لرغبات رجب طيب آردوغان وحكومته... لن تعود بأي يوم من الأيام للوطن السوري المتفجر من عشرة سنوات.. من أذى خيانات داخلية.. كان وما زال من حلقات إسلاموية.. بقيت ـ بأشكال غبية مختلفة ـ مدللة بأحضانكم... وأن الوحدة والحرية والاشتراكية.. بعهد نصائحك.. أصبحت مسخرة المساخر.. وكركبات ضباب وأوهام... وأن ملايين المهجرين قسرا.. لن يعودوا... بالإضافة إلى غلاء الأسعار المرعب.. وانهيار مستوى المعيشة لدى غالب السوريين.. ما عدا حلقات الشبيحة والفاسدين الرسميين.. وخاصة حلقات المطبلين والمزمرين.. ورجال الدين... وكل من ترعرعوا حولكم وبأحضانكم...
لا تحكمي على كلماتي الصريحة هذه يا سيدة شعبان.. بأنها كلمات معارضة ... لأنني غادرت البلد من ستة وخمسين سنة... ولكنني من أول أيام مغادرتي البلد حتى هذه الساعة.. لم أتوان.. ولم أكــف ساعة واحدة عن الدفاع عن بلد مولدي.. على طريقتي.. ضد كل من شارك بأذى هذا البلد.. وتخصصت بالكتابة وفضح جميع المعارضات التي تاجرت بالمعارضة والحرب ضد سوريا من الفيللات الأوروبية أو من فنادق الخمسة نجوم بأوروبا.. وفرنسا خاصة... وما كانت انتقاداتي الإصلاحية.. والتي بقيت بلا أي جواب.. ولا أي تطور إصلاحي داخلي... ولكنني رغم كل الأعوجاجات الغير معقولة.. والفقر.. والخراب.. والفساد... لم يتغير إيماني بأن هذا البلد.. يجب أن يحيا.. وأن شعبه يستحق إدارات صالحة وطنية أفضل... تبني وطنا ديمقراطيا علمانيا حقيقيا.. أفضل.. بإعلام حــر نزيه شريف واقعي حقيقي أفضل.. وخاصة بلا وزارة إعلام.. ولا وزارة أوقاف تداران بأساليب هزيلة عتيقة هرمة.. آتية من أنظمة جاهلية غبية.. بلا حدود...
يا سيدتي... صدقيني أنني أحترم ولاءك ووفاءك وإخلاصك.. لمن فتح لك كل الأبواب لهذا المنصب المسؤول الحساس... ولكنني على ثقة تامة.. بأنك تجاهلت كل الحقائق الثابتة بنصائحك المتعددة.. ولم تواجهي من نصحتيهم سوى ما يرضي كبرياءهم وتعنتهم الذي أدى إلى تعام سلطوي عن وقائع نكبات وبلاوي هذا الشعب... وأنت تعلمين يا سيدتي أن التعامي عن الخطأ.. مشاركة كاملة بالخطأ... وهنا طورت هذا المثل بديملوماسية منقحة ناعمة... خلافا لكل عاداتي...ولا بد أنك لاتجهلين أنه ليس مثلا.. إنما قانونا جنائيا سائرا ينص : أن الصمت عن الجريمة.. مشاركة بالجريمة... والشعب السوري ــ بالحقيقة ــ أنك لا تجهلين عانى وما يزال يعاني من جرائم الفساد والتشبيح وعتمات ومظالم لاإنسانية وأمراضا اجتماعية ونقصا بأبسط الحاجات اليومية... بينما الانتفاخ والتشبيح والغنى الغير مشروع وتجارات ومكاسب مادية من هذه الحرب الآثمة التي تفسخ وتفجر قواعد الأمة والدولة ومصير مستقبلها.. تتكرر يوميا بلا حساب.. بجميع أوساط حلقاتكم... وما من أحد يجهل أن هذه المصائب التي تتكرر يوميا.. لتزيد مصائب وبلاوي الشعب السوري... مصائب وبلاوي معيشية بلا حدود... مـؤكـدأ لك أن قساوة وصراحة كلماتي هذه.. لا تنبع من أية فكرة سياسية معارضة... إنما من وفائي وحبي الصادق لهذا البلد الذي ولدت وعشت فيه... تسعة وعشرين سنة.. بلا أية ذكريات طيبة... والذي غادرته نهائيا من ستة وخمسين سنة... ولم أتوقف يوما واحدا من الدفاع عنه.. باختيارات وأشكال صحيحة إيجابية...
وبما أني أتوجه لمسؤولة هامة.. تنصح قمة السلطة السورية.. ورئيسها الشرعي.. آمل أن تنقلي إليه نصيحتي التقنية.. والتي وجهتها قبل الأزمات للأب.. وتابعت توجيهها للأبن عندما كان البريد موصولا ما بين فرنسا وسوريا (فترة العسل والزيارات الرسمية)... بأن يلغي وزارتي الأوقاف والإعلام.. من الحكومة السورية... لأنهما لا تقدم بل تؤخر كل ما يفيد الإعلام المتطور.. ووزارة الأوقاف التي تعيدنا إلى قواعد وشرائع العصبيات والظلام.. وتبعدنا عن أية محاولة حضارية علمانية.. ويمكن تفاديا للبطالة.. توزيع المنتجين الحقيقيين بهاتين الوزارتين.. لوزارات شعبية منتجة.. تحارب الفساد وسرطان المحسوبيات.. والغنى الغير مشروع... وخلال سنوات وسنوات.. وجهت عشرات الرسائل البريدية.. والكتابات المفتوحة.. بمقالات منشورة... ولم ألــق أي جواب... وأشـك أنها انتهت بمحفوظات أو سلات المهملات.. لبعض الأجهزة الأمنية... دون أن تجتاز أبواب رئاسة الجمهورية...
يا سيدة شعبان... إن كانت السلطات التي تنصحيها.. تريد حقا.. معالجة أمراض هذا البلد.. فهي اليوم أكثر من أي يوم آخر.. بحاجة ماسة إلى العقول المنتجة السورية التي تعيش وتعمل بالخارج نهائيا... ولكنها ما زالت متعلقة بآخر شعرة حنين تربطها بمدن وقرى مولدها... على السلطة السورية محاولة الاعتماد على هذه الأنتليجنسيا الفعالة بالخارج.. وأن تسمع نصائحها.. أفضل ألف مرة من مقابلاتها واتصالاتها.. مع المنتفخين من معارضات فنادق الخمسة نجوم... وخاصة الذين كانوا أقدم المنتفعين الحزبيين من حلقاتكم المقربة.. وغادروا الباخرة.. لدى ظهور أولى العواصف...
آخر نصيحة إيجابية أوجهها باتجاه هذا البلد العتيق الذي ولدت فيه... والذي ما من أحد هناك... يـــعـــلـــم... إلى أين تتجه حقيقة بوصلة المستقبل... وخاصة أن الشعب السوري.. قطعا... لا يعيش اليوم خمسين مرة أفضل.. من سنة 2011...........
مع آخر تحية فولتيرية...
***************
عــلــى الـــهــــامــــش :
ــ من هنا... نـعـم مـن هــنــا.. من فرنسا...
من هذا البلد.. من البلد الذي اخترته من خمسة وخكسين سنة .. لأحيا.. وأعيد كتابة قصة حياتي.. لأملك مصير حياتي واستعادة كل ما فقدت من حريات إنسانية طبيعية.. من البلد الذي ولدت فيه... وأعدت قراءة كل ما تعلمت هناك... وابتدات ألتهم القراءات المختلفة.. والقواعد المختلفة.. والسياسات المختلفة... والمجتمعات المختلفة.. والعادات والتقاليد المختلفة.. واخترت الحياة هــنــا... لأنني هنا تعلمت كل شيء.. وتعلمت قوة التعبير.. وقوة الاختيار... واخترت هذا البلد.. كعقيدة.. وديانة...
ولكن هذا البلد الذي اخترته كشريكة حياة وعشيقة ووطن... بـدأ يتفسخ ببطء.. وبدأت أحزابه التي عاشرتها تتفسخ وتتراجع منذ ثلاثين سنة الأخيرة... وخاصة بالسنتين والنصف الأخيرتين... حيث تكاثرت الاضطرابات المعيشية.. والاضرابات الانتقادية الاعتراضية... منذ وصول هذه الرئيس الجديد إلى سدة الرئاسة.. محمولا على أكتاف البنوك العالمية.. حيث تربى ثلاثة سنوات بأشهرها.. وأسميه لكم... بــنــك عائلة روتشيلد... وعديد من مؤسسات الإعلام المرتبطة بديناصورات صانعي الدول والحكام.. مثل مؤسسة Black Rock الأمريكية العالمية العولمية.. والتي تحرك آلاف وآلاف مليارات الدولارات سنويا... والتي تملك مؤسسة التقاعد الأمريكية.. كجزء بسيط من نشاطاتها العالمية... محركة مصير حياة وموت ملايين البشر بالعالم... وهذا الرئيس الذي توصل للحكم بسرعة عجيبة غريبة.. مزيحا عشرات خصومه السياسيين المخضرمين.. بسرعة غريبة.. وبمساعدة إعلام منبطح كليا.. عجيب غريب... هذا الرئيس أراد تفجير نظام التقاعد الفرنسي الاجتماعي... وبيعه لـمـؤســة بــلاك روك هذه... فقامت الدنيا ولم تقعد...ضده... سنة كاملة بواسطة الصداري الصفر.... ما سمي Les Gilets Jaunes ضد غلاء المعيشة.. وازدياد البطالة.. بلا أية تطور أو حل أو فائدة.. تكاثرت بها عمليات العنف البوليسي.. لم تعرفه فرنسا بأي يوم من الأيام... ومن خمسين يوم.. وحتى هذا اليوت تتوالى إضرابات بجميع مرافق المؤسسات العامة والخاصة.. سكة الحديد.. المواصلات الداخلية.. مؤسسات الغاز والكهرباء.. المستشفيات والأطباء والممرضات.. المحامون وموظفو المحاكم.. ألأوبرا... وعديد من موظفي الدولة ونقاباتها المختلفة.. رغم أن الإعلام الموالي للسيد ماكرون وحزبه التابع.. وبعض الوزارات.. يغرقون البلد بدعايات وكركبات.. لا تسعى لحل المشاكل بأشكال منطقية ديمقراطية... كما تعلمتها.. وكما حركات النضال والتطوير النقابي واليساري.. والذي أمن العديد من المكاسب المعيشية.. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.. بقوانين طورت حياة الطبقة العاملة والمتوسطة.. إنسانية... يريد السيد ماكرون محوها وإلغاءها نهائيا... مما فــجــر الحياة الاعتيادية بفرنسا... وجمد اقتصاد البلد... وجمد الاطمئنان...
والبارحة احترق مطعم La Rotonde الذي اشتهر باجتماعات السيد ماكرون الانتخابية.. والذي أصبح مكان لقاءاته ولقاءات أصدقائه المختارة.. ومن يومين أراد السيد ماكرون حضور مسرحية.. بمسرح مسائي مع السيدة زوجته.. وقام متظاهرون بالتجمع داخل وخارج السرح بهتافات ضده.. مطالبين باستقالته.. بأشكال راديكالية عنيفة... مما اضطر عناصر الأمن الخاصة بحماية الرئيس.. استدعاء سرية من مكافحة الإرهاب... لإخراج رئيس الجمهورية من المسرح.. ومرافقته للقصر.. وتفريق عدد من المتظاهرين.. واعتقال عدد منهم...
الضباب.. والعواصف,, والأيام الرديئة... تهيمن على فرنسا... إنني أخشى على هذا البلد... بــلــدي...
بـــالانـــتـــظـــار...
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة